تاريخ النشر2014 30 July ساعة 17:53
رقم : 163739

من داعش إلى بوكوحرام.. الإرهاب يخدم إسرائيل

تنا
إلى أين يمضي أرباب الوهابية بالدين الإسلامي الحنيف، وأي صورة يريدونها له أمام العالم، وبالتالي من المستفيد من حراكهم المحموم لتصوير الإسلام على أنه دين متورط بالدم حول العالم .
من داعش إلى بوكوحرام.. الإرهاب يخدم إسرائيل

بقلم : محمود عبد الطيف
يدعم زعيم تنظيم بوكو حرام الإرهابي في القاعدة "أخوته"، في تنظيم داعش و القاعدة، ويدعو الله لحمايتهم مبتنياً الهجمات التي نفذت في أبوجا في ٢٥ حزيران/يونيو الماضين و الاسئلة التي تفرض نفسها تقول: إلى أين يمضي أرباب الوهابية بالدين الإسلامي الحنيف، وأي صورة يريدونها له أمام العالم، وبالتالي من المستفيد من حراكهم المحموم لتصوير الإسلام على أنه دين متورط بالدم حول العالم، وكيف للعالم أن يتقبل فكرة أن الإسلام بريء منهم..؟

على ما تقدم من اسئلة، فالمستفيد من الفوضى التي تفرضها هذه التنظيمات في العالم هي أولاً و أخيراً "إسرائيل" بوصفها كيان يحاول فرض نفسها كدولة تقوم على "قومية دينية" وبالتالي فعدوها الأول و الذي تصور نفسها على أنها ضحيته هو الدين الإسلامي بكونه العقيدة التي تجمع أفراد كل من المقاومتين الفلسطينية و اللبنانية حول قيادتيهما، وإن اختلفت العقيدة بين المقاومتين، فالإيدلوجيا بينهما تتفق على ضرورة أن يستمر النضال حتى التخلص من إسرائيل، ولكون هذا الكيان الغاصب يبقى على إصراره بأنه الضحية في الصراع و بأنه المسالم الذي يتخذ موقف المدافع عن النفس فلابد للعالم من أن يقتنع بأن المسلمين إرهابيين، وبأنهم وحوش متعطشى للدم وهذا الدور الذي تمارسه المنظمات الإرهابية من قبيل داعش و النصرة و بوكوحرام وغيرها في مختلف انحاء العالم، يصب بكل مائه في ساقية الكيان الإسرائيلي أولاً .

وهنا نتحدث أيضاً عن الاستفادة الأمريكية من وجود هذه المنظمات الإرهابية، فهي أولاً ذراع طويلة لضرب الأعداء المفترضين للبيت الأبيض في عقر دارهم و بالتالي أضعافهم من خلال الإدخال في حرب داخلية تستنزف أعداء أمريكا، وعلى هذا كانت الحرب ضد الاتحاد السوفيتني من قبل القاعدة في افغانستان، وعلى هذا كانت الحرب على العراق بحجة الحرب ضد الإرهاب، واستمرت إلى أن وصل الدور إلى سوريا فأرسلوا هذه التنظيمات إليها، و حين صار الوقت مناسباً لتقسيم العراق و نهب ثرواته، كانت التنظيمات الإرهابية حاضرة لتنفيذ الدور المرسوم لها في الخطة، و في نيجيريا ما فيها من ثروات، و لبوكو حرام دورها.

و لتحقيق هذا الغرض، لابد وأن يكون الضحايا من أبناء الدول المستفيدة أولاً، وذلك لكسب التأييد الشعبي لحرب ضد الإرهاب مستقبلاً، وهنا المثال الأكثر حضوراً في الذهن حادثة ١١ أيلول/سيبتمر، وكيف بدأت أمريكا تحركها بقيادة جورج بوش الأبن للوصول إلى أفغانستان و العراق و احتلالهما.

و لتحقيق هذا الهدف أيضاً، لابد وأن تكون ثمة ضحايا، غالبهم من أبناء الديانتين المسيحية و اليهودية، ليكون المبرر العالمي موجوداً، فالمسيحي و اليهودي في أوروبا، سيعتبر نفسه مهدداً من قبل جماعة إسلامية تقتل المسيحيين و اليهود في نيجيريا لمجرد انتمائهم الديني، خاصة و إن حملات الدعاية الإعلامية تركز على خلق هذا الانطباع في أوروبا و أمريكا، من خلال الترويج لفكرة عودة "الجهاديين" من سوريا و العراق إلى أوروبا ومدى خطورة هذه العودة، وهذا ما سيخلق موقفاً شعبياً في دول الغرب حول ضرورة محاربة هذه التنظيمات بأي طريقة، حتى و إن كان الثمن باهظاً، وبالطبع أن إدراة البيت الأبيض رسمت السيناريو الذي ستعمل عليه، لكن أين سينتهي السيناريو،هذا سؤال كبير، يمكن لنا أن نقول أن سوريا أفشلته، والعراق يعمل على ذلك، بحيث لا يكون ثمة مبرر لأمريكا للدخول إلى هذين البلدين بحجة "القضاء على الإرهاب" فجيشهما تكفل بالمهمة.

لكي يبقى لـ إسرائيل مبررها، في استمرار حربها على غزة، فهم يحاربون"اليهود" وبالتالي فالحال تفرض نفسها على جيش الكيان الإسرائيلي بأن يقتل العرب المسلمين الذين يريدون قتل من هو غير مسلم حول العالم، و بهذا نختصر بمنطق الجبر الرياضي العلاقات المتعدية بين التنظيمات و الدول المستفيدة من نشاطها، فحيث تجد منظمة إرهابية، يكون قطعاً ثمة مصلحة إسرائيلية -أمريكية، فمن داعش إلى بوكوحرام .. يخدم الإرهاب بوجوده الكيان الإسرائيلي بخلق المبرر للعالم بأن يحارب العرب بكونهم مسلمين و بالتالي هم إرهابيين.
https://taghribnews.com/vdcippaz3t1aqy2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز