شكل طلب السلطة الفلسطينية الإنضمام الى الأمم المتحدة كعضو دائم فيها الحدث الأبرز في خطب الجمعة مع التقليل من أهمية هذه الخطوة التي تعترف بحدود 1967 أي ما يعادل 22% من أرض فلسطين المحتلة . كما دان الخطباء كلام الرئيس الأميركي أوباما في مجلس الأمن والذي برهن عن انحيازه ودفاعه المستميت عن الكيان الصهيوني .
فقد وصف رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك خطاب أوباما في جمعية الأمم المتحدة بالخطاب الإسرائيلي بامتياز . قائلاً :" هذه هي السياسة الصهيو _ أمريكية أي الإلتزام بأمن إسرائيل الذي يشدد على ذكر المعاناة اليهودية ويتجاهل أي معاناة للشعب الفلسطيني" . وأضاف اليوم إسرائيل دولة صغيرة تنظر إلى عالم يهدّد فيه قادة دول أكثر بكثير بمحوها عن الخريطة،وعلى العالم الحفاظ على إسرائيل. وقال ساخراً :" لم ينقص اوباما إلا ذرف الدموع دموع تشير إلى الفيتو الأمريكي الحاضر في مواجهة ما يقدّم من السلطة الفلسطينية للإعتراف بما تبقَّى من فلسطين بعد كل الهضم الصهيوني حتى هذا غير مسموح".
و تساءل :"أين العالم وجمعية الأمم ممَّا يجري في البحرين واليمن ولا يجرأ الحديث عن البحرين، كل هذا فضلاً عمَّا يجري في فلسطين من تهويد وبناء مستوطنات والتحرك للمنع عن إعتراف دولي هزيل بما تبقَّى من فلسطين" . سائلاً : أما آن الأوان لرفع الصوت في وجه أمريكا .
بدوره اعتبر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان " ان مؤتمر الصحوة في إيران امر جميل لنصحو من سباتنا ونستيقظ من نومنا ونتنبه من غفلتنا ونضع الخطط لإنقاذ البلاد والعباد ونعمل لما ينفع الأمة، فنكون دعاة صادقين نعمل في سبيل المصلحة العامة، لذلك نطالب الجميع بالروية والأدب والحكمة والسلوك السوي".
واستنكر سماحته الدماء التي تسيل في البحرين فالشعب البحريني شعب مسالم يطالب بحقوقه وإصلاح نظامه السياسي . وسأل : لماذا يتم التعاطي معه بعنف ،فهذا الهجوم على الشعب البحريني مستنكر ، فهذا الشعب لم يطالب بإسقاط النظام إنما طالب بتصحيح الأوضاع وإصلاح النظام وإعطاء الحقوق للناس في معيشتها وأمنها واستقرار وضعها في وطنها.
وقال ان الرئيس الأمريكي باراك اوباما لا يعترف بوجود الشعب الفلسطيني فيما لا يزال البعض يراهن على امريكا التي غرست إسرائيل في قلب الامة العربية، مطالباً العرب بالتحرك لدعم الشعب الفلسطيني والدفاع عن حقوق الأمة .
وختم بالقول :" نطالب بدولة فلسطينية من البحر الى النهر وليس على حدود العام ١٩٦٧، ولا نقبل الا بفلسطين كاملة وشاملة ونريد ان يعود الشعب الفلسطيني إلى أرضه ونرفض التوطين بكل اشكاله وكذلك ما قاله الرئيس الامريكي في مجلس الامن ،وبالتالي بقاء إسرائيل في فلسطين لأن فلسطين للشعب الفلسطيني" .
من جهته، أكد السيد علي فضل الله أنَّ الإدارات الغربيَّة الّتي استشعرت ضعف الكيان الصّهيوني وعزلته، في ظل ما يحدث في العالم العربيّ، عملت على تأمين أوسع حماية ممكنة له، وسعت إلى تطويق هذه الخطوة في مهدها والالتفاف عليها، بالدَّعوة للعودة إلى المفاوضات المباشرة مع العدوّ.
ودعا الشَّعب الفلسطيني إلى الثَّبات في هذه المرحلة، وأن لا يستكين لكلِّ الوعود الكاذبة الّتي لا هدف لها سوى تقطيع الوقت لممارسة المزيد من الاستيطان، وعدم تقديم أيَّة تنازلات.
محلياً ،شدد فضل الله على أن يقف لبنان بكلّ عنفوان القوّة فيه، وأن يستكمل تجربته الرّائدة، الّتي أكّدت قدرة البلد الصَّغير على مواجهة أعتى قوَّة في هذه المنطقة، وتحرير أراضيه من خلال تلاحم مقاومته وجيشه وشعبه، وسعيه لمواجهة كلّ السياسات الاستكباريّة التي تريد لهذا البلد أن يبقى مشرّعاً على رياحها. مستدركاً بالقول لكن هذا لا يمكن أن نحافظ عليه إلا بمزيدٍ من تعميق الوحدة الدّاخليّة فيه، الوحدة الإسلاميَّة والوحدة الوطنيَّة. ومن هنا، فإنّنا نقف مع كلّ الدّعوات التي انطلقت لتأكيد التَّعايش والشّراكة الإسلاميَّة المسيحيّة".
كما اعتبر الشيخ عفيف النابلسي " إنّ أمريكا كانت تكذب على الشعب الفلسطيني وما زالت تكذب عليه. وفي الواقع هي لم تكن في يوم من الأيام مع حقوقه المشروعة ، ومع تطلعاته التي كفلها القانون الدولي" .
وقال إن تصريحات الرئيس أوباما الأخيرة تبرهن عن إزدواجية فظّة في المعايير والسلوك والتعاملات بين دولة وأخرى. فهو يريد الديمقراطية لشعب ولا يريدها لآخر، و الحرية لشعب ولا يريدها لآخر، ويعطي الحق لشعب بتقرير المصير ويحجبه عن آخر .
وفي الختام شكك في الدور الأمريكي في المنطقة الذي "هو دور ضد حريات شعوبنا واستقلالية شعوبنا وضد قضايانا وحقوقنا المشروعة" . وأضاف ما صدر عن أوباما وغيره من رؤساء الاستكبار لا يزيدنا إلا تشبثاً بأرضنا وقيمنا وديننا وحقنا في مقاومة الاحتلال واستعادة فلسطين وكل أرض محتلة.
بدوره شدد إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود إن الجهد المبذول لانتزاع اعتراف أممي بدولة فلسطين سينتج عنه خير . معتبراً "أن هذا الإعتراف إن حصل سيكون انتصاراً دبلوماسياً سياسياً يمد المقاومين بدعم معنوي يضمن استمراريتهم . وإن لم يحصل بسبب الفيتو الأميركي والضغط الإسرائيلي فان هذا سيشكل دليلاً إضافياً على انحياز "الراعي الأميركي" ومراوغة ومكر الإسرائيلي الذي يدعي انه يريد السلام والمفاوضات ، وهو لا ينفذ شيئا من مقترحات السلام" .
مبدياً خشيته في أن يحاول الأميركي ومن معه أن يحصل على تنازل من السلطة الفلسطينية بموضوع المعتقلين أو المستوطنات أو ما إلى ذلك مقابل "هدية ما" في موضوع الاعتراف الاممي .
ورد على ما يطرحه المعارضون لمبدأ الذهاب إلى الأمم المتحدة قائلاً إن هذا الشعار المرفوض أصلا لا يمكن أن يؤثر على المقاومة والمقاومين الذين لم يعولوا كثيرا على إنشاء السلطة الفلسطينية ولا على المفاوضات ولا على غيرها .
ودعا الى أن تُستخدم كافة أنواع المواجهة مع العدو الإسرائيلي ، "فيمكن أن نغطي مرحلة ما بتركيز الأنظار على الجهد الدبلوماسي المبذول ، دون أن يكون ذلك دعوة للمقاومة بان تتخلى عن دورها وعن جهادها، بل بالعكس لعلها فرصة لتستفيد من انشغال الأوساط السياسية بما هي مشغولة فيه ليتم التحضير لمرحلة أخرى من المقاومة تظهر معالمها تباعاً ووفق لتبدل الظروف وظهور مستجدات لم تكن موجودة ".
كذلك تطرق المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان الى ما يجري في المنطقة وما تتعرض له شعوبها وبالخصوص سوريا ومن خلالها المقاومة في لبنان، داعياً الجميع إلى ضرورة التنبه والحذر من القفز في المجهول، وقال إن القضية جلية والاستهداف الأميركي الصهيوني واضح لأصحاب البصيرة والأفئدة القويمة خاصة بعد انكشاف المستور الأميركي في مجلس الأمن علانية.
وقال أن أوباما الذي يتشدق بالعناوين البراقة، أعلن صراحة أن أمن إسرائيل هو أولوية، على الرغم من كل ما ترتكتبه من مجازر وجرائم بحق الأطفال والنساء والعزل، هو خرق فاضح لحقوق الإنسان. مؤكداً إنهم لا يريدون سلاما في المنطقة، بل همهم شرق أوسط جديد يخدم إسرائيل".
من جهته، اعتبر رئيس جمعية "قولنا والعمل " الشيخ أحمد القطان أن خروج بعض ممثلي
دول الإستكبار من مجلس الأمن خلال كلمة الرئيس أحمدي نجاد شكلت "دليلاً قاطعاً على قوّة الممانعة عند الجمهورية الإسلاميّة وتمثيلها الحصري للخط المقاوم والمناهض للعدو الصهيو ـ أمريكي "
أما إمام مسجد النبي ابراهيم ورئيس جمعية "ألفة" للتقريب الشيخ صهيب حبلي فقد استنكر اغتيال الرئيس الأفغاني السابق رباني الذي كان مشاركاً في مؤتمر الصحوة الإسلامية في طهران ، مستشهداً بالآية الكريمة "من قتل نفساً كأنما قتل الناس جميعاً" ، قائلاً إن اغتياله قلب الموازين وشكل تعبيراً عن اختلال العقول. وأضاف " إن الإسلام بريء من نفوسهم وأفكارهم الشيطانية" .
وهنأ مفتي الجمهورية اللبنانية على موقفه الأخير وتساءل هل عندما سيعود سيثبت على هذا الموقف أم سيتغير وفقاً لأوهام أو وعود تقال له؟ .
من جهة أخرى، لفت الى المجموعات التي تدعو الى لقاءات اسبوعية ظاهرها إيماني وباطنها لا يدل الا على الفتن والتحريض ضد الإخوان في سوريا . وأضاف إن الثورات في بعض البلدان العربية ليست ثورة جياع بل هي لإعادة الهوية العربية والنخوة التي ذهبت منذ زمن بعيد . بخلاف سوريا التي تشهد أحداثاً يحركها "المتآمرون للقضاء على بلد ممانع يدعم المقاومة ويحضن فلسطين وكل المقاومين".
بدوره ، دعا الأمين العام لحركة التوحيد الاسلامي الشيخ بلال سعيد شعبان الثورات العربية لمزيد من التوهج من أجل أن تستأصل كل عملاء الشرق والغرب في بلادنا . قائلاً :" فلتكن مشاريعنا مشاريع واحدة وغاياتنا غايات واحدة هي إقامة شرع الله ودين الله في كل مكان تقوم فيه ثوراتنا ".
وتوجه الى الفلسطينيين بالنصيحة ،في النظر إلى نموذج غزة التي اندحرت منها اسرائيل بسبب مشروع المقاومة . قائلاً :"فلنتحد على مشروع وطني واحد هو مقاومة هذا المحتل الغاصب فهو جاء لتوفر لقمة العيش وللأمن ولتستلب منه تلك المقدرات ، فمشروع الكفر العالمي لا يأتي بالعدل الإلهي ."