انه في لبنان موسم تطاول الصغار على الكبار ، والأقزام على العمالقة ، والباطل على الحق .. موسم سمعنا فيه من يحسن الكلام ومن لا يحسن ، من يعي ما يقول ومن لا يعي ، من يمثل شيئا ومن لا يمثل ، يتجرأ على المقاومة وعلى حزب الله وعلى شخص السيد حسن نصر الله ، الذي اجمع الأعداء قبل الأنصار على احترامه وتصديق كلامه واحترام بالمثل .. موسم رأى فيه بعض من فقدوا كثيرا من مبرر وجودهم مادة لتغطية ضعفهم وفشلهم فأصبحوا يفتشون عن كلام يغطون فيه عوراتهم المفضوحة ويسترون به فشلهم وضعفهم .. تماما كما يقول المثل العامي : التاجر يأكل مال التاجر .
لكنها مهزلة لن تدوم كثيرا ، لقد مر علينا أسوأ منها وأكثر منها جهلا وجاهلية ، ولكن مرت وانكشفت الأمور... نسمع الآن من يقول على حزب الله تسليم المتهمين ، فهو يعرف مكانهم ، حزب الله يعرف مكانهم حتما ولكنه أيضا يعلم أنهم ليسوا متهمين ويعلم أن السيناريو والإخراج قد تم انجازهما في ستوديوهات المخابرات الدولية التي تحبك المؤامرة وتريدها قاصمة للمقاومة : {.... وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ } الأنفال۳۰ ، ويتجاوزون ابسط البديهيات ليجدوا تشابها مزعوما بين الصهيوني والمقاومة ، سواء كان ذلك من زعمهم التفضيل والتأثير السياسي ، والحق أن مثل هذا الكلام لا يستحق الرد ، ولكن عندما نرى أن نفس الكلام يطلق من منبر حزب الكتائب اللبنانية اليميني ويقال مثله من على منابر تزعم أنها إسلامية وخلال صلاة جمعة أو ما إلى ذلك ، ندرك تماما أن هنالك (مايسترو) يشير لهؤلاء بالكلام حينا وبالصمت حينا ويزودهم بالكلام الذي ينبغي أن يقال وفي أي وقت وفي أي اتجاه ... نؤكد مرة أخرى أن مثل هذه القباب لن تغطي السماء ، وان مثل هذه الفقاعات لا تلبث أن تتلاشى .
وفي نفس السياق ، مر الهجوم على الجيش والتحريض على قيادته ، مر بردات فعل متواضعة ، فيما كان يحتاج إلى اكبر ردات فعل ممكن ، ولكن للأسف هذا يغطي هذا وهذا يبرر لهذا والنتيجة أن يتساوي المجرم بالصالح والمعتدي بالمعتدى عليه والمحسن بالمسيء ، بل أن يتكبر المعتدي على المعتدى عليه ويكافأ على فعلته ... إلى متى سيدوم هذا ؟ الله اعلم ، ولكن لن يطول كثيرا بإذن الله .
كما وشدد سماحته على إصلاح مواقف بعض العلماء الدين انحرفوا عن الجادة القويمة لا يكون من ناحية دون الأخرى ، أن يرفض أن يكون موظفا تابعا عند سياسي معين ، هذا أمر جيد والأجود أن نصحح المبادئ فنتحدث عن ما يسمى بالمحكمة الدولية كما ينبغي شرعا بغض النظر عن الانتماء السياسي والمذهبي والقبلي .