أي ثورة لا يكون هدفها الأول والأخير فلسطين هي ثورة ناقصة ومشبوهة
إن لم تستحي فإفعل ما شئت
"خاص" تنا - يروت
20 Apr 2012 ساعة 20:11
أي ثورة لا يكون هدفها الأول والأخير فلسطين هي ثورة ناقصة ومشبوهة
إن لم تستح فإفعل ما شئت، مقولة خلُص إليها خطباء منبر الجمعة في لبنان.
ففي ظل كل التحولات التي تشهدها المنطقة العربية،ما يزال المتطفلون من أعداء المقاومة يناورون، ويحاولون عبثاً،الإمساك بزمام الامور في كل البلاد وعلى كافة الصعد.
فالعدو الصهيوني،بكل همجيته، إضطهد الناشطين الأجانب الذين قدموا من مختلف بلاد العالم للتضامن مع فلسطين الحبيبة،ولم يكتف بمنعهم من دخول الأراضي الفلسطينية بل إعتقلهم وطرد الكثيرين منهم إلى بلادهم!
إلى ذلك،إعتبر خطباء الجمعة أن هذا العدو، ومن خلفة الولايات المتحدة ومن لف لفها،يحيكون المؤامرة تلو المؤامرة لتقسيم البلاد حتى يسهل عليهم نهب ثرواتها.
وتحت هذا العنوان،يندرج تقسيم السودان إلى شمال وجنوب متنازعين و ينشر هؤلاء الفتن بين الشعب
السوري الممانع.
أما العراق، فأجمع الخطباء أنه ما إن أطلق تنهيدة الحرية بعد الإنسحاب الأميركي حتى ألحقت به القوى المستكبرة خسائر بالأرواح لا تعد ولا تحصى،فلا يمر يوم دون أن نسمع عن تفجير هنا وإعتداء هناك.
ومن العراق إلى البحرين الجريح، ندد الخطباء بالوحشية التي يعتمدها النظام في مواجهة أكثرية حملت شعار السلمية في تظاهراتها المطالبة بالحق ولا شيء غير الحق!
سلسلة مترابطة من الأحداث تصل بنا إلى لبنان، البلد الصغير الذي لم توفره الأيادي الطامعة بمياهه وأرضه،يعاني الأمرّين،التدخل الخارجي إلى جانب محاولات داخلية لإزكاء نيران الفتن،وعلى الرغم من هذا فقد توجه خطباء منبر الجمعة إلى اللبنانيين بالقول "زمام الأمر بأيديكم، وأنتم الّذين تستطيعون تغيير الواقع، فالانتخابات النيابيّة قادمة، ماذا أنتم فاعلون؟ هل ستكرّرون المشهد الذي تعانون منه؟ أم أنّ الخيار في لبنان القادم هو خياركم وقراركم؟"
وفي هذا الإطار،أكد الشيخ عفيف النابلسي أن "المرحلة تتطلب التنبه والنظر إلى مجمل الصورة الداخلية والخارجية والتركيز على تصحيح المسار السياسي بمبادرات جدية" .
كما شدد الشيخ النابلسي أن " مطالب اللبنانيين لن ترى النور إلا من خلال تفاعل صحيح بين المجتمع الاهلي والحكومة ومن خلال قيادة موحدة تعمل بشفافية لإقامة دولة المؤسسات والنظام" .
إلى ذلك، طالب النابلسي القيادات السياسية بالاعتدال في المواقف إذ لا مبررات لإثارة القضايا الخلافية بهذا النحو الحاد الذي يعقب نتائج نفسية ومذهبية وطائفية سلبية على الأرض".
وفي إطار آخر، إستنكر رئيس اللقاء التضامني الوطني الشيخ مصطفى ملص زيارة مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة لمدينة القدس "تحت حماية ورعاية الكيان الصهيوني" مؤكداً أن "هذه الخطوة لا تمثل النهج العام للعلماء في مصر" .
وإذ دان الشيخ ملص ما قام به مفتي الديار المصري لفت إلى أن "هذا الفعل المدان يوضح الإتجاه المرسوم للثورة المصرية التي لم تغير أي من مسلكيات ونهج النظام السابق" .
في المقابل، رأى الشيخ ملص أن " أية ثورة لا يكون هدفها الأول والأخير هو فلسطين إنما هي ثورة ناقصة ومشبوهة"، مؤكداً ضرورة الثبات على أن "مشكلة القضية الفلسطينية لا يمكن أن تحل إلا بزوال دولة العدو وعودة فلسطين كاملة وعودة الاجئيين الفلسطنيين إلى أراضيهم وأملاكهم".
إلى سوريا، رأى الشيخ علي ياسين أن المستكبرين " يشجعون الإرهاب في سوريا ويدعمون من سموهم بالثوار ضد نظام كشفت إستطلاعاتهم بأن أكثرية السوريين تؤيده".
ولفت الشيخ ياسين إلى أنه طالما أن "سوريا مصرة على البقاء في خط الممانعة ورفض الخضوع والاعتراف بالكيان الصهيوني فإن الأعداء سيعملون لإسقاط هذا النظام الممانع ويغضون الطرف عن ممارسات المسلحين الذين إعترف بعضهم بذبح الناس ودفنهم كما ذكرت (ديرشبيغل)".
أما مظلومية الشعب البحراني،فقد أسف الشيخ إلى أننا " لا نسمع أي إستنكار لما يحصل في البحرين من إستهداف الأكثرية التي تتظاهر سلمياً فيسجن الحقوقي والطبيب والمعلم وتقتل أطفال ونساء وشباب عزل ، ذنبهم كلهم أنهم يطالبون بحقوق مشروعة وديمقراطية صحيحة".
بدوره، رأى السيد علي فضل الله أن " الهمجية التي عاينها العالم في المطار الصّهيوني تقدّم صورةً عن بطش الاحتلال الّذي تسكت عنه الإدارات الأوروبيّة والحكومة الأمريكيّة".
وأضاف السيد فضل الله أنه "في الوقت الّذي تتحدّث فيه هذه الإدارات عن حقوق الإنسان وحقّ التّعبير عن الرّأي، يباهي العدوّ بقمعه لناشطي السّلام الدّوليّين، الّذين أعلنوا تضامنهم مع معاناة الشّعب الفلسطيني وآلامه اليوميّة، حيث أقدم على ترحيل العشرات منهم الذين دخلوا فلسطين وقام باعتقال آخرين".
وفي سياق متصل، لفت السيد فضل الله إلى أن " الأيادي الصهيونية التي تعبث في فلسطين المحتلة ليست ببعيدة عما يجري في السودان، بدعمها لجنوب السودان، للسيطرة على المواقع النفطية في هذا البلد، وتهديد أمن السودان السياسي والاقتصادي والأمني ومنع الاستقرار فيه، لاستكمال المخطط الذي بدأ بتقسيم السودان إلى شمال وجنوب " .
أمّا لبنان، الّذي يعيش حالة خريفيّة على المستويات المعيشيّة والاجتماعيّة كافّة، فتوجه السيد فضل الله إلى الناس قائلاً، " زمام الأمر بأيديكم، وأنتم الّذين تستطيعون تغيير الواقع، فالانتخابات النيابيّة قادمة، ماذا أنتم فاعلون؟ هل ستكرّرون المشهد الذي تعانون منه؟ أم أنّ الخيار في لبنان القادم هو خياركم وقراركم؟!
وفي الإطار نفسه، رأى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان أن " لا شفافية في تحمل المسؤولية السياسية في لبنان ولا إصلاح سيتم، ولا محاسبة ستجري، بل هناك مسرحيات مستمرة وآلاعيب خادعة تلعبها طبقة سياسية إعتادت التعامل مع مصير البلاد والعباد بالخفّة والاستهتار حتى صح القول فيها إذا لم تستح فافعل ما شئت".
كما توجه الشيخ إلى الفريق الذي "يمعن التصرف وفق المعادلة التي تقول إما أن تكون السلطة لي وأستلم كل مفاصل الدولة أو لا دولة"، قائلاً " رحمة بهذا البلد ورأفة بشعبه إتقوا الله وعودوا إلى ضمائركم وإفتحوا قلوبكم كي نتلاقى جميعاً ونبدأ معاً مساراً جديداً يحمينا من كل التداعيات التي إذا لم نكن محصّنين بالوحدة والتوافق فإن الرياح ستجري بما لا تشتهي السفن" .
كذلك توجه سماحته لجميع اللبنانيين بالقول " إتركوا سوريا لأهلها فهم أدرى بشعابها، وإبحثوا في أمور بلدكم، وفي قضايا شعبكم، ضعوا خريطة طريق تبدأ بالثوابت الوطنية ولا تقف عند الحدود الطائفية والمذهبية، فكروا كيف نبني وطناً يتساوى فيه الجميع بسياسة وطنية تخدم الجميع" .
من جهته،استنكر نائب رئيس المجلس الشيعي الإسلامي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان التفجيرات وأعمال القتل والعنف المتمادي بحق الشعوب العربية بدءاً بفلسطين المحتلة مروراً بالعراق النازف وصولاً إلى الشعب البحريني المظلوم وليس إنتهاء بسوريا قلب العروبة النابض.
كما ناشد سماحته المسلمين بالابتعاد عن التعصب والإرهاب والتكفير والقتل غير المبرر لافتاً إلى أن "الإمام موسى الصدر جاء إلى لبنان رحمة وبركة وخير على كل اللبنانيين ، وفتح صفحة بيضاء ليتعاون من خلالها الجميع على البر والخير والصلاح ".
رقم: 91346