قمة بربع القادة العرب. غيبت سوريا عن القمة العربية في بغداد ولم تدع للحضور فيما شكلت الموضوع الأبرز في هذه القمة التي مثلت نقلة نوعية وبداية النزول عن التسليم بأن مبادرة كوفي انان هي خارطة الطريق لوقف العنف في سوريا وتسليم المبعوث الاممي العربي ادارة الدفة التي تتجاوب معها سوريا.
خطباء منبر الجمعة أكدوا أن القمة العربية اليوم تثبت من جديد هامشيتها وتخلفها، مشيرين إلى أن قطر تفردت بالقرار وأنفقت ثروة هائلة حتى استطاعت إنتزاع قرار تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية. متسائلين هل تعالج القضايا العربية بتعليق العضوية لبعض الأعضاء المؤسسين؟
وأعاد الخطباء التأكيد على الشّعب السوريّ أن يأخذ المبادرة، ليضع بلده على سكّة الحلّ الّذي يضمن تطلّعات هذا الشَّعب والاستقرار فيه وخروجه من دائرة العنف المستحكمة فيه، مستفيداً من المبادرات الّتي تعرض عليه. من جهة أخرى، تساءل الخطباء أين صارت القضية الفلسطينية والقدس؟ ولماذا يبقى الواقع العربيّ بهذه الصّورة وهو يملك كلّ المقوِّمات للضّغط على الآخرين، و أهمَّ ثروات العالم من النّفط والمواقع الاستراتيجيَّة المؤثّرة، وشعوبه تمتلك الطاقات الكبيرة من خلال عزيمتها وإرادتها.
وأمل الخطباء في أن تكون القمّةً العربية استثنائيّةً في هذا الظّرف الاستثنائيّ الّذي يعيشه العالم العربيّ،لناحية احترام سيادة الدول مشددين على أن محور الأمة العربية والإسلامية هو فلسطين.
فلسطين المحتلّة، التي تستعيد ذكرى يوم الأرض، لا تزال وتيرة الاعتقالات والاستيطان على تصاعدها داخل القدس وفي الضفّة الغربيّة المحتلّة، في الوقت الّذي يدير هذا العدوّ ظهره لكلّ القرارات الدّوليّة ومنظّمات حقوق الإنسان. ويأتي يوم الأرض هذا العام ليؤكد على الحق الفلسطيني بأرضه ومسيرات العام الماضي ودماء الشهداء الذين سقطوا برصاص العدو الإسرائيلي يبعث الأمل ويشهد هذا العام مسيرات يشارك فيها العديد من مناطق آسيوية وأحرار العالم آملين أن تتحقق العودة إلى الأرض ويتحرر الوطن.
الشيخ ماهر حمود رأى أنه كان يفترض لذكرى يوم الأرض أن تكون ذكرى شاملة تذكر بوظيفة الأمة الإسلامية تجاه القضايا الكبرى للأمة وتصحح الاتجاه الذي انحرف كثيرا عن أهدافه، مشيراً إلى أنه صحيح أنها قلصت واختصرت ولكنها برمزيتها مادة لدعوة الأمة إلى الوحدة والنهوض والى تصحيح المسار . وإذ لفت الشيخ حمود إلى أن الصوت القطري خفت في القمة العربية، دعا الجميع لفتح صفحة جديدة، عسى أن يوفق (كوفي انان) في مهمته، و أن نطوي صفحة الدماء والدمار والمؤامرات.
من جهته، أمل سماحة الشيخ محمد يزبك ان يتأسى السياسيون بما أكدت عليه اللقاءات الروحية لعلماء المسلمين والمسيحيين في عيد البشارة لسيدتنا مريم (ع) من ضرورة الحوار وأهمية التلاقي فيحكم خطابهم الإلفة والوحدة والتنافس على خير الوطن وسيادته واستقلاله ومنعته بوحدة مواطنية.
بدوره تساءل الشيخ ماهر عبد الرزاق لماذا لم يتم ذكر الأزمة في البحرين أم أن هذه الدولة هي مزرعة خاصة لحكامها ولا يحق لشعبها الطاهر المطالبة بحقوقه المدنية؟ وتابع فضيلته:" كنا نأمل من أعضاء الجامعة العربية أن يأخذوا قراراً بالوقوف إلى جانب الجمهورية الإسلامية ودعمها في مشروعها النووي بوجه الغطرسة الأميريكية التي تحاول منع إيران الإسلام من إستخدام الطاقة النووية في صناعتها المدنية ومطالبة المنظمة الدولية للطاقة الذرية بأخذ موقف ضد كيان العدو الذي يمتلك ترسانة نووية تهدد المنطقة بأكملها.
بدوره نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان أشار إلى أن الاجتماع في ارنون اليوم يجعلنا نطل على ارض فلسطين وشعبها فنرى الانتهاكات المستمرة في فلسطين إذ يجسد الصهاينة الإرهاب والعنف لان الإرهاب مدرسة صهيونية، فيما يتعاطى العالم مع القضية الفلسطينية على الهامش ونطالب هيئة الأمم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية ومنظمة حقوق الإنسان بإنصاف الفلسطينيين والتعامل معهم بصدق وإخلاص ومحبة.
رئيس الهيئة السنية لنصرة المقاومة فضيلة الشيخ ماهر مزهر طالب كل الاطراف في فلسطين الى التوحيد والاعتصام فيما بينهم وعدم تصديق قرارات الامم المتحدة التي ما كانت ولن تكون الا الى جانب ومصلحة العدو الصهيوني .
من جانبه، رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن الحراك الموجود في العالم العربي بشقّه الإيجابي يساهم بدفع التحدي مع العدو الإسرائيلي إلى ذروته. لأن الثورة لا تكون فقط ضد الحاكم الظالم بل تشمل العدو المعتدي بالدرجة الأولى. مؤكداً على أن المسار المقبل هو مسار تحرير فلسطين وإنقاذها من براثن الصهيونية. فهذه الشعوب المنتفضة والحرّة لن تصمت ولن تسكت ولن تهدأ إن شاء الله حتى تحقيق هذا الهدف الكبير.
أما سماحة السيّد علي فضل الله خشي أن تكون المسألة الداخليَّة قد دخلت في نطاق الاستقالة غير المعلنة، بحيث يتمّ ترحيل المشاكل إلى السنة القادمة، نزولاً عند المتطلّبات الخارجيّة، ورهناً للبلد في متاهات الآخرين. من جهة أخرى دعا سماحته الشَّعب المصريّ إلى وعي خطورة الانقسام الَّذي يحصل الآن في داخله في الوقت الّذي بدأت معاناة هذا الشَّعب لعدم تلبية حاجاته المعيشية الأساسيَّة مؤكداً أن لا وقت الآن لكل الحسابات الضيقة والحساسيات التي تُثار. كما دعا الشّعب اللّيبيّ إلى الوحدة والتماسك، في ظلّ المواجهات ذات الطّابع القبلي والعشائري والسياسيّ، والَّتي يسقط فيها المئات من الضّحايا.
أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان دعا للبدء بحوار جدي يفضي إلى مصالحة وطنية شاملة تضع حدا للنزاعات السياسية والانقسامات الطائفية والمذهبية، منبهاً من أن بعض الثورات أضحت دائرة الشبهات، بعدما انحرفت الأساليب، وصودرت الأهداف التي انتفضت من أجلها الشعوب. داعياً القيادة السورية إلى العمل على تفويت الفرصة أمام عصابة المتربصين، وذلك بإجراء الإصلاحات المطلوبة التي تحمي سوريا وتجنبها مشروع الفتنة والحرب الأهلية.