تاريخ النشر2011 10 December ساعة 12:54
رقم : 74247
حرب "السيبر"

خاص تنا - ميدان من ميادين المواجهة الايرانية الصهيونية الخفية

خاص - تنا بيروت
خاص  تنا - ميدان من ميادين المواجهة الايرانية الصهيونية الخفية
جبهة جديدة في الحرب الدائرة بين ايران والكيان الصهيوني تدور رحاها من خلف الستار وعبر الشبكة الالكترونية، جبهة لا تتحرك في الطائرات ولا الجنود ولا الدبابات لكنها اثارها لا تقل احيانا عن الحروب العسكرية التقليدية في ظل التطور التقني الذي بات متداخلا في كافة الميادين العسكرية والمدنية على اختلافها في مختلف دول العالم.
ورغم ان اسرائيل حاولت الايحاء بشكل او بآخر وقوفها خلف ادخال فيروسات الى بعض منظومات البرنامج النووي الايراني لتعطيلها فإنها لم تقر بشكل رسمي بشنها لهذه الحرب رغم تطوريها لتقنياتها ووضعها العديد من الاطر المؤسساتية والاكاديمية لدفع هذه القضية الى صلب قضايا الامن القومي الصهيوني.
كما دأبت الاوساط الاسرائيلية على اختلافها على الحديث المطول عن الحرب الالكترونية الدائرة ضد ايران وبرنامجها النووي والتي تقوم بها جهات خفية معادية لايران بهدف التشويش على برامجها التسليحية والنووية، وبناء انجازات وهمية ومبالغ فيها كثيرا اثبتت الوقائع انها لم تكن بالجحم الذي يدور الحديث عنه، كما عملت الدعاية الاسرائيلية كعادتها على نسبة بعض المعوقات التي تعرض لها البرنامج النووي الايراني الى وجود ايد خفية تتسبب بذلك محاولة نسب ذلك بطريقة او اخرى الى جهاز الموساد.
اسرائيل ترى بحرب "السايبر" كما يطلق عليها، حربا نظيفة لا تترك اية اثار تدل على الجهات المهاجمة، وتوقع بالخصم اضرار فادحة دون افتضاح المهاجم، وجعله يضطر الى دفع الثمن وموضعا لردة فعل الجهة التي تتعرض للهجوم، وقد نقلت مصادر اعلامية اجنبية انباء تتحدث ان اسرائيل لن تكتفي بالهجمات عبر الشبكة العنكبوتية لتعطيل وتخريب البرامج الايرانية ذات الطابع العسكري والنووي بل انها ستقوم في حال شنت هجوما على منشآت ايران النووية بإرفاق الهجوم بحرب الكترونية تستهدف بعض البنى التحتية الايرانية كشبكات الاتصال والهاتف المدنية بهدف ايجاد نوع من الارباك العام في ايران اثناء الهجوم.
ورغم التباهي الاسرائيلي بما تراه اسرائيل من نتائج مهمة لحربها الالكترونية ضد ايران وتأثيرها بشكل او بآخر على البرامج الايرانية وخصوصا النووية منها فأن قدرة الايرانيين على استيعاب واحتواء هذه الهجمات والحد من اثارها ترك احباطا لدى الاسرائيليين، خصوصا عندما تمكنت ايران من محاصرة فيروس "ستانكس" الذي تسبب بتعطيل بعض اجهزة الطرد المركزي الايرانية والعودة بالتالي الى دورة العمل الى سابق عهدها في الاماكن التي استهدفها الفيروس في فترة وجيزة مع اضرار محدودة للبرنامج النووي، رغم ان صناعة فيروس من هذا النوع يستغرق شهورا عديدة من العمل من قبل مئات المتخصصين في صنع الفيروسات والحرب الالكترونية.
مقابل ذلك كشفت المصادر الاسرائيلية عن تعرض بعض قطاعات البنى التحتية الاسرائيلية لهجوم الكتروني لم يحدد مصدره رغم تلميح هذه المصادر الى ان ايران قد تكون ورائه ولكنها زعمت ان  هذا الهجوم لم يتسبب باضرار لهذه البنى التحتية، وكانت قطاعات الاتصالات الاسرائيلية شهدت قبل شهرين عمليات انقطاع واسعة خلقت حالة من الارباك والتشويش بين الصهاينة وتسببت بالكثر من الخسائر للاسرائيليين، وقد زعمت سلطات الاحتلال حينها ان الامر لا يتعلق بهجوم الكتروني مع انها عجزت حتى الآن عن تحديد سبب هذه الاعطال.
كما يرى الكيان الصهيوني انه من اكثر الدول عرضة للهجمات الالكترونية نتيجة اعتماد المنظومات الرقمية وادخال الحواسيب لكافة مجالات البنى التحتية ما يجعلها عرضة لهجمات قد تعطل عملها بشكل كبير.
الجيش الاسرائيلي كان قد حذر سابقا من احتمال تعرض منظومات حواسيبه لهجمات فيروسية ولمحاولات قرصنة كما باشر بعمليات توعية واسعة وسط الجيش ومنع جنوده من نشر معلومات خاصة بهم على شبكة الانترنت خشية ان يصبحوا صيدا سهلا لجهات يمكن ان تسعى لتجنيدهم، واورد جيش الا في هذا المجال محاولات قال الجيش ان حزب الله وايران قاما بها لاستدراج جنود اسرائيليين من اجل تجنيدهم للتجسس على الجيش الاسرائيلي.
وتبدي الجهات الاسرائيلية المختصة في مجال الحرب الالكترونية ذهولها لحجم التطور الذي بلغته ايران في مجال الحرب الالكترونية على المستويين الدفاعي والهجومي، وتتخوف هذه الجهات من تطوير ايران قدراتها في المجال الالكتروني الى حد يشكل خطرا على مختلف المستويات المدنية والعسكرية في اسرائيل لا سيما على مستوى البنى التحتية التي يمكن ان تتعطل في اي حرب الكترونية في حال توفرت في يد الطرف الآخر الوسائل والقدرات للقيام بذلك.
https://taghribnews.com/vdcfe0de.w6djjaikiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز