تاريخ النشر2016 20 December ساعة 09:20
رقم : 254387

غسان جواد لـ " تنا " : الرابح الأكبر من تأليف الحكومة هو محور المقاومة

تنا-بيروت
بعد أن وقّع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون مساء الأحد في قصر بعبدا ورئيس مجلس الوزراء الرئيس سعد الحريري مرسوم تشكيل الحكومة الجديدة والتي تضم ثلاثين وزير، ولدت الحكومة ثلاثينية بامتياز، كاسرة الرتابة التي درج عليها تأليف الحكومات، اذ صدرت مراسيمها بعد نحو 45 يوماً من تكليف الرئيس سعد الحريري على عكس حكومات سابقة استغرقت فترات راوحت بين 6 اشهر و11 شهراً .
غسان جواد لـ " تنا " : الرابح الأكبر من تأليف الحكومة هو محور المقاومة
وفي السياق استصرحت وكالة " تنا " الكاتب والمحلل السياسي غسان جواد ، حول ما اذا شكّل الإعلان الذي خرجت منه الحكومة ضربة قاضية لـ 14 آذار ، قال بعد انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية انخلطت الأوراق بالمعنى التحالفات الإستراتيجية وبالتالي من خلال شكل الحكومة نستطيع القول بأن الخاسر الأكبر هو الرئيس سعد الحريري والسعودية ، وهذا لا يمكن فهمه إلاّ من خلال خسارة رهانات السعودية على المستوى الإقليمي وبالتالي خسارة حلفائها على المستوى الداخلي ، مضيفا ومما لا شك في أن الرئيس سعد الحريري هو رئيس الحكومة ، ورئيس الحكومة لديه صلاحيات وقدرات ولكن في السياسة هذه الحكومة خسارة كاملة لسعد الحريري خصوصا أن الحكومة ثلاثينية تضم وزراء العماد ميشال عون حوالي الثمانية بالإضافة الى وزراء حزب الله وحركة أمل والقوى الوطنية اللبنانية وبالتالي هذه حكومة بغالبيتها هي قريبة لخط المقاومة ومحور المقاومة .

وحول ما إذا كان هناك تدخل خارجي في تأليف الحكومة ، لفت الى أن تشكيل الحكومة داخلي ، وهو تقاسم حصص وخصوصا أن الإنتخابات النيابية المقبلة على الأبواب وبالتالي فإن كل طرف من الأطراف في الحكومة يريد حصة خدمات وقدرة على استعمال السلطة في الإنتخابات لذا أستبعد أي تدخل خارجي ، ومضيفا طبعا هنالك زخم خارجي ظهر عند انتخاب العماد ميشال عون بدعم لبنان وغير ذلك ، أما موضوع تأليف الحكومة فهو مسألة داخلية ، والتعقيدات كان لها علاقة بالحصص " منطق المحاصصة في البلد " .

وحول من هو الرابح مع الحكومة الجديدة ومن الخاسر ، رأى جواد أن بالإستقرار وإعادة جمع البلد سياسيا الجميع رابح ، أما في السياسة فلأن خط المقاومة يريد الإستقرار ويريد الدولة والمؤسسات ، فإن كل عمل من شأنه تعزيز الإستقرار والدولة والمؤسسات يصب في مصلحة خط المقاومة ومحورها ، معتبرا أن هناك كسب سياسي كبير لمحور المقاومة .

وعن غياب حزب الكتائب عن الحكومة ، اعتبر أن المسألة لها علاقة بحسابات الكتائب وبنظرتها للتحالف الثنائي بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية ، وانطلاقا من هنا فإن الكتائب قررت الخروج من الحكومة وعدم المشاركة لاعتراضها على الحقيبة التي عرضت عليها واعتبارها غير مناسبة .

وحول ازدياد حجم القوات في الحكومة الجديدة ، أشار جواد الى أن حجم القوات أكبر من واقعها السياسي ، ولكن رغم كل ذلك ليس بحجم يشكل خطر على المسار السياسي العام ، لافتا الى أن القوات تفكر في مستقبل لبنان ولكن المطلوب من القوات اللبنانية مراجعة لكل تاريخها السياسي واعتذار واضح في هذا الأمر حتى تستقيم على المستوى الوطني.

وأضاف أن هناك تحالف مسيحي واضح بين " العونيين " و " القواتيين " ولكن المؤكد أن العماد ميشال عون والتيار الوطني الحر بالإضافة الى كونهم حريصين على وحدة الصف المسيحي ، هم حريصون على وحدة الصف الوطني ، وبالتالي على العلاقة مع محور المقاومة ومع حزب الله بالتحديد .

وردا على سؤال حول ها ستنجح الحكومة الجديدة في إقرار قانون انتخابي جديد وإجراء الإنتخابات النيابية على أساسه ، قال المحلل السياسي : أن فريقنا السياسي وفريق المقاومة وحزب الله هو يريد وسيصر على مسألة النسبية وبالتالي سيصر على إقرار قانون عصري متوازن يمثل جميع الأطراف والأفرقاء ، تكون النسبية هي المبدأ فيه ، مضيفا أنه من غير الممكن المضي في قانون الستين وأن الثنائي الشيعي سيقوم عليها بصراع سياسي.

وحول ما إذا كانت الإنتخابات ستجرى في موعدها أم أنه سيصار الى تأجيلها ، لفت الى أن لا مبرر للتاجيل إلاّ إذا كان التأجيل تقني لمزيد من الوقت لتزيير الآليات للإنتخابات .

وحول بعض الإيجابيات التي طرأت على الحكومة بإدخال حقائب وزارية جديدة، وتعيين وزيرة محجبة ، وتعيين وجوه جديدة، اعتبر غسان جواد ان هذا جيد للبلد لاسيما أن في الحصة الشيعية امرأة وهذا يقدم صورة جيدة ويضيف عناصر حيوية على المشهد السياسي .

واعتبر أن تنازلات الحريري المستمرة لتأليف الحكومة واعلانه ان البيان الوزاري يجب ان يستند الى خطاب القسم الذي أشاد به الجميع ، دليل على أن ذلك سيسهل صدور البيان الوزاري لأن تسهيله لبيان الوزاري واعترافه بخطاب القسم هو اعتراف ضمنا في نقطتيت أساسيتين تهمنا ، وهي موضوع المقاومة، مقاومة الإحتلال الصهيوني ، وموضوع مكافحة الإرهاب ، وفي النقطتين يتركز اهتمام محور المقاومة ، معتبرا أنهم سينالون بيان وزاري يرضيهم .
https://taghribnews.com/vdciv5aryt1awp2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز