التحركات الشعبية في البحرين قامت على اساس الشراكة في الملكية الدستورية
(تنا) ــ بیروت
الهدف جر ايران الى "المستنقع البحريني" لجعلها تسقط في وحوله ولا تعرف سيبلا للخروج
شارک :
اعتبر عضو الهيئة الإدارية في " تجمع العلماء المسلمين" الشيخ حسين غبريس في حديث خاص لوكالة أنباء التقریب ان التحركات الشعبية التي انطلقت في البحرين كانت على اساس الشراكة الحقيقية ضمن ملكية دستورية. والمطالبون هناك ليسوا من لون مذهبي معين بل من الشيعة والسنة معاً. مؤكداً على ان المراد من كل القمع الحاصل هناك جر ايران لتدخل"الى المستنقع البحريني لا حبا بالشيعة لتنقذهم بل لجعلها تسقط في الوحل ولا تعود قادرة على الخروج منه. مستنكرا الصمت المطبق هناك والذي يأتي ضمن منظومة التضليل والكذب على الشعوب . وهذا نص المقابلة:
إذا أردنا توصيف انتفاضة البحرين ماذا نقول؟
المشكلة في الآونة الأخيرة عند عامة الناس باتت تشكل بلبلة في الرؤية الحقيقية باعتبار ان هناك موضة سائدة أنه كلما تحرك عدد من الأشخاص يطلق عليها تسمية ثورة وهذا مفهوم خاطىء ليس كل ما يجري في العالم ثورة واذا اردنا توصيف ما يجري نقول انه نوع من التحرك الشعبي الهادف للتغيير وليس للثورة . لأن للثورة مفاهيم مختلفة . ما حصل في مصر وتونس واليمن وليبيا يختلف بين بلد وآخر فمثلاً ليبيا ليس فيها ثورة ولا ارادة تغيير بل هناك حرب حقيقية اهلية . ما يجري في البحرين هو قيام شعب يطالب بتحقيق مطالب محقة له . في تلك الدول الشعار كان واضحا اسقاط النظام ورموزه .في البحرين الشعب لم يرفع يوما مطلب اسقاط الحاكم او النظام بل على العكس ان التحركات الشعبية التي انطلقت هناك على اساس الشراكة الحقيقية ضمن ملكية دستورية يعني ان يبقى الملك ويعدل الدستور ويصبح للشركاء الاخرين مشاركة حقيقية لا ان يكون الملك بشخصه تتمحور حوله كل قضايا البلد الأمنية والسياسية والاقتصادية والقضائية . بالتالي أهلنا في البحرين كانت صرختهم واضحة هناك اغلبية واذا اردنا تحديد اكثر هم ليسوا فقط من الشيعة بل من السنة والشيعة معاً .لكن المشكلة تكمن في الاعلام العالمي ومن بيدهم الهيمنة ورفع الصوت والتأثير والمال حولوا الموضوع وحرّفوه عن مساره حتى حاصروا تلك الحركة الإحتجاجية المطلبية وحولوهم الى مجموعة قطاع طرق او من اللصوص او الخارجين عن القانون . وعندما وقفنا للتضامن مع شعب البحرين لا من موقع مذهبي او طائفي او عرقي بل إيمانا من ان الحركة السلمية المطلبية التي يخوضها شعب البحرين لا يمكن ان تصل الى اراقة الدماء او العنف او تدخل دول اخرى بشؤون البحرين الداخلية . واقول ان من رسم تلك الخطوط كان يضع في باله اراقة الدماء والمحاولة قائمة الى اليوم الى جر ايران الاسلام لتدخل الى المستنقع البحريني لا حبا بالشيعة لتنقذهم ايران بل لجعلها تسقط في الوحل والى مستنقع ليست قادرة على الخروج منه . وايران واعية للموضوع وقفت وما زالت عند عدم الغوص في مهاترات الاخرين . من جهة اخرى عندما يقف الكثير من اهل السنة من قيادات واحزاب وقوى ليدافعوا عن البحرين والكل ليس في ذات الخندق . الذي يقف الى جانب البحرين ويتجرد من خصوصيات معينة ويرى الامور بالمنطق والعقل وعلى ضوء ذلك يأخذ موقفا مؤيدا للشعب البحريني . اليوم صراحة اخطأ حكام البحرين بشكل فادح وبدل ان يحفظوا بلدهم ادخلوه في متاهات لم تعد واضحة المعالم . وانهم مع درع الجزيرة اعملوا العنف بدرجات عالية متقدمة جداً.
برأيكم كيف نوصف ما يحصل في البحرين من هتك للحرمات وتهديم للمساجد وهم الإسلاميون وكنا قبل ننتقد القس جونز عندما قام بحرق القرآن لماذا كل هذا الحقد والکرهیة؟
ليس هناك من عاقل لإي دين انتمى او أي جهة سياسية أو مهما كانت توجهاته الفكرية يقبل بالمنطق الذي تروج فيه حكومة البحرين ليس هناك أي حجة أو منطق . ومنعهم لوصول الصورة واتباع سياسة كم الافواه لن تنجح لأننا بتنا نعيش في عالم يسهل امكانية التواصل فيه ان ما جرى من اعتداء فاضح على المساجد واحراق للقرآن وتلف للكتب والمنشورات الدينية والاعتداء على الكرامات عبر سوق النسوة من اماكن عملهن والدخول الى البيوت دون رخصة او إذن وزج الناس بطريقة عشوائية في السجون . كل ما حصل ويحصل فاق بوحشيته كل ما كتب في التاريخ عن وحشيات حصلت في العالم . ونسأل هل حرق القرآن لديه مبرر فقهي سياسي تحت اي عنوان يقبل؟ ليس له اي تبرير سوى ما وراء الاكمة ما وراءها ويحاولون التبرير لشعوبهم والانكى ان هناك من ينبري عبر وسائل الاعلام المضللة من درع الجزيرة مثلا وينفي احراق القرآن وهدم المساجد . لقد فاق عدد المساجد المهدمة الخمسين مسجداً والمصاحف المحرقة لا تحصى . اي مسجد من مساجد الارض حرمته كحرمة المسجد الأقصى . الجريمة التي اقدم عليها هؤلاء ستحرقهم بنار جهنم حتما من جرائها وسيلعنهم الحاضر قبل التاريخ لانهم اقدموا على جريمة لا يقرها دين او شرف او منطق .
رغم كل ما يحصل نشهد صمتاً عربياً و علمائياً لماذا؟
الامر ليس مستغرباً ،منذ الاسلام انشق الناس صنفان صنف مع الحق وصنف مع الباطل وسيبقى الصراع قائماً وممتدا الى يوم القيامة. فالموضوع موضوع سياسة وليس دين . وفي السياسة يسقط جهابذة من القوم حتى لو مر عليهم عقودا من السنين . كثير هم الذين سقطوا وتهاووا لان الدين عندهم كان مجرد صورة او شكل . اما الصمت المطبق من قبل الناس والجمعيات لا يبعد كثيرا عن هذا السياق هناك تضليل وافتراء وكذب وبهتان والمطلوب من الاناس العاديين التفتيش عن الحق . الظلم واقع على كثير من الدول وليس فقط على البحرين وعلينا ان لا ننخدع للاقاويل والاشاعات التي يروجها البعض ممن امتهنوا الكذب وباعوا انفسهم للشيطان وللحاكم لقاء حفنة من المال لا تغني ولا تسمن من جوع .
واخيراً اختم كلامي للعلماء الذين انظر اليهم نظرة تقدير واحترام لكن علينا ان نميز من يحمل العلم لغايات ومن يكون همه الاسلام والدين والخوف من الله تعالى . لم نفاجأ في اسماء حتى لو كانت لامعة ببعض الاحيان ان سقطت في وحول المؤامرة نتيجة تشخيص خاطىء او عدم وعي واللا تدين تعتري هؤلاء . كما نجل اصحاب العلم والمواقف الايمانية العالية . ونحن عندما نكون امام اي مشكلة ان نميز بين خطين الخط التي تتبعه اميركا ونحن نكون ضدها وعندما يكون الشرفاء في مكان نحن نكون معهم .