اننا في دولة تضمن حرية الشعائر الدينية ولسنا في دولة علمانية
منبر الجمعة في لبنان
لبنان ليس ولاية من الولايات الأمريكية
خاص "تنا" – بيروت
23 Mar 2012 ساعة 20:11
اننا في دولة تضمن حرية الشعائر الدينية ولسنا في دولة علمانية
الأمن بشقيه الغذائي و الحدودي يتصدّر إهتمامات خطباء منبر الجمعة اليوم، فلبنان الذي ينأى بنفسه في الداخل،حدوده مع سوريا لم يوضع لتخطيها بعد أية حدود.
النزوح يتكاثر والخلاف ينطبق على توصيفهم. إذ تريدهم قوى سياسية معارضة بمثابة اللاجئين. فيما يتعامل معهم لبنان الرسمي كنازحين لأن اللجوء يرتب على الدولة أوضاعا مغايرة وإجراءات رسمية كبطاقات اللجوء.
وفي هذا الإطار شدد الخطباء على أن خيارات لبنان حول سوريا لن تتغير، فيما تبدو رياح المنطقة مع بداية الربيع كأنها تجري بغير ما اشتهت سفن الغرب وبعض العرب في اشهر الشتاء المنصرم. خيبة حقيقية تعيشها كل من واشنطن وتل أبيب تجاه ما يحصل في سوريا بعدما فشلتا فشلا ذريعا في إسقاط نظام الممانعة. يوازيها إنحسار للغة التهديد الاسرائيلية ضد ايران .
هذا وحذّر الخطباء من أن دخول عناصر الفتنة الى مجتمعنا اللبناني ستقضي على الجميع دون استثناء ولن يخرج منها منتصراً سوى العدو الاسرائيلي الذي يتربص بنا جميعاً، منوهين بيقظة المؤسسة العسكرية وتعمل لصالح الشعبين اللبناني والفلسطيني ومشيرين إلى أن هدف تفجير مخيم عين الحلوة لجعل منطقة صيدا تحيط بها الأهوال الامنية.
وفي هذا السياق، أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن "لبنان بخطر من جنوبه إلى شماله ومهدد بأكثر من فتنة"،لافتاً إلى أن " ما يجري في الشمال والبقاع وفي صيدا وبالخصوص في المخيمات ينذر بعواقب وخيمة ولا يجوز التعاطي معه بخفة واستهتار". داعياً المسؤولين للعودة إلى ضمائرهم و" القيادات الحزبية والسياسية، الفلسطينية واللبنانية، إلى أخذ كل التدابير والاحتياطات التي تحفظ أمن واستقرار المخيمات، وعدم الوقوع في المحظور لأن هذا ما تريده إسرائيل وتسعى إلى إحداثه".
كما رأى الشيخ أحمد قبلان "إن واشنطن وتل أبيب تعيشان خيبة حقيقية تجاه ما يحصل في سوريا، بعدما فشلتا فشلا ذريعا في إسقاط نظام الممانعة، لذا قررتا تغيير اللعبة وذلك من خلال الإيعاز لشبكات التآمر والارتزاق للقيام بتفجيرات أمنية في العراق وفي سوريا والخوف كل الخوف من أن تصل إلى لبنان، وهذا ما تدلل عليه زيارة موفد الاستخبارات المالية الأميركية الذي راح يعطي الأوامر والإملاءات من أجل تضييق الخناق المالي على دمشق وطهران".
ونبه قبلان "الجميع وخصوصا عربان الخليج الذين يراهنون على استمرار الفتنة في سوريا وعلى تصاعد وتيرة العقوبات الاقتصادية على الجمهورية الإسلامية الإيرانية و لكل هؤلاء الذين يدعون العروبة زورا نقول أين أصبحت فلسطين؟ وهل ما زالت تعنيكم أم أنكم تنازلتم عنها والآن تساومون على سوريا وشعبها؟ ولكن كونوا على ثقة بأنكم ستفشلون في مساومتكم على سوريا وممانعتها كما فشلتم في مساومتكم على لبنان ومقاومته" .
بدوره دعا رئيس حركة الإصلاح والوحدة الشيخ ماهر عبد الرزاق إلى "عدم إعتماد العنف سبيلاً لتعطيل مؤتمر القمة العربية "في حديثه عن التفجيرات الإجرامية في العراق، مستغرباً كيف أن "بعض حكام الخليج تعهدوا أمام أسيادهم الأمريكان بتعطيل أي عمل يؤدي إلى التقارب بين المسلمين وتعزيز وحدتهم".
وعن الوضع في البحرين قال الشيخ عبد الرزاق "كنا نأمل من التدخل السعودي أن يكون الهدف منه معالجة الأزمة وليس التعدي على المواطنين وإنتهاك حرماتهم ومقدساتهم" منبهاً من "خطورة اللجوء إلى العدو وتنفيذ مخططاته التقسيمية لمنطقتنا".
كما هنأ الشيخ عبد الرزاق الشعب الإيراني بحلول السنة الإيرانية الجديدة مقدراً دور القيادة ايرانية في تجاوز الصعوبات و العراقيل التي يضعها الإستكبار العالمي بوجه الثورة الإسلامية.
أما سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي رأى أنّ "هناك ضرورة لتقييم الموقف السياسي لبعض القوى الحزبية اللبنانية على ضوء انكشاف الأبعاد الخفية للحرب التدميرية على سوريا لأن القضية باتت في الواقع تهدد المجتمع اللبناني بأسره. منبهاً من أن" البعض يدفع من خلال مواقفه وتصرفاته إلى نقل الواقع السوري إلى لبنان خصوصاً أن هناك تربة صالحة وخصبة في هذا البلد ".
وتساءل الشيخ النابلسي"هل يريد هذا البعض أن يعيد الحرب الأهلية من جديد؟ وهل من خلال مواقفه التصعيدية والنارية يريد أن يستجلب القوى الخارجية في إطار إدارة الصراع الذي شكل خلال الأعوام الماضية نقطة خلل وضعف في الجسم اللبناني وفي المناعة اللبنانية؟ فأي مصلحةٍ تقتضي البعض الذهاب بعيداً في مواقفه والتي لا نرى أنها تنسجم مع الحكمة اللبنانية ومع التوازن اللبناني الباحث عن الاستقرار" .
وإذ أكد سماحته على "خطورة بعض الجماعات المتطرفة التي تعمل في إطار تفجير الأمن والاستقرار في لبنان واستهداف المؤسسة العسكرية" نوّه إلى أن " الحل لا يكون عن طريق استخدام القوة المفرطة وحرف الصراع من صراع مع العدو الإسرائيلي إلى صراع مع الشعب الفلسطيني في المخيم الذي سيكون ضحية الحسابات الكبرى والمعادلات الكبرى". مؤكداً على أن " زجّ الجيش في معركة مع الشعب الفلسطيني في المخيم ليست في صالح الأمن والاستقرار في منطقة صيدا على الإطلاق بل هي تخدم أجندة خارجية ".
من جهته، جدد العلامة السيد علي فضل الله "التأكيد بأن الحل الأمني لا يؤدي إلا إلى مزيد من الدماء وزيادة التدخلات الدولية والإقليمية، وجعل هذا البلد في مهب رياح مصالح الآخرين، الذين لا ينظرون إلى ما يحدث فيه إلا بعين مصالحهم الاستراتيجية وحفظ وجودهم ورعاية الاستقرار للكيان الصهيوني".
وقال سماحته : " في الوقت الذي نأمل لكل مساعي الحلول التي تتحرك في هذه المرحلة أن تنجح وتساهم في إيقاف نزيف الدم، نشدد على جميع المعنيين في سوريا من معارضة ونظام، أن يأخذوا زمام المبادرة، وأن ينطلقوا بشجاعة نحو الحل السياسي، ليكون الحل سوريا".
وتوجه سماحته للمسيحيين في العراق بالقول "إن اليد التي تستهدف كنائسهم هي نفسها التي تمتد بالقتل والاغتيال لتطاول كل الأطياف العراقية وكل المذاهب والطوائف، ولا يمكن مواجهة هذا الواقع إلا بتكاتف العراقيين جميعا في وجه هذا المخطط الإجرامي، الذي لا يستهدف طائفة معينة أو مذهبا معينا، بل يستهدف العراق بكل طوائفه ومذاهبه وأعراقه، وهو لا يريد للعراق أن يكون مستقرا وقادرا على لعب دوره المميز في المنطقة والعالم".
كما ذكّر السيد فضل الله بعذابات الشعب الفلسطيني "الذي لم تكد تتوقف غارات الطيران الصهيوني عن استهدافه في غزة، حتى انطلقت غارات مستوطنيه على أهلنا في الضفة، في عمليات قطع لأشجار الزيتون، وفي استباحة استيطانية جديدة لا يعبأ فيها العدو بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، ولا بقرارات المنظمة الدولية التي تستنفر ديبلوماسييها عند أي حدث في العالم العربي".
هذا، وحذر رئيس الهيئة السنية لنصرة المقاومة في لبنان الشيخ ماهر مزهر من "دخول عناصر الفتنة الى مجتمعنا اللبناني حيث ستقضي هذه الفتنة على الجميع دون استثناء ولن يخرج منها منتصراً سوى العدو الاسرائيلي الذي يتربص بنا جميعاً"مؤكداً أن ما يجري اليوم "ليس ربيعاً عربياً إنما هو خريف قائم ينذر بشرق أوسط جديد بوابته الفوضة الخلاقة، كما يتمناه الامريكي ويسعى له وهذا يضعنا جميعاً تحت المسؤولية الوطنية المطلوبة ووعي حازم وجازم حتى نبعد وطننا عن شبح الفتنة ونحفظ المقاومة بوجه العدو". وطالب الشيخ مزهر "جميع المسؤولين في لبنان عدم الانجرار بفخ الانقسام وخاصة بالموضوع السوري الذي بات قاب قوسين او ادنى من الحل".
من جانبه، لفت رئيس الهيئة الشرعية في "حزب الله" سماحة الشيخ محمد يزبك إلى أن "الزيارات لمسؤولين أمريكيين إلى لبنان مدعاة لمزيد من الريبة بعد التدخل السافر للسفيرة الأمريكية بالشؤون اللبنانية متجاوزة كل اللياقات الدبلوماسية بتوجيه الأوامر وتحديد المهام للمسؤولين في تعاطيهم تأتي زيارة مساعد الشؤون المالية ومكافحة الإرهاب فماذا يحمل معه؟ وأي تهديد وتحريض كل ذلك بحاجة إلى إجابة من المسؤولين ومصارحة المواطنين؟ لبنان ليس ولاية من الولايات الأمريكية".
وأشار سماحته إلى إستمرار " العدو الإسرائيلي بتهديدات وانتهاكات للسيادة الوطنية لا يجوز التغافل بل الضرورة الوطنية تقتضي أن نعزز جيشنا الوطني وندعمه ونعمل على تقويته والوقوف إلى جانبه بعيداً عن التشكيك والتحامل والتحريض".
اما رئيس لقاء علماء صور العلامة الشيخ علي ياسين دعا الى الحفاظ على "حرية الشعائر الدينية في لبنان وقال لقد لفتنا خبران خلال الاسبوع الجاري لا بد مكن التوقف امامهما الاول هو ما حصل في الجامعة الانطونية والثاني قضية المحجبات في قوى الامن الداخلي .اننا في دولة تضمن حرية الشعائر الدينية ولسنا في دولة علمانية وهذان الموقفان يضران بالوحدة الوطنية ".
من جهة أخرى، سأل سماحته المولى "ان يفرج عن أهلنا في غزة الذين تشاغل عنهم العرب بتنفيذ الأجندة الامريكية وخاصة القضاء على ارادة الممانعة في هذه الأمة لضمان سلامة الكيان الاسرائيلي" . مجدداً المطالبة "بتسليح الجيش اللبناني والحفاظ على المقاومة وسلاحها حتى لا تفكر اسرائيل باعادة الكرة في احتلالنا وحتى تسلم لنا ثرواتنا الوطنية وخاصة الغاز والنفط الذي يجب على الدولة ان تسارع خطواتها لاستخراجه وانعاش البلدد وتأمين الخدمات لشعبنا الصابر والمجاهد والوفي هذا الشعب الذي لا يزال مستهدفا" في أمنه الاجتماعي والصحي ".
وقال : ان لبنان لم يبقى لنا لولا هؤلاء المناضلين وتضحيات المجاهدين خصوصا" ابطال المقاومة الذين افشلوا مخططات قوى الاستكبار ومنعوا اسرائيل من تحقيق حلمها في الكيان الكبير وهزموا الذي صور بأنه لا يقهر واضطروه ان يخرج من الجنوب مرعوبا" خائفا" مهزوما"، انهم الضمانة لوحدة لبنان وبقائه واستمراه بالتعاون مع جيشنا الباسل وجنوده الأبطال رغم قلة العدد وتواضع العدة .
نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان استنكر " التفجيرات التي تجري في العراق وسوريا فهي أعمال إرهابية لا تمت للإسلام بصلة" داعياً للتصدي لكل المشاكل والمؤامرات والاختراقات ".
كما دان سماحته التحدي الذي تمارسه الحكومة البحرينية حيال الشعب داعياً إلى تحري "الحقيقة وننصف شعب البحرين المسالم فنعطيه حقوقه المشروعة". ناصحاً " الدول العربية إن تتجرد من الأنانية والكيدية والبغضاء، وعلى الشعوب الإسلامية إن تكون مع الله بعيدة عن الشر والمنكر فتكون شعوبنا صادقة متمسكة بحبل الله بعيدة عن كل ضلالة وفتنة لأننا نريد لامتنا الخير، فنبدأ بتصحيح مسيرتنا وإصلاح أنفسنا فنعمل في سبيل إصلاح النفس والذات والمجتمع، فننذر أهلنا وعشيرتنا لنكون عاملين في طريق الخير والمعروف ونتبع سبيل النبي الذي ابتدأ بأهله وعشيرته لينطلق إلى العالم فجمع الناس على الخير والمحبة والتعاون".
رقم: 87926