أسفر تجدد العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة،عن استشهاد خمسة فلسطينيين بينهم طفل في السادسة من عمره، وإصابة ٣٥،حيث شنّت طائرات الاحتلال سلسلة من الغارات الجوية أمس الأول، ما أجبر القاهرة على التدخل مجدداً من أجل الإعلان عن تهدئة جديدة، التزمت بها فصائل المقاومة بشرط الالتزام الإسرائيلي، وبالصيغة ذاتها «هدوء مقابل هدوء».
من جهتها، أعلنت «كتائب عز الدين القسام» الجناح العسكري لحركة حماس، والتي لم تعلن مسؤوليتها عن أي هجوم صاروخي خلال اليومين الماضيين، أنها مستعدة لتحطيم الغطرسة الإسرائيلية رداً على عدوانها.
وكانت حركة حماس أعربت عن استعدادها لاحترام التهدئة تحت طائلة الرد بالمثل. وقال القيادي في الحركة أيمن طه إن «حماس وفصائل المقاومة الفلسطينية ملتزمة بالتهدئة ما التزم بها الاحتلال، وهذا ما أبلغناه لإخواننا المصريين الذين طالبوا بوقف إطلاق النار». وأضاف «أكدنا لهم (المصريين) الهدوء مقابل الهدوء».
بالمقابل، هدد رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بالتحرك «بحزم أكبر» لوقف "إطلاق الصواريخ الفلسطينية باتجاه الأراضي المحتلة"، في حال لم تُحترم التهدئة التي أعلنت أمس الأول بين إسرائيل وفصائل المقاومة الفلسطينية بجهود مصرية. وقال، خلال الاجتماع الأسبوعي لحكومته، «بشأن الوضع في الجنوب تحرك الجيش الإسرائيلي بحزم ضد الذين يحاولون إصابتنا، وفي حال دعت الحاجة سيتحرك بحزم أكبر»، مضيفاً «تكمن سياستنا في الرد بقوة لضمان الأمن والسلام لسكان الجنوب» على حد تعبيره.
بدورها، ذكرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية أن وزير الحرب إيهود باراك، أعلن في ختام مشاورات مع نتنياهو ورئيس الأركان الجنرال بني غانتس، أن جيش الاحتلال سيواصل "الرد" على ما أسمته بـ "إطلاق الصواريخ". ونقلت عن مصدر أمني رفيع المستوى قوله إن «الهدوء سيقابل بالهدوء، وأن حركة حماس تلقت الليلة الماضية ضربة قوية عندما تم قصف مبنى تابع لها»، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن الحركة لم تشارك في التصعيد الأخير، إلا أنها لم تمنع باقي الفصائل من إطلاق القذائف والصواريخ.
يشار إلى أنه في موجة التصعيد الأخيرة، استشهد خمسة فلسطينيين منذ فجر أمس الأول بينهم طفل في السادسة من عمره، وجرح نحو ٣٥ آخرين بينهم طفل رضيع، وذلك في سلسلة من الغارات الجوية استهدفت مقرات أمنية ومدنيين.
وأكدت مصادر طبية «استشهاد الطفل علي معتز الشواف (٦ سنوات) وإصابة ثلاثة مدنيين بينهم والد الشواف وحالته حرجة في غارة» على ملعب في بلدة عبسان شرقي خان يونس في جنوبي القطاع. وبعدها بقليل استشهد خالد ناصر البرعي (٢٥ عاماً) وهو ناشط مسلح لم يعرف انتماؤه، في غارة على منطقة تل قليبو في شرقي جباليا، وفق ما أعلن عنه المتحدث باسم اللجنة العليا للإسعاف والطوارئ ادهم أبو سلمية.
وأكد شهود عيان أن طائرة استطلاع إسرائيلية أطلقت صاروخاً على البرعي واثنين آخرين ما أدى إلى استشهاده فوراً، حيث نقل إلى مستشفى «كمال عدوان» شمال القطاع، وكانت جثته «ممزقة».
كما أفاد مصدر طبي فلسطيني أن مدنياً آخراً استشهد في غارة جوية استهدفت دراجة نارية في حي النصر غربي مدينة غزة، كما أسفرت سلسلة غارات عن استشهاد همام أبو قادوس (٢٠ عاماً) الذي شيعته «كتائب القسام»، بالإضافة إلى مدني آخر، وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
شنّت الطائرات الحربية غارات على مواقع أمنية لحركة حماس وخلفت أضراراً جسيمة في مجمع «السرايا» المدمر وسط غزة، كما استهدفت معسكراً للتدريب تابعاً لـ«كتائب القسام» في شمالي القطاع. وأعقبت الضربات الإسرائيلية هجوماً صاروخياً، وسقطت قذيفة على بلدة سديروت أصابت مستوطناً كان يحاول دخول أحد الملاجئ.
وقال جيش الاحتلال إن أكثر من ١٥٠ صاروخاً أطلق باتجاه الأراضي المحتلة في الأسبوع الماضي بعد فترة من الهدوء النسبي، مضيفاً أن ما لا يقل عن ١٥ صاروخاً أطلق أمس الاول فقط، وأوضح أن نظام «القبة الحديدية» اعترض ستة صواريخ على الأقل.