"لا شك أن هذا الاتهام هو الأخطر ضد المقاومة من حيث حجمه واستهدافاته, لأنّ الشيطان الذي صنعه يريد أن يوقع بين السنة والشيعة وبين اللبنانيين العداوة والبغضاء, ويريد لنار الفتنة أن تمتد إلى الهشيم اللبناني فتحرقه"
منبر الجمعة
تأكيد على عدم سقوط لبنان في مؤامرة المحكمة الدولية ... وتنويه بعملية "إيلات"
تنا بيروت
19 Aug 2011 ساعة 19:01
"لا شك أن هذا الاتهام هو الأخطر ضد المقاومة من حيث حجمه واستهدافاته, لأنّ الشيطان الذي صنعه يريد أن يوقع بين السنة والشيعة وبين اللبنانيين العداوة والبغضاء, ويريد لنار الفتنة أن تمتد إلى الهشيم اللبناني فتحرقه"
شكل إصدار القرار الإتهامي بحق المقاومين الأربعة والإستهداف الجديد للمقاومة وما يمكن أن يكون له تداعيات خطرة خاصة على الساحة الإسلامية محور خطب الجمعة ووصف بأنه الأخطر من حيث الحجم والإستهداف . كذلك كان تنويه بالعملية البطولية في إيلات .كما تم التعريج على الوضع في سوريا وحجم الضغوطات الدولية المتتالية عليها بما يمكنه أن يحدث فتنة مذهبية وحرباً أهلية هناك .
فقد رأى الشيخ عفيف النابلسي أنه لا يمكن فهم الخطوة الاخيرة المتمثلة بإصدار القرار الاتهامي، وفيه اتهام واضح لعدد من المقاومين الشرفاء إلا في إطار المسلسل القديم للنيل من المقاومة ودورها وحضورها وموقعها في الصراع مع العدو الإسرائيلي.
قائلاً لا شك أن هذا الاتهام هو الأخطر ضد المقاومة من حيث حجمه واستهدافاته, لأنّ الشيطان الذي صنعه يريد أن يوقع بين السنة والشيعة وبين اللبنانيين العداوة والبغضاء, ويريد لنار الفتنة أن تمتد إلى الهشيم اللبناني فتحرقه, ويريد للحرب الأهلية أن تعود فيتلذذ الأعداء بمشهد دماء اللبنانيين من جديد.
وإذ اعتبر أن سياق هذه المواقف الشيطانية المغرضة جاء بعد فشل الرهانات الأمنية المترافقة مع الضغوط السياسية والإعلامية لإسقاط النظام السوري المقاوم. وان أمريكا والغرب يتحركان بجنون وهَوَسْ لأنهما يخسران الكثير من أوراق القوة في المنطقة لصالح معسكر المقاومة والممانعة.
كذلك نوّه بالعملية العسكرية البطولية التي قامت بها المقاومة الفلسطينية في "إيلات", معتبراً أن مثل هذه العمليات هي العنوان الصحيح وهي المدخل السليم لمستقبل فلسطين والمنطقة.
من جهته، خصص نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان خطبة الجمعة بالحديث عن استشهاد الامام علي بن ابي طالب الذي تعرض لضربة لئيمة وموجعة من لئيم غادر، قائلاً :"نستنكر الاغتيال بكل اشكاله وخاصة اذا كان الامام علي عرضة لاغتيال وقعت اثره الواقعة وضاقت السبل، فضربه ابن ملجم لم توجه لشخص علي انما وجهت إلى الاستقامة والنزاهة والانصاف والمساواة والحقيقة، فالامام علي (ع) رمز للانسانية ودعامة لاهل الحق وقف بالمرصاد لكل ظالم وباغ ".
وتحدث سماحته عن مناقب الامام علي الذي أضاء التاريخ الإسلامي بفضائله "مما يحتم ان نعود اليه في مواقفه وسيرته لنعمل لما فيه خير الامة ومصلحتها ورفع شأنها والمحافظة عليها فنأخذ الحكمة من الامام علي ونتعظ بمواعظه لنكون في رحابه ولا سيما ان للإمام علي خاصية وأهمية اذ كان يتعاطى مع أهل الاخرة ويعمل لمصلحة الناس في الدنيا والآخرة،ان المؤمنين مطالبون بالتعاطي مع الأمور بحكمة وصبر وهدوء فيبتعدوا عن الفوضى والحقد ويبذلوا الجهود في التوبة والارشاد ليكونوا من احسن الناس خلقا وسلوكا فيقوموا بواجباتهم الدينية ويعملوا في سبيل الحق".
بدوره، ثمن السيد علي فضل الله عالياً العمليات الجهاديّة الّتي استهدفت العدوّ الصّهيونيّ، "والتي أكّدت مجدّداً حيويّة الشّعب الفلسطينيّ، وعدم رضوخه لكلِّ سياسات الضّغط والإرهاب التي تمارس ضدَّه، والتّهويل والتّمييع لقضيّته، وبقاءه محافظاً على الوجهة الصّحيحة للصّراع، باستمراره في خطّ المقاومة للعدوّ الّذي لا يفهم إلا بمنطق القوّة، بعد أن أثبت الواقع عدم جدوى كلّ الأساليب الأخرى الّتي راهن البعض عليها".
إقليمياً ، اعتبر أن التصعيد في المواقف الدّوليّة والإقليميّة في مقاربة المشهد السّوري الّذي بات الواجهة الحقيقيّة للأوضاع في المنطقة عموماً. وقال" إنّنا نؤكِّد على المعنيّين في سوريا، وعلى الشَّعب السوريّ الّذي كان سبّاقاً إلى الدّفاع عن القضايا العربيَّة والإسلاميَّة، الالتفات إلى هذه المسألة، وتفويت الفرصة على الهجمة الدّوليّة، من خلال اللّجوء إلى خيار الحوار الجدّي الّذي تشترك فيه المعارضة، وتنطلق فيه عمليَّة الإصلاح ".
ودعا اللّبنانيّين الى العمل على حماية وحدتهم الدّاخليّة، ولا سيّما الإسلاميّة، وخصوصاً بعد صدور القرار الاتّهاميّ الّذي يؤكّد الحاجة إلى جلوس القيادات اللّبنانيّة، ودراسة كلّ المخاطر التي تترتّب على صدور هذا القرار بعقل بارد، لا سيّما أنّه يأتي في ظلّ توتّر داخليّ يترافق مع ما يجري حوله من توترات.
وأكد على أهميّة أن تكون هناك عدالة في هذا العالم وفي لبنان، داعياً إلى العدالة التي تعيد الحقّ إلى نصابه، والتي تتأسّس على قواعد منصفة عادلة، وتنظر إلى الأمور بعينيين لا بعين واحدة.
كذلك علّق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان على صدور القرار الإتهامي قائلاً " لقد تكشفت الصورة وتوضحت معالمها وبانت كل المخفيات، إنهم يريدون المقاومة وإسقاط المقاومة، وضرب كل عنصر من عناصر قوة هذه الأمة بأي شكل من الأشكال، وبأي وسيلة من الوسائل" . قائلاً :" إننا في لبنان، وفي كل هذه المنطقة مستهدفون، وكل ما يحاولونه هو من أجل إخضاعنا وإيقاع الوقيعة في ما بيننا بفتنة، بحصار، بعدوان، بمحكمة، كل السبل مشروعة لديهم وهم يستعملونها بكل وقاحة وعدوانية ضدنا، لا يخجلون من شيء، كل ذلك تحت مسميات حقوق الإنسان، وإقامة الديمقراطية".
وقال :" لبنان لن يسقط مرة أخرى في مؤامرة المحكمة، ولن تتمكن منه كل هذه القوى الشريرة، لقد اهتدى أبناؤه إلى سبيل الحق، وإلى طريق النصر ولن يتراجعوا بعد اليوم، قد اختاروا المقاومة خطا ونهجا ومسلكا وهم مستعدون لتقديم الآلاف من الشهداء ولن يركعوا، نحن لا نهول ولا ننظر، نحن في لبنان لنا تجربة وقد خاضتها المقاومة بكل فخر واعتزاز وحققت من الانتصارات ما عجزت عنه الجيوش". وأكد أننا "لن نتخلى عن هذه المقاومة، ولن يرهبنا أي قرار اتهامي ولا تلويح من هنا أو هناك بعقوبات اقتصادية وبحصارات متنوعة".فالمقاومة بريئة وشعب المقاومة بريء ولبنان كله بريء من هذه التهمة وعليهم البحث عن الحقيقة إذا أرادوها في الاتجاه المعاكس".
مكتب بيروت
رقم: 60191