يوماً بعد الآخر، يؤكد الشعب الفلسطيني جدارته بحمل أمانة الدفاع عن القِبلة الأولى لأمة المليار، وفي السياق يواصل المقدسيون رباطهم منذ نحو أسبوع على مداخل المسجد الأقصى المبارك ؛ رفضاً للقيود العسكرية التي فرضتها سلطات العدو مؤخراً ، لا سيما وضع بوابات إلكترونية عند الطرق المؤدية للمسجد تحت ذرائع أمنية.

وفيما تتصاعد العربدة الصهيونية بحق المرابطين، تتواصل ملحمة الإباء والشموخ دفاعاً عن المسرى الشريف الذي توّهم الكيان الغاصب بأن استباحته له يمكن أن تمر مرور الكرام من جانب حماة الأقصى، الذين ما بخلوا بدمائهم على أرض المعراج ، وفاضت أعينهم بدموع الغضب عند بواباته المغلقة بأجساد الأغراب من جنود مدججين بالسلاح، ومستوطنين.

وبدوره شدد رئيس "الهيئة الإسلامية العليا" الشيخ عكرمة صبري على بطلان جميع الإجراءات والمقررات الصهيونية ، سواء تلك التي تتعلق بالمدينة المقدسة عموماً ، أو بالمسجد المبارك على وجه الخصوص.

وأكد "صبري"-وهو أحد الذين سالت دماؤهم بين الأزقة المؤدية للأقصى خلال قمع جنود العدو للمرابطين عند بابي حطة و الأسباط-، في حديث لمراسل وكالة أنباء التقریب "تنا" استمرار الدفاع عن الأقصى ؛ برغم حالة الخذلان الرسمي العربي والإسلامي.  

وأضاف، " بالنسبة لنا ، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نُقر بالأوهام الاحتلالية المبنية على رؤى حاقدة ، وأطماع أساسها جملة من الأساطير والخرافات التلمودية التي لا أصل لها (..) ما هو ثابت لدينا أن كافة الإجراءات التعسفية والعدوانية سواء بالقدس أو بالأقصى هي باطلة ، وغير شرعية ، وغير قانونية أيضاً بحسب القوانين والأعراف الدولية".

وأَسِف سماحة خطيب الأقصى لغياب ردة الفعل العربية إزاء هذا التغول الواسع من جانب الاحتلال على المسجد، ورواده.
وخلص للقول، :" العرب انحرفوا عن القدس ، وانشغلوا بمشاكلهم الداخلية ، لذلك نحن نعول فقط بعد الله عز وجل على أنفسنا ، وعلى إرادتنا وصمودنا".