تاريخ النشر2010 13 September ساعة 15:08
رقم : 25732

المحميد يدعو الى إنشاء هيئة إسلامية للدراسات الإستراتيجية" , لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا

العمل بالمشتركات أهم خطوة عملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا
زهير عبدالهادي المحميد" رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية‌ في الكويت
زهير عبدالهادي المحميد" رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية‌ في الكويت

خاص بوکالة أنباء التقريب (تنا ) -

طالب زهير عبدالهادي المحميد رئيس مركز الدراسات الإستراتيجية‌ في الكويت خلال حوار خاص مع وكالة أنباء التقریب (تنا) بـ" إنشاء هيئة إسلامية مستقلة للإستشارات و الدراسات الإستراتيجية لتكون بمثابة وحدة ‌تفكير إستراتيجي إسلامية تشكل من الكفاءات الإسلامية لترشيد القرار على مختلف الأصعدة" و ذلك من أجل تعزيز الوحدة بين المذاهب الإسلامية معتبرا العمل بالمشتركات أهم خطوة عملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا وقال: أهم هذه الخطوات العملية لجعل موضوع التقريب واقعا ملموسا هي العمل بالمشتركات والإنطلاق من، مع تهذيب الإختلاف، وذلك من خلال إحترام آراء الغير ضمن المصير و التعايش المشترك، و عدم تبني النهج الإلغائي للآخر. 

وقدم المحميد عدة توصيات بهذا الخصوص ..
أولا – العودة لمنابع و دوافع الحضارة الإسلامية على مختلف الأصعدة العامة المعنية بإدارة شؤون الأمة وإستعادة مقدمات و أسس المسار الريادي الدافعة للإبتكار و الإبداع، و ترسيخ العدالة الإجتماعية المتمثلة في المجموعة القيمة التي تحاكي مضامين حقوق الإنسان و بعناوينها العامة المعنية بالحريات و المساواة وتكافؤ الفرص و من أهمها و ثيقة المدينة
المنورة. 

ثانيا – الأخذ بالمقومات الأساسية الدافعة و التي تؤسس للنظرة الإستراتيجية الشمولية نحو موقعية الريادة المتمثلة بالآتي:
أ – النظرية النسبية للحقيقة في الأمور الواقعة.
ب – المنطق المتعدد.
ج – الإنسياب الحر للأفكار و تنميتها لضمان الإبداع و التجديد.
د – العمل بالمشتركات و الإنطلاق منها ، مع تهذيب الإختلافات.
ه – تحدي الواقع المعاش.
و - الإبتكار و الإبداع. 

ثالثا – إعتماد إستراتيجية المبادرة بتحدي الفرضيات التقليدية القائمة و عدم الرضوخ لها و خلق و تحديد اللعبة الإستراتيجية الجديدة ووضع أسسها و قوانينها المستحدثة ، و ذلك بعد تحديد الموقعية الإستراتيجية الجديدة المراد بلوغها على المدى البعيد دون الإذعان لقوانين اللعبة المفروضة من قبل القوى المسيطرة. 

رابعا – إنشاء هيئة إسلامية مستقلة للإستشارات و الدراسات الإستراتيجية عبارة عن وحدة ‌تفكير إستراتيجي إسلامية تشكل من الكفاءات الإسلامية لترشيد القرار على مختلف الأصعدة ، لتكامل طاقات الأمة البشرية و المادية و كذلك الرسمية و المدنية في أطر الأهداف الإستراتيجية للمبادرة. 

خامسا – التكامل بين النظم الرسمية و هيئات المجتمع المدني من خلال الإنطلاق لكل طرف من موقعة الخاص و وفق ظروفه الموضوعية بحيث لا يتعارضون أو يتنازعون ، و تهيئة قوة الدفع و مشروعية الموقف لصناع القرار من قبل المجتمع المدني الصانع للرأي العام و الموجه له.

سادسا – تأسيس مركز إسلامي أهلي على مستوى العالم الإسلامي كمظلة للمجتمع المدني بهدف الإنطلاق من المشتركات من اجل التكامل بين هيئات المجتمع
المدني الإسلامية‌ خصوصا على الصعيدين الإجتماعي و الثقافي ، و ذلك للتوافق على منهجية سياسية بناء علي نظم الأولويات بالنسبة للقضايا المصيرية المشتركة ، و تحديد الأعداء و الأصدقاء للإنطلاق نحو عمل منهجي منظم يوزع الطاقات حسب القدرات و الإمكانات لتحقيق الأهداف المتوافق عليها ضمن إستراتيجية شاملة وموحدة.

و ردا على سؤال حول العوامل المؤدية الی التفرقة و التباغض و التباعد بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة، و كيفية معالجتها قال رئيس حركة التوافق الوطني الإسلامية: من أهم العوامل المؤدية إلي التفرقة‌ و التباغض و التباعد بين أتباع المذاهب الإسلامية المختلفة هي العقلية التي تؤمن بالحقيقة‌ المطلقة لادراكاتها الموضوعية، فهي عادة ما تكون عقلية‌ طاغوتية‌ تسلطية و تزداد خطورة عندما يتم إضفاء الشرعية الدينية و العقائدية عليها، بحيث يصبح من يخالفها ليس فقط عدوا لها بل عدوا لله و الدين و يجب إنقاذ البشرية منه و تنقية‌ الدين من شوائبه،‌فهذه العقلية هي التي استدرجت أوروبا إلي عصورها الوسطى السوداء و هي التي تحكم الصراعات المفتعلة في عالمنا الإسلامي و مجتمعاتنا المحلية مما يؤسس لفرقتنا كمسلمين ويسيد ثقافة التنافر و التعادي لدرجة إلغاء بعضنا البعض أولا من الناحية الفكرية و من ثم بالتبعية من الناحية الوجودية مما يحتم التنافر و التقاتل و العياذ بالله، و هذه مع الأسف بذور الفتنة و مبدأ الحروب التي يخرج جميع الأطراف منها بالخسارة الفادحة المادية و المعنوية،‌ كما تساهم في تخلف الأمم و الحضارات و تسيد الغير عليها،
و حسب التعبير القرآني لذلك (وتذهب ريحكم) في حال التنازع بين المذاهب الإسلامية، أهل لا إله إلا الله، محمد رسول الله، و هذه هي الورقة التي يلعب بها أعداء الأمة و جهالها لإستدامة تفتيتنا وشرذمتنا حتى لا تقوم لنا قائمة بين الأمم و الحضارات و لإستدامة تهميشنا و إستضعافنا. 

و تابع قائلا: عليه نعتقد أن الواجب يحتم علينا عدم الإكتفاء بالمنتديات العلمية الخاصة و الإجتماعات الدورية، بل المبادرة بترجمة المفاهيم و الأسس و الأدوات و تحويلها لمشاريع عمل مشتركة ملموسة من قبل الشارع العام لنقل المجتمعات من الخصوصية الفئوية إلي الرحابة الإنسانية،‌ و التكامل من حيث القدرات المعنوية و المادية، و لتفعيل ذلك يتحتم علينا الإنطلاق من العلاقات الإجتماعية و الثقافية لإحياء مبدأ التعارف بهدف إزالة عناصر الشك في العلاقة و تعزيز الثقة بين مختلف الأطياف الإجتماعية بتفعيل دور هيئات المجتمع المدني و تداخلها دوليا بناء علي تخصصاتها و من ثم البناء عليها نحو تعزيز العلاقات السياسية و الإقتصادية وغيرها من شؤون نظم أمور الأمة نحو عزتها و سيادتها. 

و أضاف: فمن شأن المبادرة بالمشاريع المشتركة تحت العنوان الإسلامي العام أن تنقل الحوار العقلائي الفكري من صناع الرأي الإسلامي إلي المسلمين بمختلف مذاهبهم و أعرافهم ليصبح واقعا معاض في قضاياهم و شؤونهم اليومية المعاشة بحيث يتم تعزيز و تحصين الحاضن المجتمعي لهذه الثقافة، و التي لا يمكن لأي متربص النيل منها و اللعب علي الإختلافات المذهبية لتحويلها إلي خلافات تفتت الأمة.

اجري الحوار : رسول الهايي


https://taghribnews.com/vdcau0nu.49nme1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز