لم يخرج اللبنانيون من حال ترقب مصير المختطفين في سوريا حتى جاء خبر استشهاد زوار وجرح اخرين بانفجار استهدف حافلتهم غرب بغداد صادماً ومؤلماً. حافلة زوار في شمال سوريا اختطف الرجال فيها وحافلة زوار غرب العراق استشهدت فيها ثلاث زائرات.
فقد إستشهد ثلاثة زوار لبنانيين وأُصيب عشرة آخرون أمس الأربعاء في انفجار عبوة ناسفة عند مرور حافلتهم غرب بغداد، كانت تقلهم من سوريا نحو العتبات المقدسة في العراق. وقال مصدر في شرطة محافظة الأنبار العراقية لوكالة "فرانس برس" إن "عبوة ناسفة انفجرت في منطقة الخمسة كيلو (٥ كلم غرب الرمادي) على الطريق السريع لدى مرور حافلة تقل زواراً لبنانيين آتين من سوريا، ما ادى الى مقتل ثلاثة منهم وإصابة ١٠"، وأكد مصدر في الطب العدلي لوكالة "فرانس برس" تلقّي جثث ثلاثة اشخاص قتلوا في الحادث.
في موازارة ذلك، باتت هوية الخاطفين في سوريا معروفة ومشخصة بما يسمى "الجيش السوري الحر" الذي تتمركز قيادته في تركيا. وهوية المجرمين في العراق باتت معهودة من الشكل والاسلوب الضحايا هنا وهناك.
إذاً، محطات امنية لبنانية بالجملة تزاحمت وتخطت حدود الوطن. اما مختطفوا الحافلة في حلب فقضيتهم كانت حافلة بالاتصالات والمتابعة على اعلى المستويات، بانتظار ان تؤدي الى نتائج ايجابية قريبا بعدما تم تحديد الخاطفين التابعين للمعارضة السورية، وطمأنة المتابعين للقضية ان المخطوفين سالمون وبصحة جيدة.
وفي هذا السياق، طمأن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري في حديثه الى الصحافيين المعتمدين في مجلس النواب اللبنانين بقوله "إن شاء الله نتأمل اليوم خيرا"، لافتاً إلى أن "العديد من الاتصالات أجريت للغاية من قبل عدد كبير من الاطرف ولاسميّا رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير الخارجية عدنان منصور إضافة الى الرئيس سعد الحريري"، آملا في أن "تسفر هذه الجهود عن نتائج إيجابية اليوم أو غدا"، وأشار الى أنه تأكد أن الجهة الخاطفة هي المعارضة السورية. ولفت بري الى حصول أكثر من اتصال بينه وبين الحريري لمتابعة ومواكبة هذا الملفّ من دون التطرق الى مواضيع أخرى.
بدوره، لفت رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان عقب انتهاء جلسة مجلس الوزراء في قصر بعبدا إلى أن القيادات قامت بواجبها في الاتصالات لتهدئة الاجواء "ونقوم كذلك بجهد كبير في شأن اللبنانيين المخطوفين في سوريا واجريت اتصالات مع العاهل السعودي وامير قطر وبعثت برسالة الى رئيس تركيا كما قام رئيس الحكومة باتصالات ايضا".
وتطرق الرئيس سليمان الى موقف بعض الدول الخليجية منع رعاياها من السفر الى لبنان وقال "ما يقلقنا ليس البعد الاقتصادي فقط بل علاقتنا مع تلك الدول، ولبنان لا يريد لها سوى الخير"، مشددا على "ان القضاء يقوم بواجباته"، رافضا لوم القضاء اذا اوقف شخصا او اطلق شخصا آخر، فأي عملية تحصل وفيها توقيف لشخص او الافراج عنه تتم بناء على معلومات وبعد استشارة القضاء، ويجب عدم لوم اي جهاز اذا نفذ عملية توقيف".
وفي الموازاة أيضاً، تأكيد في مكتب قائد الجيش على ريادة الجيش عبر اجتماع ضم قادة الاجهزة الامنية كافة، وتأكيد آخر بمناسبة المقاومة والتحرير على مكانة الجيش. فالجيش خط فوق الاحمر قال الرئيس نبيه بري والجيش مؤسسة تستطيع ان تحمي نفسها قال العماد ميشال عون. ووسط ازدحام المستجدات وتداخل الملفات جلسة لمجلس الوزراء تؤكد ان الحكومة مستمرة. وتحذير روسي من مخاطر امتداد الصراع في سوريا الى لبنان.