الدكتور احمد كاظم زاده : الشعب البحريني لم يستسلم للاضطهاد و القمع و يصرّ على تواجده في الساحة ، على الرغم من أن النظام الخليفي لا يتردد عن استخدام كل الاساليب المعادية لحقوق الانسان .
شارک :
من اللافت أن النظام الخليفي لا يألوا جهداً في تشديد الضغوط و ملاحقة رموز المعارضة البحرينية ، للحد من حرية الرأي و التعبير و مصادرة الحريات الدينية . و في محاولة للتعرف على الدوافع التي تقف وراء هذا التصعيد ، التقى مراسل وكالة أنباء التقریب (تنا) الباحث و الخبير في قضايا دول غرب آسيا الدكتور احمد كاظم زاده ، فكان هذا الحوار .
في معرض تفسيره للدوافع التي تقف وراء حملة الاعتقالات التي تقوم بها سلطات البحرين ، و امكانية النظر الى ذلك باعتباره شاهداً حياً على ضعف النظام الخليفي و اتساع دائرة الثورة في هذا البلد ، يقول الخبير كاظم زاده : من الواضح أن تصعيد حملة الاعتقالات و تشديدها يأتي استمراراً لسياسة القمع و الاضطهاد التي تمارسها سلطات البحرين منذ خمس سنوات دون توقف و باشكال مختلفة ، لمصادرة الحريات و اسكات كل صوت معارض .
و أضاف : لا شك أن أمثال هذه الممارسات تدل بوضوح على ان الشعب البحريني لم يستسلم للاضطهاد و القمع الحكومي . و رغم كل الدعم الذي حظي به النظام الخليفي من قبل آل سعود ، و تماديه في استخدام كل الوسائل والاساليب المناهضة لحقوق الانسان ، إلا أنه عجز عن تحقيق ما يصبو اليه ، و ما زال الشعب البحريني الثوري بمختلف فئاته و انتماءاته يصرّ على تواجده في الساحة و المطالبة بتحقق مطالبه المشروعة . و لا يخفى أن هذا الاصرار و المقاومة هي التي دفعت السلطات الى تصعيد حملة الاعتقالات و التحقيقات و التهم الجنائية ضد المعارضة و رموزها ، لعلّها تتمكن عن هذا الطريق من ادخال الخوف و الرعب الى نفوس المواطنين ، و من الواضح أن هذه الخطوة لم تنجح أيضاً حتى هذه اللحظة .
و تابع كاظم زاده : كذلك لابد من الاشارة هنا الى ان صمت المجتمع الدولي ازاء ممارسات نظام آل خليفة المناهضة للانسانية ، و تماهي نظام آل سعود مع المنظمات الدولية و الحكومات الغربية للتغطية على ممارسات آل خليفة ، قد شجع النظام الخليفي على التمادي في غيّه و مواصلة قمعه و اضطهاده للبحرينيين دون ادنى تحفظ .
و حول الاسباب التي تدعو المنظمات الدولية الى عدم التحرك واتخاذ خطوات عملية جادة ضد الممارسات المعادية للانسانية التي لا يكف النظام الخليفي عن الاقدام عليها ، يرى الباحث كاظم زاده : من الواضح أن الازدواجية في سلوك و مواقف الامم المتحدة ، نتيجة طبيعية للضغوط التي تمارسها الدول الغربية و مؤخراً السعودية على هذه المنظمة . و قد رأينا سلوكيات مشابهة إزاء الانتهاكات لحقوق الانسان التي تجري في سوريا ، لأن مصالح الدول الغربية و السعودية تقتضي ذلك .
و مضى يقول : كثيراً ما يحاول الاعلام الغربي و الاعلام العربي تشويه حقيقة ما يجري في سوريا ، و لكن الحالات التي تتعارض مع مصالح آل سعود فأنه يحاول التكتم عليها و حرف الانظار عنها . و الشيء نفسه يحدث بالنسبة لما يجري في البحرين و اليمن . ذلك ان الجرائم و المجازر التي ترتكبها السعودية في اليمن تعتبر غير مسبوقة باعتراف المصادر الغربية نفسها ، و قد تجاوزت في الكثير من الاحيان جرائم الصهاينة ضد المسلمين و انتهاكاتهم لحقوق الانسان .
و أضاف : الملاحظة الأخرى التي ينبغي الاشارة اليها في هذا الصدد هي ، أن دولارات النفط التي يحاول النظام السعودية من خلالها اسكات أفواه المسؤولين الغربيين و المنظمات الدولية ، اخذت تتصدر الاخبار و تثير استياء الرأي العام العالمي ، مما دفع الامين العام للامم المتحدة الى الاعتراف بذلك ، و لفت الانظار الى تنصل المنظمة الدولية عن القيام بمهامها . و لا يخفى أن اميركا تدعم و تشجع السعودية في هذا الصدد ، و أن المجازر التي يرتكبها النظام السعودي في اليمن تتم بدعم و مباركة من الاميركيين و بالتعاون معهم .
و عما يدفع وسائل الاعلام العالمية و الاقليمية الى غض النظر و تجاهل احتجاجات المسلمين حيال ما يجري في البحرين و اهمالها ، يقول الخبير كاظم زاده : أن السبب الرئيسي سواء بالنسبة للاعلام الغربي و كذلك اعلام العديد من الدول الاسلامية ، يعود الى النفوذ و المال السعودي . و مما يذكر في هذا الصدد أن الوثائق التي نشرها موقع ( ويكيليكس ) كانت قد لفتت الى محاولات السعودية شراء العديد من وسائل الاعلام المؤثرة للترويج الى مواقفها و سياساتها ، و التكتم على ممارساتها و انتهاكاتها المناهضة للانسانية .
و حول الآفاق المستقبلية التي يمكن تصورها للبحرين في ظل الظروف الراهنة التي يشهدها هذا البلد ، يرى الباحث احمد كاظم زاده : من اللافت أن جانباً من ذلك يعود الى التطورات الداخلية . إذ أن مسيرة السنوات الخمس يشير بوضوح الى أن مستقبل هذا البلد ليس بمعزل عن ذلك . و سوف يواصل الشعب البحريني انتفاضته حتى استيفاء - على الاقل - جانباً من مطالبه . فاذا كان ثمة نية في تراجعه و تخليه عن انتفاضته ، لكان فعل ذلك من قبل . و في ظل الظروف الراهنة لا يمكن تصور تراجع الشعب البحريني عن ثورته . كما ان جانباً آخر من ذلك ذو صلة مباشرة بما يجري في المنطقة ، و ما ستؤول اليه الاوضاع في اليمن و سوريا .