وزير الحرب الإسرائيلي يطلق على عملية إطلاق شاليط بـ"صب الماء" او هشوأفا
من الصحف الإسرائيلية
الفشل الاستخباري هو ما يقلق الإسرائيليين في قضية شاليط
تنا ـ بيروت
17 Oct 2011 ساعة 17:37
وزير الحرب الإسرائيلي يطلق على عملية إطلاق شاليط بـ"صب الماء" او هشوأفا
رغم التأييد الجارف الذي تحظى به صفقة تبادل الأسرى إسرائيليا، حيث أظهر استطلاع للرأي أجراه معهد "داحاف" ونشرته "يديعوت أحرونوت" اليوم، أنها تحظى بدعم ٧٩% من الإسرائيليين، و في حين أنها تحظى بشبه إجماع النخب السياسية والإعلامية، فإن الشعور بالفشل والمرارة يقطر من مختلف المقالات والتقارير، التي تملأ الصحافة الإسرائيلية وتعالج موضوع الصفقة من زواياها المختلفة.
وفي هذا السياق، كتب الوزير السابق تساحي هنغبي، في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، أن قضية شاليط كشفت محدودية قدرات أجهزتنا الاستخبارية، رغم حجم الموارد التي تم استثمارها من أجل العثور على مكان شاليط في غزة لغرض استخدام الخيار العسكري في تحريره، أنا قلق جدا من النتائج البائسة على هذا الصعيد مقابل الجهود الكبيرة التي بذلت، يقول هنغبي، الذي شغل حتى فترة قريبة وزيرا للقضاء الإسرائيلي.
أما الصحفي ناحوم بارنيع، كتب يقول، في هذه الحالة لا يجري الحديث عن مجد من أي نوع، لأن جلعاد شاليط لا يعود الى بيته بعد عملية عسكرية عظيمة، قامت بها وحدة المظليين ولا بعد عملية سرية قام بها "الموساد" أو نتيجة تهديد أخاف خاطفيه وجعلهم يضطرون لتحريره، إنه يعود بعد أن يئس متخذو القرار عندنا من إعادته إلى البيت بطريقة أخرى، إنها صفقة يائسة، صفقة لا خيار، الفرق بينها وبين الصفقة التي رفضها أولمرط غير جوهري، ففي في بند القيادات هي أفضل وفي بند الأسرى من داخل الخط الأخضر أكثر سوءا.
الفرق بين الصفقتين، يقول بارنيع، يكمن في مستويين، الأول، هو الاختلاف في مواقف رئيسي "الشاباك و"الموساد"، ديسكين وداغان، عارضا، بينما وافق كوهين وباردو وموافقتهما رجحت الكفة، والثاني يرتبط بالزمن، سنتان ونصف هي مدة طويلة في حياة أسير في غزة، صحيح أن نتنياهو لن يعترف بذلك، ولكن الشعور بالذنب لدى الشارع الإسرائيلي والحملة الإعلامية العاطفية صنعا الفرق.
من جهته، الكاتب يورام كانيوك يورد كيف تنازلت إسرائيل عن أمور اعتبرتها حتى ساعة إنجاز الصفقة مبدئية وغير قابلة للمساومة، مثل تحرير أسرى من داخل الخط الأخضر، علما أن كانيوك قد فاته، أن إسرائيل سبق وحررت أسرى من داخل الخط الأخضر في نطاق صفقة جبريل. كانيوك يقول إن إسرائيل حاولت على مدى سنوات طويلة إقامة جدار بين الفلسطينيين داخل الخط الأخضر، التي تعتبرهم من مواطنيها وبين سائر الفلسطينيين، فقد حاولت بطرقها طرد الوعي والتاريخ الفسطيني من عقولهم، وأرغمت أطفالهم على تعلم أناشيد بياليك، وهاهي تتنازل عن هذا الشرط وهذا الجدار.
بدوره، شالوم يروشالمي، كتب في صحيفة "معاريف" إن نتنياهو لا يقف من وراء عملية "عينتيبي" جديدة، بل من وراء عملية استسلام لـ"منظمة إرهابية"، على حد تعبيره، وهو المسؤول الرسمي عن الفشل المتواصل، أما الوزراء الذين صوتوا إلى جانب الصفقة يوم الثلاثاء الماضي، فقد كانوا يعرفون أن لا خيار آخر امامهم، لقد تحدثوا عن الإرباك أمام رؤساء أجهزة المخابرات الذين جاؤوا بأيد فارغة بعد أن فشلوا في تحقيق البديل.
أما المحلل السياسي لصحيفة “هآرتس” عكيفا إلدار، كتب تحت عنوان "تحرير شاليط القادم" ضد محاولات بعض أعضاء الكنيست من اليمين الإسرائيلي، التقدم بمشروع قانون سيطلق عليه "قانون شاليط" ويهدف إلى ما وصف بتحديد ثمن لتبادل الأسرى، مستقبلا ويقضي بأن يتم مبادلة رأس برأس فقط، بمعنى أن لا تطلق إسرائيل سراح أكثر من أسير فلسطيني، مقابل كل أسير إسرائيلي، إلدار يقول لو كان هذا القانون نافذا لعاد جلعاد شاليط بتابوت مقابل بضعة أسرى فلسطينيين، مشيرا إلى أن إقرار مثل هذا القانون هو بمثابة حكم بالإعدام على شاليط القادم.
ويضيف إلدار إن القيود التي ستكبل أيدي متخذي القرار، من شأنها أن تقلل رغبة المنظمات "الإرهابية" في خطف الجنود، بالضبط بالقدر الذي يردع فيه حكم الاعدام "انتحاريا" من تنفيذ عملية، لأن حماس لن تفوت فرصة لخطف جنود، مثلما لا تفوت اسرائيل فرصة لاغتيال مطلوب، وجلوس ألف أسير من إخوانهم في السجن، خلال السنوات الخمس الماضية، لم يقلل من ثمن التبادل في صفقة شاليط، والصفقة خرجت إلى النور بفعل تغيرات إقليمية وليس بسبب تخفيض الثمن.
ويختم إلدار بالقول، ماذا سنفعل فيما إذا اضطرت مروحية قائد الأركان لتنفيذ هبوط اضطراري في قلب غزة، هل سنقترح على حماس أسيرين "أيديهما ملطخة بالدماء" (وما هو تعريف الطيار الذي قتلت القنبلة التي ألقاها على حي سكني عشرة اطفال) مقابله ومقابل قائد المنطقة الذي يرافقه.
و في سياق متصل، صادق الليلة الماضية وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك على عملية عودة شاليط واستقباله في "إسرائيل" حيث أطلق على عملية عودة شاليط لإسرائيل ( فرحة بيت هشوأفا ) أو "صب الماء" والتي ستبدأ اعتبارا من الساعة السادسة من صباح غد .
و ذكرت القناة الثانية الإسرائيلية في هذا الإطار، انه سيتم الافراح عن ٤٧٧ أسير فلسطيني وستنتهي العملية بعد وصول جلعاد شاليط الي بيته في ساعات الظهر في متسبية هيلا , حيث سيجري الجيش استقبالا متواضعا للجندي شاليط وسيتم التحقيق معه لفترة وجيزة لطرح عدة أسئلة عليه وبعدها سيتوجه لبيته في متسبية هيلا . وبينت القناة الثانية ان ما يسمى بسمحات بيت هشوافا تقاليد يهودية تتعلق بصب الماء في عيد العرش.
بدورها أكدت إذاعة العدو العامة الانتهاء من الاستعدادات الخاصة بتنفيذ إتفاق التبادل مع حركة "حماس" ؛ والتي سيتم بموجبها الإفراج عن ١٠٢٧ أسيراً وأسيرة فلسطينيين ؛ في مقابل إطلاق سراح الجندي الصهيوني(جلعاد شاليط).
ووفقاً للإذاعة ذاتها ؛ فإن عملية التبادل ستبدأ عند الساعة السادسة من صباح غد الثلاثاء عبر نقل ٤٧٧ من الأسرى المشمولين بالصفقة من سجني (النقب الصحراوي) ، و(هداريم) إلى معبري كرم أبو سالم جنوب قطاع غزة ، ومعبر بيتونيا قرب رام الله بالضفة الغربية ؛ على أن ينقل بصورة متزامنة الجندي "شاليط" إلى مصر عن طريق معبر رفح البري.
وأضافت الإذاعة الناطقة باللغة العبرية أنه وبمجرد إبلاغ الكيان بأن شاليط حي وسليم سيفرج عن الأسيرات الـ٢٧ ؛ ثم سيفرج عن فوج آخر من الأسرى إلى القطاع والضفة فور استلام الجانب المصري للجندي الأسير.وحسب ما هو مقرر ؛ فإن شاليط سيمكث في الأراضي المصرية نحو ربع ساعة ثم ينقل براً إلى فلسطين المحتلة عن طريق معبر كرم أبو سالم ؛ بعد الحديث إلى والديه هاتفياً وإجراء الفحوصات الطبية له تمهيداً لنقله جواً إلى إحدى القواعد العسكرية الصهيونية للقاء عائلته بحضور رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير حربه أيهود باراك.
رقم: 67508