>> عملية طوفان الاقصى جسدت التكاتف بين السنة والشيعة | وكالة أنباء التقريب (TNA)
تاريخ النشر2024 18 January ساعة 23:07
رقم : 622021
الشيخ خالد الملا في حوار مع "تنـا" :

عملية طوفان الاقصى جسدت التكاتف بين السنة والشيعة

تنـا - خاص
اكد رئيس جماعة علماء العراق "الشيخ خالد الملا" : ان عملية "طوفان القصى" التي انطلقت في 7 اكتوبر 2023 من غزة الاباء وغزت عقر دار الكيان الصهيوني الغاصب، "احدثت شيئا مهما؛ اولا انها اظهرت وجود المقاومة الإسلامية حيةً ترزق، والثاني جسدت التكاتف بين السنة والشيعة".
عملية طوفان الاقصى جسدت التكاتف بين السنة والشيعة
واوضح "الشيخ الملا"، في حوار مع وكالة انباء التقريب (تنـا) على هامش المؤتمر الدولي بعنوان "طوفان الاقصى ويقظة الوجدان الانساني" الذي عقده المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية يوم الاحد 14 يناير 2024م، قائلا : ان في هذه المعركة هناك دوائر إعلامية ومخابراتية لعبت دورا "قذرا"، وارادت من خلاله ان تروج كذبا بان "غزة شيعية وإيرانية وعليه فلتذهب الى الدمار وتحترق"؛ مردفا، ان هذا المفهوم فشل امام الشعوب العربية والإسلامية، وبعبارة اخرى اراد العدو ان يسحب التعاطف السني في العالم باعتبار "هذه غزة تتلقى الدعم من ايران ومن الفصائل ومن حزب الله، فلتذهب الى الجحيم"، الّا ان تلك المحاولات لم تلق صدى عند المسلمين السنة في العالم".

واستطرد : هذا دليل على انه مهما زرعت الاعداء الفتن بين المسلمين، تبقى نظرية الوحدة الإسلامية هي الاكبر
في القضايا المركزية.

وتابع : عملية طوفان الأقصى، تعد من العمليات الجهادية والاستثنائية التي أحدثت عدة منعطفات، ولعل من أهمها هو ظهور ووضوح الصورة الضبابية عند بعض الناس في مسمى المقاومة الإسلامية المتمثلة بـ "حماس" وبقية الفصائل سواء في داخل غزة او خارج غزة.

لقد اثبتت المقاومة الفلسطينية من خلال هذه العملية النوعية، وجودها وشجاعتها وقدرتها على اتخاذ القرارات المناسبة، مثل ما صدر عن حزب الله لبنان او  مثل النجباء او سائر مواقف للمقاومة.

واضاف : الشئ الاخر المهم جدا هو اننا لطالما نقرا ونتابع بان الجيش "الإسرائيلي" فيه من الكفاءة من حيث العدة والتجهيز، حتى قالوا في النظريات العسكرية بانه "الجيش الوحيد في العالم الذي لا يقهر وانه قوي بأمكانياته وتجهيزاته"؛ متابعا، "لكن الواقع قال غير ذلك، فالجيش الإسرائيلي بامنه واستخباراته الأمنية اختُرق في ليلة واحدة من قبل ابطال المقاومة الإسلامية المتمثلة في حماس".

واشار الملا، الى ان أمريكا واوروبا دائما تلعبان الدور القيم للاخلاق وتروجان بانهما رعاة للحريات وحماة حقوق الانسان، واحتلت امریکا بعض البلدان مثل العراق وأفغانستان بحجة ان فيها حكومة إرهابية او انها ظالمة ...الخ؛ مبينا انه بغض النظر عن ان تلك الانظمة ظالمة من غيره، لكن هذا السلوك شكل غزوا لتلك الدول المستقلة.

وراى رئيس جماعة علماء العراق، انه على غرار تلك السياسة الغربية، ياتي الحصار المفروض على الجمهورية الإسلامية في ايران، والذي طال امده
اكثر من 43 عاما، بحجة ان ایران تدعم فصائل المقاومة هنا او هناك، وتتبنى القضية الفلسطينية وتتبنى قضية الشعوب المظلومة.

وتابع : لكن ما حدث في "طوفان الأقصى" كشف كذبهم امام شعوبهم؛ ذلك ان الشعوب الاوربية والأمريكية اظهرت من خلال المظاهرات التي نظمتها في واشنطن ونيويورك وبريطانيا وبقية اوروبا، انها ليست ضد الفلسطينيين وانما مناصرة لهذا الشعب ولاهل غزة، ومنددة بما يفعله الجيش "الإسرائيلي" والامريكي باهل غزة منذ 100 يوم.

وقال العالم الاسلامي العراقي : "إسرائيل" اللقيطة، تدعي بان البقعة التي تسيطر عليها هي امنة مقارنة بسائر مناطق العالم، لكي تستقطب اليهود من الدول المختلفة وتبني المستوطنات، لكن الان الكيان الصهيوني لم يعد امنا وقد فشلت هذه النظرية وباتت عديمة القيمة، حيث ان الاراضي المحتلة الان هي اخطر منطقة في العالم.

ومضى الى القول : هناك أيضا نقطة اخرى، وهي ان المعركة كشفت الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني؛ مبينا انه قبل ذلك كان الجميع يتحدث بان "الكيان الصهيوني مجرم سفاح وحشي قاسي دكتاتوري"، لكن بعض الناس ولاسيما النخب والزعماء كانوا يتعاطفون مع هذا الكيان، كما حدث ذلك في بداية عملية طوفان الاقصى حيث تضامن البعض مع الاحتلال وتساءلوا "لماذا حماس تفعل هكذا"، ولكنهم تناسوا جرائم عمرها اكثر من 75 عاما ارتكبها الكيان الصهيوني بقتله ابناء الشعب الفلسطيني؛ مؤكدا بان اسرائيل خسرت في معركة طوفان الاقصى حتى هذا التعاطف ايضا، باعتبار ان العملية كشفت للناس عن الوجه الحقيقي
لهذا الكيان الغاصب.

وقال : العدو الصهيوني استهداف المساجد والمدارس والمشافي وبيوت المواطنيين والناس الابرياء؛ مشيرا الى ان قتلى هذه المعركة جلهم من المدنيين، وبما يدل على بشاعة وقساوة جيش الكيان المحتل.

وردا على التساؤلات حول اسباب عدم تدخل ايران مباشرة في الحرب على غزة نصرة للمقاومة وحماس ؟ قال : اولا ان الجمهورية الإسلامية الايرانية تدعم حماس وتدعم جميع الفصائل الإسلامية التي تقاوم المحتلين وفي مقدمتهم المقاومة ضد الكيان الصهيوني.

واضاف، ان ايران الاسلامية هي اكثر البلدان اهتماما بالقضية الفلسطينية وغزة، وخلال المائة يوم الاخيرة نظمت الجمهورية الاسلامية اكثر من مؤتمر دولي على مستوى السياسيين والمفكرين، واخره كان "مؤتمر طوفان الاقصى ويقظة الوجدان الانساني" (14 يناير 2024) بمشاركة علماء الدين من انحاء العالم الإسلامي.

واكد رئيس جماعة علماء العراق، بان هذه المؤتمرات مهمه جدا لاعلاء صوت المظلومين؛ متسائلا : من يوصل اصوات الأطفال وأصوات الأمهات ومن يظهر مظومية الذين قتلوا وذبحوا وحرقوا؟! يجب ان توصلها الدول، والجمهورية الإسلامية قامت بدورها في هذا السياق، فكم دولة أخرى اطلقت هذه الصيحة حتى تصل الى مسامع العالم؛ مؤكدا ان المؤتمرات التي تقيمها الجمهورية الإسلامية ليست في الظلمة لا يراها احد، بل على الهواء والناس تتطلع والاعلام ينقل، بما في ذلك الإعلان المعادي، فهو ينقل الكلمات التي تقال في هذه المؤتمرات.

وتابع : انا أقول بان، دور الجمهورية الإسلامية الايرانية في هذه المعركة، دور واضح وداعم بالكامل الى اهل غزة والى القضية الفلسطينية.

واكمل الملا : الرد على السؤال
بان "لماذا لا تدخل الجمهورية الإسلامية في حرب مباشرة مع الاحتلال"، هو :

اولا، ليست هنالك حدود جغرافية مباشرة بين ايران والكيان الصهيوني، وايران تتعامل دائما وحتى فيما يخص قضايا الامة الدقيقة، على انها دولة، ليس كما تفعل أمريكا والكيان الصهيوني، فهؤلاء يتعاملون كالعصابات، يعني يرسلون المقاتلات وياتون بالبارجات دون الاستئذان من الدول الاقليمية، لكن ايران تحسب لكل هذه الحسابات، واذا لم يكن هناك تنسيق حقيقي وتعاون مع هذه الدول فكيف تستطيع ان تدخل؟!

ثانيا، باعتقادي، ان الجمهورية الاسلامية لا تريد ان توسع الحرب في هذا الوقت، لان ذلك سيكون محط استغلال، على سبيل المثال الحرب الراهنة محصورة في غزة ومع ذلك يتهمون ايران بانها تدعم حماس، فماذا ستكون ردود الافعال الغربية لو اتسع نطاق الحرب في العالم كله؟!، بالتاكيد سيتم ربط الامر بالجمهورية الاسلامية .. ايران دولة مؤسسات واتخاذ القرار سيتم عبر المؤسسات المعنية بما في ذلك العسكرية والامنية ومؤسسات تتبع الوزارة الخارجية، خلافا لما يجري في أمريكا و"اسرائيل" اللتين تفتقران الى هذه الميّزة، فلو كانت هذه الدول قائمة على المؤسسات لأوقفت هذه المهازل والجرائم بحق الشعب الفلسطيني .

انتهى
https://taghribnews.com/vdcciiqes2bqix8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز