واضاف الشيخ قاسم عبر بيانه : لا يدخل القتل في الشهادة إلاّ أن يكون قتلاً في سبيل الله، وكلّما اشتدَّ هدف الإقدام عليه نقاءً وإخلاصاً في هذا السبيل وخلا من الشوائب كلّما علا وسما وعظم في معنى الشهادة.
واوضح فضيلته : لأنَّ في الشهادة إنقاذا للأمّة وخلاصاً لها من الظلم والظلمات والوهن والذلّ والاستكانة، كان للشهيد دَيْن على الأمّة وحق ثابت لا تملك تمام الوفاء به. أمّا الجزاء الذي يصغر أمامه وزن التضحية في الشهادة، ويكبر كل متاعب الجهاد فهو ما وعد الله به عباده المجاهدين والشهداء في سبيله.
وتابع : الشهيد يقدّم حياته المحدودة المؤقتة بما فيها من حلوٍ قليل ومرٍّ كثير ليُجزى حياة أبدية خالصة مضمونة في السعادة الحقيقية لا تتخللها لحظة من شقاءٍ على الاطلاق.
واعتبر المرجع البحريني، في بيانه ان "أمّة تغنى بعشّاق الشهادة والارتقاء إلى درجتها، أمّة عزيزة ومهابة ومنتصرة ومتمكّنة في الناس ورائدة ومهيمنة".
وترحم اية الله قاسم على شهداء البحرين الأبرار، "الذين تساقطت أجسادهم الغالية رخيصة في سبيل الله ودفاعاً عن دينه وعباده المستضعفين، وارتفعت أرواحهم إلى ربهم الكريم راضيةً مرضيّة".
وختم : عَزّوا وعَزَّ أهلهم الصابرون على فراقهم الراضون بخاتمتهم، وعَزَّ المجتمع والأمّة بهم، والسلام عليهم ورحمة الله وبركاته.
الى ذلك، أحيا شعب البحرين "عيد الشهداء"، عبر مسيرات خرجت في انحاء البلاد، امس الأحد 17 ديسمبر/ كانون الأوّل 2023.
هذا وزار المشاركون في هذه المسيرات، رياض عدد من الشهداء في عدّة مناطق داخل البحرين، بما في ذلك بلدات : أبو صيبع والشاخورة والسنابس مسيرات إحياء لهذه الذكرى رفعت خلالها صور الشهداء، وزيّنت صور الشهداء جدران البلدات ورياضهم المباركة.
وبالمناسبة ايضا، نظّم ناشطون بحرانيّون وقفة أمام مبنى سفارة البحرين في لندن، وزار وفد من "ائتلاف شباب ثورة 14 فبراير" المعارض، رياض الشهداء البحارنة في مدينة قمّ المقدّسة.(جنوب العاصمة الايرانية ).
يذكر أنّ عيد الشهداء في البحرين يصادف في 17 ديسمبر/ كانون الأوّل من كلّ عام، وهو ذكرى استشهاد الشهيدَين «هاني خميس وهاني الوسطي» اللذين سقطا في انتفاضة الكرامة عام 1994 على يد مرتزقة النظام، وقد أصبح يومًا وطنيًّا يحتفي به البحرانيّون سنويًّا؛ تجديدًا للعهد معهما ومع كلّ شهيد سقط على درب الثورة.
انتهى