حديث الحل السياسي يتقدم في سوريا واخبار المواجهات ولوائح القتلى تنحسر حتى على الفضائيات، اما اشتباكات المزة فلم تعدو كونها احباط استعدادات خلية للتفجيرات في قلب دمشق. وبانتظار جلاء مهمة مراقبي كوفي انان التي بدأت اليوم، ورسالتان من موسكو، في الموازاة اشارة ايجابية بدعم الصليب الاحمر اعلان هدنة انسانية يومية لساعتين واشارة دعم اضافية لدمشق بسفينة الى طرطوس تنقل وحدة من مكافحة الارهاب.
في الموازة، أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء، في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره اللبناني عدنان منصور في موسكو، أن "موسكو مستعدة لدعم اقتراحات كوفي أنان حول سوريا في مجلس الأمن الدولي".
وقال لافروف، "نحن مستعدون لدعم مهمة مبعوث هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية كوفي أنان، وكذلك دعم الاقتراحات الموجهة إلى الحكومة والمعارضة في سوريا، إننا على استعداد لدعم اقتراحاته في مجلس الأمن الدولي، وذلك ليس بشكل بيان فقط بل وبشكل قرار".
وأكد لافروف "يجب ألا تكون اقتراحات كوفي أنان حول سوريا بشكل إنذار، ويجب أن يصادق عليها مجلس الأمن الدولي باعتبارها أساس تسوية الوضع في البلاد، وينبغي أن تنشر اقتراحات كوفي أنان وأن يصادق عليها مجلس الأمن الدولي باعتبارها الأساس لتسوية الوضع هناك".
وقال وزير الخارجية الروسي أنه "لا مجال للحديث عن أي تغيير في موقف روسيا من سوريا، وأشار قائلا، "إنني اقترح مقارنة البيانات والتصريحات التي أدلينا بها في بداية الأزمة السورية والآن، وبضمن ذلك ما اتفقنا عليه بشكل المبادئ الخمسة في أثناء زيارتي إلى مقر الجامعة العربية في القاهرة، وأعتقد أنه لا يمكن الحديث عن أي تغيير في الموقف الروسي من سوريا".
ودعا وزير الخارجية الروسي إلى اتخاذ التدابير للحؤول دون تهريب السلاح إلى سوريا، ذاكرا أن تهريب السلاح إلى سوريا يجري من الأردن والعراق وليبيا، وقال، "أن مهمتنا المشتركة هي اتخاذ التدابير لمنع حدوث ذلك".
من جانبه أكد وزير الخارجية اللبناني أن الجيش اللبناني استطاع في الفترة الأخيرة تأمين الحدود مع سوريا، ومنع التهريب، وقد تسنى إلقاء القبض على أفراد قاموا بذلك وتجري الآن محاكمتهم.
وصرح لافروف بأن موسكو وبيروت تدعوان إلى تحقيق التسوية في سوريا على أساس المبادئ الخمسة المتفق عليها بين روسيا وجامعة الدول العربية، وقال، "روسيا ولبنان يدعوان إلى تسوية الأزمة السورية على أساس المبادئ الخمسة التي اتفقنا عليها مع جامعة الدول العربية في غضون زيارتي إلى القاهرة"، وأضاف، "ندعم مهمة كوفي أنان على أساس التفويض الممنوح له من جانب الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية".
بدوره قال منصور بدوره أن لبنان يعارض التدخل العسكري في سوريا. وتابع قوله، أن "ما يجري في سوريا يولد القلق في لبنان لأن الأحداث السلبية الجارية اليوم في هذه البلاد يمكن أن تؤثر سلبا على الوضع في البلدان المجاورة ومنها لبنان".
وأكد على أنه "لا يوجد من يعارض الإصلاحات وينتظر الجميع الإصلاحات لكن الجميع ضد العنف. ونشير في هذه المناسبة إلى تطابق مواقف روسيا ولبنان بصدد ما يجري في سوريا، ونحن مع إيقاف العنف من قبل جميع الأطراف، ونعارض التدخل العسكري في الشؤون السورية، إننا ضد التدخل الخارجي السلبي".
وأعرب منصور عن قناعته بأن "السلاح والحرب لا يتجاوبان مع مصالح الشعب السوري، إن أي تدخل خارجي يفاقم الأزمة ويزج البلاد في وضع أسوأ، وإذا ما أردنا أن تخرج سوريا من الأزمة فيجب مساعدة القيادة السورية في تنفيذ الإصلاحات وضمان الأمن.
ولا يجوز أن نطلب من الحكومة إيقاف استخدام القوة في الوقت الذي يواصل الجانب الآخر استخدامها".
وأعلن لافروف أن "موسكو تعتقد بأنه لا يجوز السماح لسلاح الجو الاسرائيلي بانتهاك المجال الجوي للبنان، وقال، "إننا أولينا اهتماما خاصا إلى الوضع في جنوب لبنان، ونؤكد على وجوب تنفيذ القرار ١٧٠١ الصادر عن مجلس الأمن الدولي بلا قيد أو شرط". وترى موسكو بأنه "لا يجوز السماح بانتهاك هذا القرار وبضمن ذلك ما يتعلق باحترام سيادة لبنان ومجاله الجوي الذي يتعرض للأسف إلى انتهاكات مستمرة من جانب سلاح الجو الاسرائيلي".
في غضون ذلك، أعلنت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان أن مسلحين في المعارضة السورية يرتكبون "انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان" بينها أعمال خطف وتعذيب وإعدامات.
وأشارت المنظمة في بيان، إلى أن مجموعات مسلحة معارضة ترتكب "انتهاكات بينها عمليات خطف واحتجاز وتعذيب في حق عناصر من القوى الأمنية والموالية للحكومة وأشخاص تم التعرف عليهم على أنهم من الشبيحة حيث نقلت تقارير عن إعدامات نفذتها المجموعات المعارضة المسلحة في حق مجموعات أمنية ومدنيين".
وجاء في البيان، إن "على قادة المجموعات المعارضة أن يدينوا ويمنعوا عناصرهم من ارتكاب مثل هذه الانتهاكات"، مشيرا إلى أن المنظمة جمعت شهادات تكشف "دوافع بعض المجموعات المسلحة المعارضة التي تمليها مشاعر ضد الشيعة أو العلويين، ناشئة من الدمج بين هذه الطوائف وبين سياسات الحكومة".
وأضاف: "إن عددا من المجموعات المناهضة للحكومة التي تقوم بانتهاكات تبدو وكأنها لا تنتمي إلى هيكلية قيادية منظمة أو تنفذ أوامر "المجلس الوطني السوري" إلا انه تقع على قيادة المعارضة مسؤولية الكلام عن هذه الانتهاكات وإدانتها".
وقالت المنظمة ان "كل من يكون في عهدة "الجيش السوري الحر" أو قوى أخرى معارضة بمن فيهم عناصر من القوى الأمنية أو الشبيحة يجب أن تتم معاملتهم بطريقة إنسانية بما يتوافق مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان".
وقالت مديرة الشرق الاوسط في منظمة "هيومن رايتس ووتش" سارة لي ويتسون في التقرير "من الملح بالنسبة إلى العناصر المسلحة في المعارضة السورية حماية حقوق الإنسان. يجب أن يكون واضحا بالنسبة إليهم أن رؤيتهم لسوريا يجب أن تتضمن طيا لصفحة انتهاكات الرئيس بشار الأسد مع استيعاب الجميع من دون تمييز بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية".
في هذه الأثناء، اتصل المنسق العام لجبهة العمل الاسلامي في لبنان ورئيس جبهة العمل المقاوم الشيخ زهير الجعيد بكل من وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد عبد الستار السيد وسماحة مفتي الجمهوري العربية السورية الشيخ الدكتور أحمد بدر الدين حسون مستنكراً التفجيرات الدموية الآثمة التي استهدفت العاصمة دمشق ومدينة حلب الشهباء، ومعزياً بالضحايا الأبرياء والدماء الزكية التي سالت وتسيل كل يوم، ومتمنياً الشفاء العاجل لجميع الجرحى والمصابين.
وأكد الشيخ الجعدي أن ما يصيب سورية اليوم من جراح وآلام يصيب لبنان، ولافتاً إلى أن هذه الدماء الزكية التي روت وتروي أرض الشام ستهزم المؤامرة الخارجية وستفشل المخططات الأمريكية الصهيونية الشيطانية، وستعيد العزة والمجد والكرامة لأمتنا العربية والإسلامية.