إذا سقطت سوريا فالمنطقة بأسرها ستتحوّل إلى براكين متفجرة
>>
منبر الجمعة في لبنان
سوريا لن تسقط
تنا - بيروت
1 Jun 2012 ساعة 19:07
إذا سقطت سوريا فالمنطقة بأسرها ستتحوّل إلى براكين متفجرة
من بلد مصدّر للمشكلات إلى بلد مصدّر للحلول، كانت قد أعلنت تركيا ساسيتها الجديدة إنطلاقاً من قاعدة تصفير المشكلات، إلا أن ما يجري على أرض الواقع العكس تماماً، فتركيا اتبعت أسلوب تصفير الأزمات مع قضية المخطوفين اللبنانيين مبلغة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن لا معلومات زادت عن اليوم الأول للخطف.
والنتيجة حتى الساعة تفضي إلى أن فصول هذا المسلسل التركي ستطول والأتراك سيبقون على المخطوفين ورقة ضغط. وما التطمين والتهدئة سوى أسلوب للترقيد لن يفلح في إقناع العالم كله بأن العثمانيون الذي سيطروا على العديد من بقاع الأرض سيطرتهم محدودة في هذا الملف.
وبعيداً عن الأتراك، جاءت زيارة أنان إلى لبنان بمثابة قرع جرس إنذار للتحذير من مخاطر انزلاق سوريا نحو حرب أهلية يتأثر بها لبنان...ففي دمشق خلصت تحقيقات السلطات السورية حول مجزرة الحولة الى استنتاجات عنوانها محاولة خلق فتنة بخلفية طائفية، وتفاصيلها لا تختلف عما اورده تحقيق المراقبين عن قتل من مسافة قريبة.
خطباء منبر الجمعة دعوا إلى إخراج مسألة المخطوفين من دائرة التجاذب السياسي واعتبار هذه المسألة مسألة إنسانية خالصة. وفي مناسبة الذكرى السنوية الثالثة والعشرين لرحيل قائد ثورة المستضعفين في العالم الإمام الخميني دعا الخطباء "كل الحركات الإسلامية التي تتحرك لتستلم مواقع القيادة في الدول العربية، إلى الانفتاح على دراسة هذه التجربة التي لم تكن خاصة بمذهب ولا بخصوصيات شعب، بل كانت جزءا من صناعة التاريخ الإسلامي.
أما في المشهد المصري رأى الخطباء أن الأمل يبقى كبيرا في الشعب المصري لتصويب المسار وقيادة دفة السفينة إلى شاطئ الأمان، بما يحقق أمانيه وتطلعات الشعوب العربية والإسلامية، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي ينتظر نهوضا ثوريا مصريا يعيد التوازن إلى الصراع مع العدو من خلال عودة مصر إلى موقعها الطبيعي في مواجهته.
التفاصيل:
الشيخ عبد الرزاق: لإبعاد شبح الفتنة المذهبية
إذاً تقاطعت الملفات اللبنانية عند قطب رحى الازمة السورية. وفي هذا السياق رأى رئيس حركة الإصلاح والوحدة فضيلة الشيخ ماهر عبد الرزاق أن "ما تشهده المنطقة من تطورات أمنية إن على صعيد خطف الزوار في سوريا أو مجزرة قرية الحولة يأتي ضمن سياق التهيئة لحرب مذهبية داعياً الجميع للتنبه لخطورة هذا الأمر والعمل بكل جدية لإبعاد شبح هذه الفتنة".
من جهة ثانية، دعا الشيخ عبد الرزاق جميع الأحزاب وأطياف المجتمع المصري "إلى القبول بنتائج الإنتخابات الرئاسية ناصحاً المجلس العسكري بعدم تكرار مأساة الجزائر عندما فازت جبهة الإنقاذ الإسلامية في الإنتخابات التشريعية منذ سنوات".
السيد جعفر فضل الله: لاخراج مسألة المخطوفين من دائرة التجاذب السياسي
السيدجعفر فضل الله، دعا إلى "توحيد الجهود وحشد كل الإمكانيات والطاقات باتجاه القضية المركزية فلسطين؛ فإذا كنا غير قادرين على تلمس عناصر الوحدة ذاتيا ـ وهي كثيرة ـ، فلنتوحد ضد العدو المتربص شرا بالإسلام والمسلمين وكل العرب وأبناء المنطقة".
وإذ إستذكر السيد فضل الله في هذه الأيام، رحيل الإمام الخميني، "الذي قاد ثورة أعادت التجربة الإسلامية يأكد أن الوقائع "أثبتت أن هذه التجربة الإسلامية لم تكن خاصة بمذهب ولا بخصوصيات شعب، بل كانت جزءا من صناعة التاريخ الإسلامي" داعياً "كل الحركات الإسلامية التي تتحرك لتستلم مواقع القيادة في الدول العربية، إلى الانفتاح على دراسة هذه التجربة لا أن يتم الانزلاق إلى الدعاية الاستكبارية التي تخلق لنا عدوا من ضمن الجسم الإسلامي، تحت اعتبارات ضيقة، لكي نتلهى عن العدو الرئيس أي الكيان الصهيوني وداعميه من قوى الاستكبار، الذي ينتظر خراب المنطقة لينقض على كل التجارب الإسلامية الناجزة والواعدة".
الشيخ حمود: يريد الخاطفون أن يجدوا دليلا يثبت تورط حزب الله في الأحداث السورية الداخلية
أما فضيلة الشيخ ماهر حمود لفت بدوره إلى أن أزمة المختطفين اللبنانيين تنحصر في أمر واحد: يريد الخاطفون أن يجدوا دليلا يثبت تورط حزب الله في الأحداث السورية الداخلية، بل في الفصول الأكثر إيلاما منها، أي في المجازر"، مؤكداً أنهم"لن يستطيعوا إقناع العقلاء والواعين، على قلتهم بهذا الافتراء، لم يعودنا حزب الله على أن يقول شيئا ويفعل شيئا آخر ولم يعودنا المشاركة في الفتن وفي الاضطرابات الداخلية، ولم يعودنا أن يغامر بسمعته الطيبة وانجازاته العظيمة في خضم الفتنة المذهبية التي يخشى منها على نفسه وعلى المجتمع أكثر من أي شيء آخر".
من جهة أخرى، رأى الشيخ حمّود أنه: "يعز علينا في ذكرى مرور ربع قرن على اغتيال الشهيد الرئيس رشيد كرامي ، أن يزداد المشهد السياسي تشوها رغم كل الحقائق التي ظهرت منذ ذلك التاريخ إلى اليوم وعلى رأس هذه الحقائق: التحرير عام ٢٠٠٠، ورغم كل التجارب السياسية المتراكمة نرى قاتل الرئيس كرامي يحاضر في العفة ويتحدث عن المبادئ الوطنية التي عمل كل حياته على هدمها وطمسها ويستقبل وفودا يسدي لها النصائح ويبين لها خارطة الطريق إلى الهاوية".
الشيخ قبلان:نسأل الخاطفين عن ذنب المخطوفين
سأل نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان "الخاطفين عن ذنب المخطوفين حتى يخطفونهم" مشدداً على أن "هؤلاء الزوار كانوا في طريق الطاعة إلى الله في زيارة الامام الرضا (ع) ولا يجوز إن يتعاملوا معهم بهذه الطريقة والأسلوب لذلك فان الافراج عنهم هو طريق العقلانية وهو العمل الذي يوصل للنتيجة الصحيحة"،مطالباً الخاطفين بالإفراج الفوري عن المختطفين الذين لا شأن لهم بالسياسة. ورأى سماحته إن التحركات في بلادنا تخدم العدو وتفرق بين الأحبة والأخوة لتكون حجر عثرة في طريق الصلاح مطالباً من جهة أخرى حكام البحرين بإنصاف الشعب ويطلقوا سراح المعتقلين ويبتعدوا عن اذى الشعب ويعدلوا وينصفوا هذا الشعب بإعطائه حقوقه المشروعة.
الشيخ النابلسي: مؤشرات خطيرة عن حالة تسيب وفلتان في التسليح وحركة نقل السلاح
من جهته، رأى سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي أن المؤشرات المرصودة الخطيرة تشي بمزيد من الفلتان في التسليح والتدريب وقد نُشرت بعض التقارير عن حالة تسيب وعن حركة نقل سلاح ومقاتلين باتجاه سوريا فيما الحكومة تصر على منهجها في النأي عن النفس. داعياً إلى دعم التوجه الذي أطلقه رئيس الجمهورية بإعادة الحرارة إلى الحوار الوطني فنحن بأمس الحاجة إلى التفاهم والتلاقي لنجنب بلدنا الانزلاق إلى الفوضى والفتنة التي تعمل لها الإدارة الأميركية على مستوى المنطقة كلها. وفي الملف السوري أشار إلى أننا "نشهد تصعيداً جديداً في الموقف الغربي ومحاولة سحب بعض السفراء لإفشال خطة أنان". ووقود هذا التصعيد المزيد من المجازر المروعة التي ترتكبها الجماعات المسلحة التي تسبق أي حملة جنون جديدة. مسجلاً غياب الشعور الإنساني والرأفة والدين والقيم عن هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال الوحشية. مؤكداً أنّ كل هذه الأعمال لن تكون ضمانة لأي حكم جديد أو لأي مستقبلٍ واعدٍ يطمح إليه السوريون.
المفتي قبلان: لإخماد ألسنة حريق سوريا لأنها ستطاول الأقربين والأبعدين
المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان أكد بدوره أن"ما يجري في سوريا يشكل مؤامرة دولية كبرى"، متمنياً على "الموفدين الدوليين أن يكونوا صادقين في مشاهداتهم وموضوعيين في تقاريرهم" جازماً أن "سوريا لن تسقط وإذا سقطت فالمنطقة بأسرها ستتحوّل إلى براكين متفجرة، لذا نحن ننصح من يدّعي دعمه للديمقراطية والحرية عرباً كانوا أم غرباً أن يقفوا إلى جانب سوريا ويتعاونوا معها لإخماد هذا الحريق الهائل الذي لن تبقى ألسنته داخل سوريا بل ستطاول الأقربين والأبعدين". أما في ما يتعلق بالإخوة المختطفين في سوريا طالب سماحته كل المخلصين وسعاة الخير ببذل كافة الجهود وممارسة كل الضغوط الممكنة لتأمين عودة المختطفين إلى أهلهم وبلدهم سالمين آمنين.
رقم: 96780