تاريخ النشر2011 1 November ساعة 00:46
رقم : 69027

تخوف صهيوني من محاولة تنويم الاميركيين حسب زعمهم

تنا - بيروت
سفير صهيوني سابق في الامم المتحدة يحذر من محاولة وسائل اعلام اميركية التقليل من الخطر النووي الايراني
السفير الصهيوني السابق في الامم المتحدة دوري غولد
السفير الصهيوني السابق في الامم المتحدة دوري غولد
ابدى السفير الصهيوني السابق في الامم المتحدة دوري غولد وهو الخبير في شؤون الولايات المتحدة في مقالة نشرها في صحيفة اسرائيل اليوم استغرابه لما اعتبره معلومات مضللة تبثها وسائل اعلام اميركية تقلل من خطورة البرنامج النووي الايراني وشرح غولد في مقالته جملة من الوقائع التي تشهد على هذا التوجه
غولد كتب انه "في ١٨ اكتوبر تشرين اول برز عنوان دراماتيكي في الصفحة الرئيسية لصحيفة واشنطن بوست يقول ان البرنامج النووي الايراني تأجل. المقال الرئيسي اوضح في الموجز الافتتاحي انه بالاضافة للهجوم الالكتروني الذي اصاب المنشآت الايرانية في العام الفائت فإن اجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم الايرانية قديمة وتعمل بصورة سيئة وتحتاج الى قطع غيار غير متوفرة لدى الايرانيين".
واتهم غولد صحيفة واشنطن بوست بحكم موقعها في الولايات المتحدة بتحديد جدول الاعمال الاعلامي بعد ذلك. وضم غولد الى الواشنطن بوسط كل من مجلة التايم وقناة السي ان ان اللتين تعمقتا في الموضوع. مضيفا اليهما شبكة فوكس التي قالت ان ايران تعاني من صعوبات جوهرية في برنامجها النووي. واضاف غولد ان احد كبار المحللين الاميركيين تشارلز كروت هامر تعاطى مع البرنامج النووي الايراني كبرنامج محطم وطرح احتمال ان يكون الغرب قد نجح في هدف "اعاقة وتأجيل البرنامج". وخلص غولد الى انه باعلان هذه الانباء في الولايات المتحدة سيكون هناك من سيعتقد ان المجتمع الدولي يمكن ان يرتاح قليلا وان يسحب القلق من تهديد فعلي ووشيك جراء القنبلة النووية الايرانية. 
السفير الصهيوني السابق في الامم المتحدة تسائل من هو مصدر النبأ المتفائل لدى الواشنطن بوست؟ ليرجع نبأ الصحيفة الى ديفيد اولبرايت الفيزيائي الذي عمل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في التسعينيات عندما راقبت البرنامج النووي العراقي.
وذكّر غولد بأن اولبرايت هو صاحب مركز الامن والمعلومات للابحاث، الذي نشر مؤخرا تقريرا حول اداء اجهزة الطرد المركزي الايرانية في منشأة التخصيب في نتانز. وقد وصف غولد بحث اولبرايت بالمهني والمسؤول ليضيف ان اولبرايت لم يشر في اي مكان من تقريره الى ان برنامج تخصيب اليورانيوم الايراني اعيق، وان كل ما اراد ان يبينه هو ان اداء اجهزة الطرد المركزي الايرانية في حالة تراجع، وان نتيجة ذلك هي حاجة ايران الى اجهزة طرد مركزي اكثر من اجل انتاج نفس كمية اليوانيورم.
ورأى غولد ان الامر يتعلق باكتشاف مهم، اذ كيف يمكن بحسب رأيه الاستنتاج ان البرنامج النووي الايراني اعيق مثلما استنتجت وسائل الاعلام في الولايات المتحدة؟ وهل اكد اولبرايت عناوينها الرئيسية ؟
واتهم غولد صحيفة واشنطن بوست بالتسرع عندما كتبت ان مراقبي الوكالة الدولية للطاقة الذرية اكدوا انخفاضا قويا في انتاج اليورانيوم في العامين ٢٠٠٩ – ٢٠١٠ ليورد وقائع تستند الى مراقبة التقارير الدورية لهذه الوكالة التي تظهر ان مخزون اليورانيوم المخصب بمستوى منخفض (٣.٥%) زاد من ٨٣٩ كلغ الى ٢٤٢٧ كلغ بين العامين ٢٠٠٩ – ٢٠١٠ اي اكثر من الضعفين، وواشار الى ان التقرير الاحدث الذي صدر في شهر سبتمبر ايلول ٢٠١١ يقول ان كمية اليورانيوم التي خصبتها ايران ارتفعت الى ٤٥٤٣ كلغ.
غولد استدرك بالقول ربما تكون اجهزة الطرد المركزي لدى ايران اقل جدوى من السابق، لكن كيف لا تزال ايران تزيد بشكل مذهل مخزونها من اليورانيوم المخصب. واتهم غولد ايران بتخصيب اليورانيوم الذي بحوزتها في مرحلة جديدة لاعداده للاستخدام العسكري. كما عرض غولد معطيات عرضها مركز اولبرايت للابحاث الذي اكد في شهر يونيو حزيران 2011 ان الايرانيين قادرون اليوم على تخصيب الكمية المطلوبة لانتاج قنبلة واحدة خلال ستة اشهر. وركز غولد على اقرار اولبرايت في خطاب القاه امام جامعة جورج واشنطن في ٢١ تشرين اول اكتوبر 2011 انه يوجد لدى ايران الان كمية من اليورانيوم منخفض التخصيب كافي لانتاج اربعة قنابل نووية.
ويضيف غولد انه علاوة على ذلك ففي نفس اليوم الذي نشرت فيه الواشنطن بوست تقديرات اولبرايت نشر الاخير بنفسه تقريرا جديدا في مركز الابحاث التابع له حذر فيه من ان ايران بدأت تركيب جيل جديد من اجهزة الطرد المركزي المتطورة، وان طاقم تابع للوكالة الدولية للطاقة الذرية اكد هذه المعلومات في شهر آب اغسطس ٢٠١١. ونقل غولد تقديرا لاولبرايت بأن اجهزة الطرد المركزي الجديدة قادرة على الانتاج بشكل مضاعف ما بين اربعة الى خمسة مرات عن الاجهزة القديمة، وان الايرانيين ينوون تركيب ١٠٠٠ جهاز طرد مركزي متطور في العام ٢٠١٢.
وفيما رآه غولد تأكيدا على استنتجاته استدل بكلام لرئيس اللجنة الايرانية للطاقة الذرية في ايران فريدون عباسي دوفاني الذي اعلن في شهر حزيران يونيو ٢٠١١ ان ايران تنوي تركيب اجهزة الطرد المركزي المتطورة في منشأة محصنة تحت الارض في منطقة فوردو بالقرب من مدينة قم، الموقع الذي ظل سريا حتى سبتمبر من العام ٢٠٠٩. وزاد غولد على ذلك ان ايران تنتج منذ العام ٢٠١٠ ايران يورانيوم مخصب بمستوى ٢٠ %، وهي اكثر بكثير من مستوى التخصيب بنسبة ٣.٥ % المطلوبة للمفاعلات المدنية، مضيفا ان هذا المستوى المرتفع من التخصيب يسمح بتحويل اليورانيوم لنوعية ملائمة للقنبلة باقل من نصف الوقت المطلوب لتحويل اليورانيوم بمستوى ٣.٥ %.
كما ذكر غولد بتصرحات عباسي دوفاني بأن ايران ستزيد مستوى التخصيب في القريب في منشأة بوردو بمستوى ٢٠ % وان هذا الامر سيمسح لايران مضاعفة الانتاج ثلاثة مرات.
واختصر دوري غولد استنتاجاته بأن هناك الكثير من الوقائع والتفاصيل المتعلقة بالبرنامج النووي الايراني التي سوف توصل المحللين الى استنتاجات تناقض استنتاجات الواشنطن بوست.
السفير الصهيوني السابق في الامم المتحدة عاد لطرح التساؤلات التالية: ما الذي يحصل هنا؟ هل هناك مصلحة لدى احد ما في تنويم الجمهور الاميركي؟ مضيفا حتى الواشنطن بوست نفسها نشرت في الشهر الفائت مقالة اقتبست من معهد ابحاث آخر في واشنطن توصل الى استنتاج ان ايران تستطيع حتى العام المقبل انتاج يورانيوم مخصب للمستوى العسكري خلال ١٢ يوم، وان هذه المقالة دعت الى تنفيذ استراتيجية اكثر فعالية ضد ايران.
غولد وضع هذا النبأ الاخير في اطار تغير في السياسة الاميركية ضد ايران بعد ما وصفه باكتشاف الاف بي اي مؤامرة ايرانية لقتل السفير السعودي في الولايات المتحدة عبر هجوم ضخم في احد المطاعم في واشنطن، وقرار ادارة اوباما زيادة الضغط على ايران نتيجة لذلك، واضعا في هذا السياق طلب الادارة الاميركية من الوكالة الدولية للطاقة الذرية نشر المزيد من المعلومات التي تدين ايران في التقرير الذي سينشر في شهر تشرين ثاني نوفمبر المقبل.
غولد الذي بدا منزعجا من الانباء التي قللت من مخاطر البرنامج النووي الايراني قال يمكن ان نجد القلائل في شبكات الاخبار المعنيين باعداد عناوين بطريقة تؤثر على النقاش العام في المواضيع الحساسة. وذكر غولد بما حصل في نهاية العام ٢٠٠٧، عندما شوهت بحسب تعبيره الكثير من وسائل الاعلام استنتاجات تقرير اجهزة الاستخبارات الاميركية وقالت ان ايران اوقفت بالمطلق سباقها نحو السلاح النووي.
وختم غولد بالاستنتاج انه في العام ٢٠٠٧ كان هناك على ما يبدو جهات اميركية ارادت كبح السياسة المعادية لايران لدى الرئيس بوش، وربما يكون هناك الان من يحاول التأثير على على ادارة اوباما في هذه الفترة المشحونة من علاقات الولايات المتحدة وايران.

https://taghribnews.com/vdcfexdv.w6d10aikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز