أكد تحالف القوى الفلسطينية في لبنان على أن "أمن مخيماتنا في لبنان فوق كل اعتبار"، مشددين على "ضرورة التصدي لكل محاولات زرع الفتنة والتوتير الأمني داخل المخيمات، أو بينها وبين أهلنا في الجوار اللبناني أو ضد الجيش اللبناني". 

وعقب اجتماع عقده التحالف اليوم في مخيم مار الياس، في مكتب الجبهة الشعبية - القيادة العامة، وناقش فيه الأحداث التي تجري في مخيم عين الحلوة، ودعوات الفتنة والتحريض ضد المخيمات في لبنان،رفض المجتمعون استهداف الجيش اللبناني "الشقيق، باعتبار ما تمثله المؤسسة العسكرية من ضمانة وطنية وأمنية للبنان وللمخيمات وللمقاومة". 

كما رفض التحالف "جميع أشكال التضييق على أهلنا في المخيمات، وعلى حرية حركتهم، ورفض سياسة العقاب الجماعي، والمطالبة بتوفير كافة التسهيلات التي تضمن حرية أبناء شعبنا في الدخول والخروج وصون أمنهم وحفظ كراماتهم على مداخل المخيمات كافة". مدينين التصريحات "المغرضة التي تنادي بتكرار تجربة نهر البارد أخرى" ومطالبين"الحكومة اللبنانية بالشروع في حوار فلسطيني – لبناني لمناقشة كل الملفات بمسؤولية وجدية، بما يحفظ حقوق شعبنا، ويصون أمن لبنان وأمن مخيماتنا".

من جهته، رأى تيار الفجر ان "اقدام بعض رموز معسكر الرابع عشر من آذار على المجاهرة بأمنية تكرار حرب نهر البارد في مخيم عين الحلوة يمثل إفصاحاً غبياً عن مكنونات سياسية تدميرية تستهدف الساحة اللبنانية من داخلها . وتكشف عن وجود فئات ما زالت تحمل في أسس بنيتها الفكرية ، نزوعاً نحو الحرب والقتال والإقتتال ، وتوظيف كل ذلك في خدمة مصالح سياسية ضيقة وآنية" . 

وتابع التيار:" بدلاً من ان تتم الدعوة الى اعتماد الحكمة والروية في معالجة اي شأن من شؤون العلاقات اللبنانية – الفلسطنية نرى بعض جهابذة الرابع عشر من أذار يعربون عن تمنياتهم السوداء بوقوع اقتتال جديد في مخيم عين الحلوة وحوله . غير عابئين بأمن ما يزيد على مئة وخمسين الف مواطن لبناني وفلسطيني يقطنون تلك المنطقة . فضلاً عما تمثله تلك الحرب المشتهاة من هدرٍ لطاقات الساحة اللبنانية التي تتربص بها اسرائيل الغادرة شراً ، وفي طليعة هذه الطاقات المهدورة الجيش اللبناني الذي ينبغي توفير قدراته في مواجهة العدوان الصهيوني الدائم والمستمر ". 

داعياً "كافة أبناء الشعب اللبناني الى عدم التفاعل الايجابي مع دعوات العودة الى الحرب بأي شكل من أشكالها ".

بدوره دعا رئيس جبهة العمل المقاوم في لبنان الشيخ زهير الجعيد المحرضين إلى الكف عن تحريضهم "لأن مشروعكم الأمريكي اليوم في مرحلة الاحتضار الأخير وسوف تجدون غداً عاقبة تحريضكم ومخططاتكم حسرة وندماً". متوجهاً إليهم بالقول" إن أهل مخيم عين الحلوة وأي مخيم في لبنان هم مواطنون بالأمانة لدينا وهم ليسوا بحاجةٍ لنصائحكم القاتلة". 

وتابع الشيخ جعيد" بدل أن نطالب بتدمير مخيماتهم وتهجيرهم، فعلينا السعي الدؤوب من أجل تأمين مقومات صمودهم ودعمهم بكافة الوسائل الممكنة وفك الحصار عنهم من أجل تعزيز إيمانهم بحقهم في الرجوع إلى أرضهم وديارهم" مطالباً الأجهزة الأمنية "بتخفيف القيود عن أهلنا في المخيمات قدر الاستطاعة وتسهيل أمور معاشهم، وإشاعة جو الاطمئنان لدى الخائفين منهم". 

كما استنكر رئيس "التنظيم الشعبي الناصري" أسامة سعد دعوة رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع الى "تحويل مخيم عين اللوة الى نهر بارد ثان"، وقال: "لم نفاجأ بدعوة جعجع لدخول الجيش إلى مخيم عين الحلوة بالقوة وتحويله إلى نهر بارد جديد، ولم نفاجأ بعدم اكتراثه لما يمكن أن ينتج عن ذلك من خسائر في الأرواح في صفوف المدنيين المقيمين في منطقة عين الحلوة المكتظة بالسكان".

ورأى "أن جعجع يريد يرغب في زج الجيش في صراعات جانبية بهدف إضعافه، وإلهائه عن القيام بمهماته الأساسية في حماية حدود لبنان. ولم يفاجئنا أيضا التوقيت الذي اعتمده جعجع لإطلاق دعوته، فقد اختار الوقت الذي كثفت خلاله القوى اللبنانية والفلسطينية، والأجهزة الأمنية الرسمية، جهودها المشتركة من أجل اعتقال الشخص المطلوب الذي يختبئ في المخيم، ومن أجل إطفاء فتائل التفجير داخله".

وشدد على "أن تثبيت العلاقات اللبنانية-الفلسطينية على أسس سليمة، وتعزيز الامن والاستقرار وسيادة القانون، أمران يخدمان المصلحة الوطنية اللبنانية والقضية الفلسطينية. أما الدعوة إلى تحويل مخيم عين الحلوة إلى نهر بارد جديد، فهي دعوة مشبوهة لا تخدم إلا مصلحة أعداء لبنان وأعداء القضية الفلسطينية". 

يشار إلى تيار المستقبل كان قد دعا إلى تكرار تجربة مخيم نهر البارد مع مخيم عين الحلوة في صيدا بعد دعوة رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لذلك. وفي هذا الاطار ردت الفصائل الفلسطينية على هذه الدعوة مؤكدة على ان العلاقة مع الجيش اللبناني لن تشوبها شائبة.