شجب وإدانات بالجملة ومطالبة سافرة بالتدويل
ما بين العراق و سوريا ..
المشهد نفسه .. تقاسم حمام الدم
تنا ـ بيروت
7 Jan 2012 ساعة 18:11
شجب وإدانات بالجملة ومطالبة سافرة بالتدويل
يبدو أن بعض الدول أو التنظيمات قررت نقل التجرية العراقية الى سوريا، إنتحاري جديد يضرب قلب دمشق والنتيجة مجزرة ضحيتها ستة وعشرون شهيدا وضعفهم من الجرحى، بعضهم مدنيون، وجلهم من رجال حفظ النظام.
التفجير الدموي الثاني في غضون اسبوعين وفي عصر المراقبين العرب ، لن يكون مصادفة وقوعه في عطلة يوم الجمعة المقدّس طارحاً أكثر من سؤال وعلامة إستفهام .
وفي الوقت الذي تهافتت فيه مواقف الشجب و الإدانات على الصعيد الرسمي و الحزبي لم تجد بعض جهات المعارضة حرجاً في إتهام النظام في سوريا بإقدامه على إنتحار وتفجير نفسه، مطالبة بكل "صراحة "بالتدويل .
"حزب الله" رأى في الجريمة الإرهابية تعبيرا عن مدى انزعاج القوى الساعية الى تدويل الوضع في سوريا، وقال إن الأصابع الأميركية تمتد الى قلب منطقتنا العربية من أجل تفجيرها وإثارة الفتن بها، تعمية على حقيقة الهزيمة والخروج الذليل من العراق.
وإذ أشار "حزب الله" في بيانه إلى أن هذا التفجير الذي يمثل الدفعة الثانية من خطة قوى الشر الأميركية والقوى الخاضعة لها في منطقتنا يهدف إلى معاقبة سوريا على موقفها الصامد إلى جانب قوى المقاومة ضد العدو الصهيوني وحُماته في الغرب، وهي دليل على رفض هذه القوى لأي إجراءات إصلاحية يمكن أن تنقذ الشعب السوري من الانجرار إلى حمام الدم. تقدم حزب الله بأحرّ التعازي والمواساة لعائلات الشهداء، داعياً الله أن يمنّ على الجرحى بالشفاء العاجل.
بدوره،إستغرب النائب مروان فارس التفجير الارهابي ادعاء البعض بأن النظام السوري يضع التفجير لنفسه. وفي حديث إذاعي، رأى فارس ان "الشعب السوري يدفع الثمن من جراء هذه العمليات الارهابية"، مؤكداً ان "من يضع هذه التفجيرات يريد تدمير النظام وليس استقراره".
من جهتها أدانت جبهة العمل المقاوم في لبنان التفجيرات المروعة مؤكدة أن مثل هذه الأعمال الإجرامية لن تخضع سوريا وشعبها عن التمسك بثوابته الوطنية والقومية والإسلامية، وصلابة في وجه المؤامرة، ولن تحيد به عن قضايا الأمة المركزية.
أما الأمانة العامة لحركة الأمة وضعت الدماء البريئة التي تهدر هي في ذمّة مجرمي منظريّ الفوضى الخلاّقة وتنفيذهم و في ذمّة مدعيّ الحريات الجدد المتماهون مع المشاريع الغربية الذين يستخدمون دماء الأبرياء لتحقيق غاياتهم السياسية وأحلامهم المتشبثة بالسلطة.
كما إستنكر رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص تساءل "بأي شرع أو عقيدة أو دين يقتدي هؤلاء المجرمون و أي شريعة تسمح بهذا القتل الوحشي ". مؤكداً إن الإسلام بريء من هؤلاء و من إجرامهم و ظلمهم و لابد أن يدفع هؤلاء ثمن أعمالهم التي تخدم الشيطان الأكبر امريكا و الكيان الصهيوني" .
في غضون ذلك ، أطلق رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي مزيدا من المواقف المحرضة على الجيش العربي السوري ،داعياً أمس ضباط الجيش السوري وجنوده الى الانضمام الى ما يسمّى "الجيش السوري الحر" .وقال القرضاوي إن "عائلة الرئيس بشار الأسد حكمت سوريا لنحو ٥٠ عاماً والأسر التي تحكم البلاد لم يعد لها مكان. لا بد أن يرحل هؤلاء، وإن أبناء سوريا وضعوا رؤوسهم على أكفّهم يبتغون الشهادة ولا يريدون سوى تحرير بلدهم من الظلم والطواغيت"، حسب تعبيره.
وفي سياق متصل، أعلن عضو المكتب التنفيذي فيما يسمّى المجلس الوطني السوري أحمد رمضان إن "وفداً من المجلس سيبدأ لقاءات في الأيام القادمة مع وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي حدد موعد اللقاء معه يوم غد الاحد للبحث في آخر تطورات الوضع السوري".
بالمقابل، رأى الأمين العام لحزب السعادة التركي مصطفى كمالاك أن "ما تتعرض له سوريا يأتي في إطار المؤامرة الكبرى التي تستهدف شعوب ودول المنطقة كلها وتحويلها إلى دويلات يسهل السيطرة عليها".
واكد كمالاك خلال لقائه إمام المسجد الاموي في دمشق الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي وقوف حزبه مع "سوريا في مواجهة المؤامرة الخارجية التي تتعرض لها استنادا إلى العلاقات التاريخية والاجتماعية التي تربط بين الشعبين"، مشيراً إلى أن الوفد سينقل إلى الشعب التركي حقيقة ما يحدث في سوريا.
من جهته، شرح الدكتور البوطي للوفد التركي حقيقة الأوضاع في سوريا والظروف التي تمر بها ومحاولات الإعلام المغرض تضخيمها واللعب عليها للنيل من أمنها واستقرارها ومواقفها المبدئية.
وقال البوطي إن "التقارب بين الشعبين السوري والتركي لن يتراجع لأن أساسه إيماني وليس سياسيا ونحن لا نزال نعتقد بصدق إيمان الشعب التركي الصديق ونعلق آمالا عريضة على هذا الإيمان".
وكانت القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي، أصدرت بياناً أكدت فيه أن هذا التفجير الإرهابي دفع الأمور إلى مزيد من التصعيد وإراقة الدماء سعيا للتدويل، مشددة على "أن استمرار الأعمال الإرهابية واستهدافها للمواطنين الآمنين يرتب على كل القوى والمنظمات الإنسانية والعربية والدولية إدانتها وإدانة كل من يقف وراءها". مشيرة إلى أن عدم الإعلان عن هذه المواقف يشكل تشجيعا ودعما لها ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم وخاصة أولئك الذين يتحدثون عن التضامن الدولي لمكافحة الإرهاب واجتثاث منابعه.
رقم: 78247