تاريخ النشر2010 10 November ساعة 11:00
رقم : 30857

سينودوس الشرق الأوسط .. توصيات بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ونبذ الإسلاموفوبيا

سينودس الشرق الاوسط يدعو الى انهاء انواع العنصرية , اللاسامية واللامسيحية والاسلاموفيبيا ( الخوف من الاسلام ) وتعزيز حوار الثقافات والاديان وانهاء الاحتلال الاسرائيلي .
سينودس الشرق الاوسط
سينودس الشرق الاوسط
وكالة انباء التقريب (تنا) :
لفتت رسالة سينودس أساقفة الشرق الأوسط الانتباه واثارت المتابعة لا سيما مقرراته وتوصياته في هذه الظروف السياسية التي تمر بها المنطقة خاصة في ما يتعلق بموضوع الاحتلال الاسرائيلي او الديانات. وفي رسالته الختامية التي نشرت في ٢٤ تشرين الاول/ اكتوبر، اطلق السينودس الذي افتتح في ١٠ تشرين الأول نداء الى المجتمع الدولي طالب فيه الأمم المتحدة بانهاء الاحتلال الإسرائيلي "لمختلف الأراضي العربية" من خلال تطبيق قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.

وقال الأساقفة ومعظمهم من المنطقة "ان مواطني دول الشرق الأوسط يناشدون المجتمع الدولي، خصوصاً الأمم المتحدة، العمل بصدق من أجل حل سلمي ونهائي في المنطقة، وذلك من خلال تطبيق قرارت مجلس الأمن واتخاذ التدابير القانونية اللازمة لوضع حد لاحتلال الأراضي العربية المختلفة" من جانب "اسرائيل". وأشار السينودس الى قرار مجلس الأمن الرقم ٢٤٢ من دون ان يسميه، والذي دان في تشرين الثاني (نوفمبر) عام ١٩٦٧ "الاستحواذ على الأراضي بالحرب" وطالب بـ "انسحاب القوات الإسرائيلية من الأراضي التي احتلتها" عقب حرب حزيران يونيو في تلك السنة. كما اكدت رسالة السينودس انه "من غير المسموح الاستناد الى ما ورد في الكتاب المقدس واستخدامه اداة لتبرير الظلم"، معتبرة انه بالنسبة الى المسيحيين لا يمكن التحدث عن أرض المعاد، العبارة التي وردت في العهد القديم، لأن هذا الوعد لم يعد قائما بعد قدوم المسيح".

وندد الاساقفة "بالعنف والارهاب من اي جهة اتى، وبكل تطرف ديني مستنكرين كل اشكال العنصرية، اللا سامية واللا مسيحية والاسلاموفوبيا (الخوف من الاسلام) داعين الاديان الى الاضطلاع بمسؤولياتها لتعزيز حوار الثقافات والحضارات في منطقتنا وفي العالم اجمع".


وفي قراءته لما صدر عن السينودس رأى عضو المجلس السياسي في حزب الله، ومسؤول ملف العلاقة مع القوى المسيحية غالب ابو زينب في حديث لـ"الانتقاد" ان "مجرد انعقاد السينودوس للبحث في أوضاع المسيحيين في المشرق ودورهم، مسألة ايجابية في تحسس هذا الوضع، وبالتالي إعادة ترتيب الأوضاع لهؤلاء بما يتناسب والبعد الذي يحملونه في المنطقة التي يعيشون فيها"، لافتاً إلى ان "الارشاد الرسولي سابقا شكل أرضية أساسية يجب استكمالها لناحية موضوع العيش المشترك وتعامل المسيحيين مع شركائهم في الأرض وهذه مسألة أساسية".

أما عن نظرته الى المقاربات التي تناولها السينودوس فقال ابو زينب أنه "رغم كون هذه النصوص غير ختامية ونهائية، بانتظار صدور الأمور بشكلها النهائي عن الفاتيكان، اعتقد ان الموقف الذي اتخذه السينودس شكل موقفاً طبيعياً في إطار الحق والباطل والرؤية العملية، فهو عندما يرى عمل الاجرام في المنطقة وفي مناطق مقدسة للمسلمين والمسيحيين وكذلك مهد الرسالة المسيحية، فبالتالي اقل موقف يمكن أن يتخذ هو ما تم اتخاذه".

وأعرب أبو زينب عن أمله بـ"ان يكون ذلك منطلقا لتطوير عام يأخذ منحى له علاقة بمواقف صلبة من الاحتلال كله ومن كل ما تقوم به "اسرائيل" ليس فقط من قبل المسيحيين العرب، وإنما من الفاتيكان، أي أن يكون ذلك مؤشر لتطور رؤية الفاتيكان حول الوضع الفلسطيني والقضية الفلسطينية وقدسية فلسطين وعدم الوقوف على الحياد، لأنه لا يوجد حياد بين الحق والباطل كما لا يوجد حياد بين من يقهر الانسان العربي وبين من هو مقهور". كما اعرب عن أمله بأن يكون هناك "تطور باتجاه ان تكون الرؤية واضحة نحو سحب الذرائع التي يمكن ان يستغلها الاسرائيلي في المجتمع الدولي".

وحول تناول السينودس الأديان ونبذ الاسلاموفوبيا فاكد أبو زينب اننا "يجب ان نفهم اكثر بعضنا البعض وهذا يرجعنا الى لبنان الذي يشكل بعدا اساسيا في موضوع التعايش، حيث أنه رغم ما حصل في لبنان هناك ميزة ايجابية في الوضع اللبناني، والسعي ان يكون هناك عيش مشترك على قاعدة الاحترام والفهم المشترك وهو ما نحاول أن نمارسه ونسعى إليه، اي ان يكون هناك مشاركة من قبل المكونات كلها في الوضع الداخلي".

وقال ان "هذه الطريقة بالتعاطي يجب ان تكون حافزا لفهم الاسلام بعمقه الفعلي وعدم السماح باستخدامه للتخويف من قبل الأنظمة الغربية وعدم استخدام المسيحيين في المنطقة كوقود لمصالح الادارة الغربية ومشاريعها للسيطرة على المنطقة،لان المسيحيين جزء من هذا الوطن ومكون اساسي من مكونات الوجود العربي، ونأمل التعاون من كل المكونات وعدم استغلال أي طرف، وهذا يحتم على المسلمين والمسيحيين ان يعملوا على تحسين الواقع لاعادة توضيح الصورة وعدم الاستغراق الداخلي والخارجي في موضوع الاسلاموفوبيا".

من جهته، عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب ناجي غاريوس، اعتبر في حديث لـ"الانتقاد" ان توصيات السينودوس تشير الى توجه الفاتيكان وقال: ان توصيات لاهوتية تتضمن الحب والعطف على العالم ليفهموا الآخرين وان هناك أمورا يجب الا تستمر وأن السياسيين يجب ان يعرفوا ان هناك حدا للامور". مضيفاً "اما من ينفذ التوصيات فالتواصل العربي والاتحاد العربي يستطيع ان يحقق شيئا مع الاشارة الى ان هناك فرقا بين الشعوب والحكام".

أما عن الدوافع لاصدار هذه التوصيات، فأكد غاريوس انهم "لو لم يكونوا يشعرون بان هناك خطأ يحصل، لما اصدروا هذه التوصيات" موضحا ان "الخلافات بين الدول العربية و"اسرائيل" خفّت كثيرا ولا يزال بعض الدول مختلف مع "اسرائيل" ومنها لبنان وسوريا وفلسطين والباقون لم يعد لديهم مشكلة كبيرة "أسرائيل"، هي مشكلة فلسطين وأصبحت "اسرائيل" من الثوابت لدى بعض الدول، وصارت بعض الدول العربية الاخرى بالنسبة لهم هي العدو، لذلك جاء السينودوس ليقول الى اين انتم ذاهبون"؟؟

واشارغاريوس الى ان جزءً من لبنان ما زال محتلا لذلك، وبحسب السينودوس يجب احقاق الحق، فهو لا يتكلم بالسياسة بل بالانسانية وبالقضايا التي تجمع، ولا ديانة تقول بعدم احقاق الحق، لكن ممارسات بعض رؤساء الدول تختلف، كما ان كثيرا من قرارات الامم المتحدة تحت الفصل السادس صدرت ضد "اسرائيل" ولا تزال محتلة، وكذلك جاءت المقررات لتُفهم الاميركيين انكم تتعاطون مع الشعوب بطريقة فوقية وغير مقبولة".

وتوقف غاريوس عند المقررات بشأن الديانات ونبذ التطرف والاسلاموفوبيا، وقال انه "لا بد من هذه الدعوة في مثل هذه الظروف، وان يكون هناك عدم خوف من الديانات الأخرى"، واعطة مثالاً حول ما حصل في العراق من هجوم على احدى الكنيسة ثم التفجيرات المتتالية التي أوقعت عشرات القتلى" وقال "من يقوم بها الا الذي يصطاد بالماء العكر". مؤكداً أنه لو سألنا كل الاطراف في لبنان مَن وراءها، لقالوا "اسرائيل" واميركا مع امكانية ان يكون نفذها اشخاص من المنطقة ضعفاء العقل ويتلقون اموالا".

وفي اشارته إلى الهدف من هذه الاعتداءات لفت غاريوس الى ان "الاعتداءات تنتج الكره بين الشعوب، والكره يؤدي لعدم الثقة، وعدم الثقة يوصل الى توتر كبير والتوتر الكبير يؤدي الى حروب داخلية".
أحمد شعيتو : الانتقاد



https://taghribnews.com/vdcefv8x.jh87nibdbj.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز