مدينة الرملة وهي احدى المدن التي اقيمت في العصر الاسلامي الاموي ،والفضل في اقامتها يعود الى "سليمان بن عبد الملك "الذي انشاها عام ٧١٥ه وجعلها مقر خلافته . وهي قريبة من مدينة اللد وتمر بها الطرق والسكك الحديدية .
شارک :
كان اهل الرملة اول تأسيسها أخلاطاً من العرب والعجم السامرين تم أخذت القبائل العربية تنزلها .
ويطلق بعض الباحثين على الرملة «عاصمة فلسطين المنسية»، لأنها كانت عاصمة لما عرف بجند فلسطين لمدة تراوحت نحو ٤٠٠ عاما.
مميزات المدينة للرملة ميزة تجارية وحربية خاصة، اذ كانت ممراً يربط الساحل الفلسطيني بداخلها، وتصل شمال السهل الساحلي الفلسطيني بجنوبه. وتمتاز أيضاً عن غيرها من المدن الفلسطينية كونها مدينة إسلامية النشأة، حيث بنيت بشكل منتظم يقسمها شارعان رئيسيان يتقاطعان في مركز المدينة حيث أقيمت دار الإمارة وبجانبها بني المسجد الأبيض الذي ما زالت آثاره شامخة. وعلى طول الشارعين امتدت الأسواق كل مختص في بضاعته فمنها، سوق العطور واللحوم والخضار والبقوليات والحبوب، ولعل البارز بينها دار الصباحين، أي سوق الدهانين، الذي اكتشفت آثاره في السنين القليلة الماضية وتعود أهميته الى احتوائه على أدوات ومنشآت خاصة لمعالجة الدهان، تميزه عن غيره من الأسواق.
التسمية والشائع أنها أخذت اسمها من كثرة رمالها، ولكن هناك سببا أكثر شاعرية للتسمية، وهو أن اسمها مأخوذ من اسم امرأة بدوية تدعى رملة، أظهرت كرما لسليمان، فبنى مدينته وأطلق اسمها عليها. واستطاع سليمان، ومن أتوا بعهده، تحويل الرملة إلى اكبر مدينة فلسطينية، تضاهي بغداد والقاهرة ودمشق وغيرها.
المواقع الأثرية تحتوي الرملة على العديد من المواقع الأثرية الهام ، منها : بقايا قصر سليمان بن عبد الملك و الجامع الكبير ، وبركة العنزية والجامع الأبيض ومئذنتها.
المسجد الأبيض أبرز المعالم العمرانية الأموية في الرملة هو مسجد الرملة أو المسجد الأبيض،وهو مسجد اثري يعود بناؤه الى العهد الأموي في فلسطين، ويقع في البلدة القديمة لمدينة الرملة الفلسطينية. أمر ببنائه الخليفة عمر بن عبد العزيز عام ٧٢٠هـ، بعد فتح فلسطين وبلاد الشام كلها. وعدّ بعضهم الجامع الأبيض من أندر روائع المسلمين في بلاد الشام، وأنه الثالث من بين ال عمائر الدينية في الشام بعد الأموي في دمشق والأقصى في القدس.
وصف المسجد ومنذ إتمامه اعتبر مسجد الرملة من أبهى المساجد في الإسلام، ومنبره من أحسن منابرها، أما محرابه فكان أكبر محاريبها، وقد فرشت ارض الجزء المسقوف منه بالرخام، أما الصحن فقد فرش بالحجارة المنحوتة، كما اقيمت في طرفه مئذنة بديعة، عرف بالجامع الأبيض، لانه بني بحجارة بيضاء، وقد دمره الفرنجة وأعاد بناؤه (صلاح الدين الأيوبي)، واسند هذا الأمر إلى أمهر مهندسية المعماريين (إلياس بن عبد الله) وذلك عام ٥٨٦هـ، ثم جدده (الظاهر بيببرس) بعد عام ٦٦٦هـ، وقيل إنه عمر القبة والمحراب والباب المقابل له، واعاد تجديده (محمد بن قلاوون) ، هو والمئذنة المشهورة والتي بقيت صامدة بأغلبها الى اليوم . وقد بناها (المعلم ابن السيوفي) عام ٧١٨هـ/ ١٣١٨م، وهو رئيس المهندسين في عهد (السلطان محمد بن قلاوون= الجامع الكبير او الجامع العمري . طول الجامع ١٤ قدماً وعرضه ٧٢ قدماً .
بئر العنيزية : بنى العباسيون صهريجاً في الرملة عام ١٧٢هـ/٧٨٩م، ويمتاز بعمارة تقوم على أكتاف حجرية، وتغطية أقبية طولية تقطعها بوائك عريضة، ويعرف محلياً باسم (بئر العنيزية)، ويقع على بعد نحو نصف ميل جنوب غربي مدينة الرملة على الطريق الموصل ما بين يافا والقدس، ويتكون من بئر محفور تحت الأرض وبه حوائط ساندة قوية. والبئر مبنية من الحجارة المنتظمة المداميك واللحامات وتغشيها من الداخل طبقة سميكة من الأسمنت، ويعتقد انها تأسست بأمر من السيدة (خيزران)- زوجة الخليفة العباسي المهدي- في زمن ولدها الخليفة (هارون الرشيد)، ويعتبر هذا الصهريج الأثر العباسي الوحيد في فلسطين، كما أنه يعتبر أقدم مثال استعمل فيه العقد المدلل في مشروع لحفظ المياه.
وتجدر الاشارة الى انّ المسلمين كانت لهم مناسبة دينية منذ مئات السنين في هذا المسجد كانوا يطلقون عليها "موسم النبي صالح" واللذين يعتقدون بوجود مقامه في الجزء الشمالي من المسجد .
المئذنة البهية أما مئذنته فأول من جاء على ذكرها هو (المقدسي عند ذكره للجامع الأبيض قال: (وله منارة بهية) إلا أن هذه المئذنة تهدمت من جراء الزلزال الذي حدث عام ٤٢٥هـ/ ١٠٣٣م ، أما المئذنة الحاضرة فقد أقيمت على أنقاض منارة ثانية بناها (الظاهر بيبرس) بعد استرداده الرملة.وقد وصفها الكتاب والرحالة لأنها إحدى عجائب الدنيا في الهيئة والعلو، وتمتاز عن نظيراتها في العالم، بل لا يوجد مثلها دلالة على إبداع بانيها الفني وفخامتها، وهي اليوم تدعى برج الرملة – والصحيح انها مئذنة المسجد الابيض- أو برج الاربعين شهيداً، وذلك للاعتقاد السائد بأنها قبة مدفون تحتها أربعين شهيداً من الصحابة ، وقبل انهم مدفونين بجانب او في المغارة- الأروقة اسفل المسجد.
الرملة بعد الإحتلال الصهيوني وبعد سقوط مدينة الرملة في تموز (يوليو) ١٩٤٨، قامت السلطات الإسرائيلية بطرد آلاف السكان العرب الفلسطينيين، وقامت بإسكان من بقوا داخل ما صار يعرف بـ«السكنة القديمة»، أي البلدة القديمة، وقامت بمحو معظم الآثار العربية والفلسطينية فيها، فيما أطلقت على المسجد الأبيض اسم «البرج الأبيض» بدل «المسجد الأبيض».