تسلم وزير الخارجية عدنان منصور،رئاسة المؤتمر الثاني للدول الأطراف في اتفاقية القنابل العنقودية الذي يعقد حالياً في بيروت، وقال منصور في كلمته: "كان لبنان أحد رواد التحرك العالمي لوضع حد للقنابل العنقودية، وان استخدام هذا السلاح اللاإنساني ضد لبنان في صيف عام ٢٠٠٦ كان بمثابة الشرارة التي ادت الى اطلاق ما عرف ب"مسار اوسلو" والذي أفضى بعد قرابة سنتين الى اعتماد اتفاقية القنابل العنقودية".
ورأى "أن هذه الاتفاقية تمتاز بالفرادة والرؤيوبة. ولقد ولدت ثمرة لشراكة حقيقة وخلاقة بين دول ومنظمات دولية وهيئات مجتمع مدني، وشكلت مقاربة جديدة للقانون الدولي، تضع الاعتبارات الانسانوية في صلب أولوياته.
كما عبر عن غبطة لبنان لنيله رئاسة الاجتماع الثاني، وتطلعه الى تحمل هذه المسؤولية الكبيرة بكل عزم وإرادة إيجابية".
من جهته اعلن السفير البريطاني في لبنان طوم فلتشر، في كلمته إن "هذا المؤتمر هو إشارة قوية بفضل لبنان، الذي تعرضت معالمه الطبيعية وأطفاله الأعزاء الى الأذى والتشويه بطريقة مخجلة بسبب القنابل العنقودية، مؤكدا رفض المجتمع الدولي بأقصى العبارات استخدام هذه الأسلحة المخزية ضد المدنيين".
وألقى الممثل الاعلى لشؤون نزع السلاح في الامم المتحدة سيرجيو دوراتي كلمة الامين العام للامم المتحدة بان كي-مون، ومما قال: "هذا الاجتماع في بيروت سيساهم في تعزيز التعاون والمساعدة بين الاطراف من أجل القضاء على الذخائر العنقودية التي لها أثر سلبي كبير على المواطنين".
ثم كانت كلمة لنائبة رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر كريستين بيرلي التي تحدثت عن تجربتي لبنان ولاوس في التعامل مع التأثير القاتل للقنابل العنقودية على شعبيهما، "وقد حصل استعمال هذه القنابل الشاسع في كلا البلدين طوال أكثر من ثلاثة عقود الى الوراء. غير أن النتائج كانت متشابهة: تلوث واسع الإنتشار نتيجة القنابل غير المنفجرة وأعداد كبيرة من الضحايا المدنيين. وقد تخلصت لاوس حتى الآن من عبء كبير يعود للعقود الثلاثة الماضية. أما لبنان، فلا يزال يحاول تنظيف سطحه الملوث، بعد انقضاء نحو خمسة أعوام".
علما أن لبنان شارك بشكل ناشط في المفاوضات ذات الصلة، كما إستضاف إجتماعا إقليميا في تشرين الثاني ٢٠٠٨، وكان في طليعة الحكومات التي وقعت على الإتفاقية في ٣ كانون الأول ٢٠٠٨ والدولة الـ٤٦ التي صادقت على الإتفاقية قبيل الإجتماع الأول للدول الأطراف في ٥ تشرين الثاني، ٢٠١٠.
وأعمال المؤتمر الحالي ستمتد في لبنان حتى ١٦ أيلول بمشاركة ٧٠٠ ممثل لأكثر من ٨٠ دولة
و في السياق ذاته يذكر أنه "وبحسب منظمة الأمم المتحدة، أطلقت "إسرائيل" أكثر من ٤ ملايين قنبلة عنقودية في جنوب لبنان خلال الـ٧٢ ساعة الأخيرة من حرب تموز ٢٠٠٦ على لبنان عدا عن عشرات الآلاف من الأجسام غير المنفجرة والألغام الأرضية التي لا تزال منتشرة في الجنوب والبقاع الغربي وسواه من الأراضي اللبنانية"، وأشار إلى أنه "ومنذ وقف إطلاق النار في ١٤ آب ٢٠٠٦، سجل سقوط أكثر من ٤٠٠ ضحية نتيجة الذخائر العنقودية، بواقع ٩٠% من المدنيين ثلثهم ما دون سن الـ١٨ سنة".
و بحسب تقرير أصدرته سابقا منظمة "هيومن رايتس ووتش" طالبت فيه بمنع إسرائيل من استخدام القنابل العنقودية، قال أحد قادة نظام إطلاق الصواريخ في الجيش الاسرائيلي فيه "ما فعلناه كان جنونياً ووحشياً... لقد غطينا بلدات كاملة بالقنابل العنقودية".
وجاء في التقرير أن الجيش الإسرائيلي استخدم أكبر عدد من القنابل العنقودية التي استعملت على وجه الأرض منذ حرب الخليج في عام ١٩٩١، وتخطّى مجموعها ما استخدم في كوسوفو عام ١٩٩٩، وأفغانستان بين عامي ٢٠٠١ و٢٠٠٢، والعراق عام ٢٠٠٣.
ولفتت إلى أن إسرائيل كانت على علم بأن نسبة الإخفاق في التفجير للذخيرة المستخدمة تتخطى ٢٥ في المئة، أي إن مطلقيها قصدوا من خلال ذلك إيذاء أكبر عدد ممكن من المدنيين.