تحذير من وجود جهات معادية تعمل لخدمة كيان العدوّ
تعليقاً على الأحداث التي شهدتها مصر خلال الساعات الماضية
إنَّ الشَّعب المصريّ شعب وحدويّ ولا يمكن لهذه الأحداث المفتعلة أن تنال منه
تنا ـ بيروت
10 Oct 2011 ساعة 18:15
تحذير من وجود جهات معادية تعمل لخدمة كيان العدوّ
أكّد العلامة السيّد علي فضل الله، أنّ الشّعب المصريّ قادراً على تجاوز الأزمة الجديدة التي تصبّ في خدمة الكيان الصّهيونيّ، مشيراً إلى أنَّنا نخشى فعلاً من دخول جهاتٍ معادية على الخطّ لحرف الثّورة عن مسارها، في ظلِّ الحديث في العالم العربيّ عن أنَّ الرّبيع العربيّ دخل في متاهات الفتنة الدّاخليّة والحرب الأهليّة.
و في بيان لفت سماحته إلى إنَّ ما يحدث في مصر في هذه الأيَّام من سفكٍ للدّماء البريئة،يثير المخاوف الكبرى لدى شعوب العالم العربيّ والإسلاميّ، التي استبشرت خيراً بالثّورة المصريّة في سلميّة حركتها . وأضاف " نحن نخشى فعلاً من أن تكون بعض الجهات المعادية قد دخلت على خطّ الأوضاع في مصر، لتعمل على قلب الطّاولة على رؤوس الجميع، قبل دخول مصر مرحلة الاستحقاق الحقيقيّ في الانتخابات البرلمانيّة المقرّرة في الثَّامن والعشرين من الشَّهر المقبل، وليتقدَّم العنوان الطَّائفيّ على غيره من العناوين، فيثير الانقسامات الّتي تجعل الشّارع المصريّ منقسماً على ذاته، الأمر الّذي يصبّ في نهاية المطاف في مصلحة الكيان الصّهيونيّ الذي لا يزال يعيش الهواجس والمخاوف منذ تداعي النّظام المصريّ، وخصوصاً بعد اقتحام شباب الثّورة سفارة هذا الكيان في العاصمة المصريّة".
بدوره رأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان إن التقاعس والاهمال وعدم الاعتناء بالإنسان العربي والمسلم يكبدنا خسائر هائلة في نخبنا وطاقتنا إذ يجب إن تستفيد الأمة من شبابها وقدراتهم العلمية في استثمار خيرات وثروات العرب المسلمين التي أصبحت اليوم عرضة للنهب والاستغلال من قبل الاستعمار وأدواته.
وناشد سماحته شيخ الأزهر الشيخ احمد الطيب والانبا شنودة الثالث وكل علماء الدين بالتحرك السريع والجاد لحسم الأمر ووقف كل الإشكالات والاعتداءات والانتهاكات التي تصيب شعب مصر في وحدته الوطنية، وعلى الجميع إن يبذلوا الجهد لتظل مصر بلد الشراكة والمحبة والتعايش بين الأديان والمذاهب، وعليهم الابتعاد عن كل ضغينة فيعملوا لتكون مصر دولة ديموقراطية مستقرة تنعم بالمحبة والسلام من كل ابنائها المطالبين بتحصين وحدتهم الوطنية وتعزيز العيش المشترك بين مكونات الشعب المصري.
وكان شيخ الأزهر أحمد الطيب قد دعا كبار رجال الدين المسلمين والمسيحيين في البلاد إلى إجراء مناقشات بسرعة بهدف إحتواء الأزمة، عقب مقتل ٢٤ شخصاً وجرح أكثر من مئتين آخرين في مواجهات بين متظاهرين أقباط وعناصر الجيش وسط القاهرة، إحتجاجاً على هدم كنيسة في أسوان، وقال التلفزيون الرسمي المصري إن شيخ الأزهر دعا أعضاء "بيت العائلة المصرية"، التي تضم رجال دين مسلمين ومسيحيين، إلى الإجتماع "بهدف إحتواء الأزمة"، وأضاف التلفزيون أن الشيخ أحمد الطيب أجرى إتصالاً مع بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الأنبا شنودة الثالث، ضمن "مساعي إحتواء تداعيات الأحداث" التي شهدها وسط القاهرة.
وذكر مصدر مسؤول في مشيخة الأزهر أن إتصالات الشيخ أحمد الطيب ركزت على "ضرورة الدعوة إلى ضبط النفس والإلتزام بالهدوء وتوحيد الجهود ودعوة المحتجين إلى ضبط تظاهراتهم، حفاظا على أمن وسلامة الوطن"، وأشار المصدر إلى "حرص" شيخ الأزهر على "وحدة أبناء الوطن من أجل تجنب البلاد أي مخاطر تؤثر سلباً على مكتسبات ثورة ٢٥ يناير"، وبين المصدر أن "إحتمال عقد لقاء بين مسؤولين من الأزهر والكنيسة لتدارس الخروج من الموقف الراهن يعتمد على مدى الإستجابة إلى عقد هذا الإجتماع، الذي لن يتردد الأزهر في عقده لصالح الوطن".
من جهته، و تعليقاً على هذه الأحداث أصدر حزب الله بياناً عبّر فيه عن ألمه الشديد وحزنه العميق للأحداث التي جرت في مصر، وذهب ضحيتها العديد من أبناء الشعب المصري،و رأى فيها وجهاً من وجوه الفتنة التي يحيكها أعداء مصر والعرب والمسلمين والمسيحيين. ورأى حزب الله أن ما يجري هو جزء لا يتجزأ من المشروع الأميركي الهادف إلى التفتيت الشامل للمنطقة على أساس عرقي وديني وإثني. داعياً الأخوة في مصر للتنبّه إلى مخاطر ما يحاك ضدهم ويناشدهم أن يعتمدوا الحوار وسيلة لحل المشاكل والأزمات.
وكانت حصيلة ضحايا الأحداث التي وقعت بالأمس وسط القاهرة ارتفعت إلى "٢٥ قتيلاً و٢٧٢ جريحاً" بحسب ما اعلنت وزارة الصحة المصرية، اليوم، وذكر التلفزيون المصري أن الحكومة المصرية عقدت إجتماعاً طارئاً، اليوم، للبحث بتداعيات "الصدامات الدامية" بين الجيش المصري والاقباط مساء أمس، وقد أعلن وزير العدل المصري محمد عبد العزيز الجندي عن أن "النيابة العسكرية هي من سيتولى التحقيق في الأحداث" .
رقم: 66512