تاريخ النشر2014 8 February ساعة 19:36
رقم : 152104

الشيخ احمد الزين لـ"تنا" : مواجهة التكفير تبدأ بنشر الوعي واختلاف المذاهب لا يعني التكفير

تنا ـ بيروت
دُق ناقوس الخطر في العالمين العربي والاسلامي ، التكفير يتغلغل في جسم الامة الاسلامية ، يهدد المجتمعات في وجودها وثقافتها وحضارتها ، قتل وتدمير واستباحة الحرمات وتكفير بالجملة يطال كل من يخالفهم وصولاً الى عمليات انتحارية متنقلة بين منطقة وأخرى تحصد الابرياء.
الشيخ احمد الزين لـ"تنا" : مواجهة التكفير تبدأ بنشر الوعي واختلاف المذاهب لا يعني التكفير

ولعلّ أخطر ما في هذه الظاهرة التكفيريّة، أنها تُربَط بالدّين، ومن يقوم بها يصوّرون أنفسهم على أنهم الأكثر قرباً من الله سبحانه وتعالى، والأكثر التزاماً بالتعاليم الإسلاميّة والسيرة النبويّة الشّريفة. 

فما حقيقة هذا الرّبط بين العنف والدّين؟ وهل فعلاً ما نشاهده اليوم من سفك للدّماء وقتل للأبرياء، يمكن أن يدرج في إطار الممارسات الدّينيّة؟ ماذا عن أهداف هذه الظّاهرة وخطورتها وكيفيّة الحدّ من توسّعها في مجتمعاتنا؟ 

هذه التساؤلات وغيرها من تداعيات هذه الظاهرة التكفيرية ناقشتها وكالة انباء التقريب "تنا " في حديث خاص مع رئيس مجلس الامناء في تجمع العلماء المسلمين القاضي الشيخ أحمد الزين . 

الشيخ الزين: الاختلاف في المذاهب الاسلامية لا يصح ابداً أن يذهب بنا الى ظاهرة التكفير
يقول الشيخ أحمد الزين أن الاختلاف في المذاهب الاسلامية لا يصح ابداً أن يذهب بنا الى ظاهرة التكفير موضحاً أن هنالك تعدد في المذاهب الاسلامية على أساس الاجتهاد في الامور الفقهية ،كما يوجد في المذهب الواحد أكثر من رأي واحد، فالعلماء قد تتفاوت أرائهم واحكامهم في المذهب الواحد ، وعلى هذا الاساس لا يصح أبداً أن نأتي الى الاختلاف في المذاهب وأن نحكم بتكفيرها واتهامها بالخروج عن الاسلام . 

الشيخ الزين وفي حديثه مع وكالة "تنا"، لفت الى أن هذه التعددية في المذاهب تمتد في تاريخها عدة قرون، ولم نر هذا الصراع والاقتتال. متسائلاً ما السبب الذي من اجله نرى هذه الظاهرة في وقتنا الحاضر؟؟؟ فيأتي القتل تحت نداء الله وأكبر ، والله تعالى والاسلام بريء من هذه النداءات . 

الشيخ الزين : القرآن الكريم يدعونا الى الوحدة وينهانا عن القتال والتنازع
وعن الربط بين الظاهرة التكفيرية وما تحمله من أعمال إرهابية والدين الاسلامي، شدد الشيخ الزين على انه لا بد من تصحيح هذا الادعاء ، داعياً التكفيريين للعودة الى القرآن الكريم والسيرة النبوية الشريفة .
واردف ان القرآن الكريم يدعونا الى الوحدة والاعتصام بحبل الله انطلاقاً من قوله تعالى {وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعاً وَلاَ تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ }آل عمران١٠٣. 

كما ينهانا عن القتال والتنازع { وَأَطِيعُوا اللَّه وَرَسُوله وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَب رِيحكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّه مَعَ الصَّابِرِينَ } ، ويحكم على من قتل مسلم بريء بالنار واللعنة يقول الشيخ الزين . 

الشيخ الزين : المستفيد الوحيد من هذه الاعمال هي اسرائيل ومن خلفها أميركا
وحول من يقف وراء تفشي هذا الوباء التكفيري ، اعتبر الشيخ الزين أن المستفيد الوحيد من هذه الاعمال والادعاءات هي اسرائيل ومن ورائها الولايات المتحدة الاميركية . 

هذا القتال الذي نشهده في سوريا والفوضى التي نشهدها في العالم العربي، قد جعلت اسرائيل تكمل مشروعها بكل يسر وراحة، والعرب منصرفون عن الاهتمام عن القضية الفلسطينية وبخاصة حماية المسجد الاقصى والقدس الشريف يضيف سماحته . 

وفي هذا الاطار ، أشار الشيخ الزين أن هنالك أكثر من حاكم عربي ملتزم بسياسة الولايات المتحدة الاميركية ، ويسايرون اسرائيل في هذه السياسة، ويعملون على إثارة هذه الفتن المذهبية والقبلية والحزبية وصولاً لخدمة الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل . 

ورأى سماحته أن بعض هؤلاء الحكام يرون مصلحتهم تكمن في الطواطئ مع الولايات المتحدة الاميركية، بحجة أن مصالحهم الاقتصادية وأموالهم في خزائنها، لهذا يعملون على تطبيق سياستها في اثارة العصبية المذهبية ولا سيما بين السنة والشيعة .
وأضاف أن بعض هؤلاء يظنون أيضاً انهم بحاجة كي يبقوا على سدة الحكم لمسايرة الولايات المتحدة الاميركية،كي يحظوا بتأييدها ودعمها لهم. 

وأكد سماحته أن الذي يقف وراء ما نشهده من فوضى وفتن مذهبية هي الولايات المتحدة واسرائيل والمنفذ للأسف بعض الجهالة العرب .مذكراً بما بشرت به الزنجية الاميركية وقبلها كسينجر عندما دعا الى اعداد إمارات ودول على أساس مذهبي وحزبي . 

الشيخ الزين : الانتحاريون مضللون ومصيرهم مصير المرتدين والكفار
وعن ما نشاهده اليوم من سفك للدّماء وقتل للأبرياء على أيدي الانتحاريين ، وهل يمكن أن يدرج في إطار الممارسات الدّينيّة، اعتبر الشيخ الزين أن هؤلاء الانتحاريون مغرّر بهم من قبل عملاء ملتزمون بخط الولايات المتحدة الاميركية، مؤكداً جهالتهم بالأحكام والسياسة الشرعية وما جاء به كتاب الله تعالى . 

وقال سماحته أن هؤلاء يعتقدون انهم في هذا يدخلون الجنة ،ويغيب عن أذهانهم أن من قتل مسلماً فقد كفر ومن كفر مسلم فقد كفر وعليه لعنة الله وجزاءه النار . انهم يقتلون النساء والاطفال والابرياء ويكفرون كل من يخالفهم وفي هذا هم مظللون ومصيرهم معروف وهو مصير المرتدون والكفار . 

الشيخ الزين : لا بد من التمييز بين علماء الدين الحقيقيين وأولئك اللذين يتخذونها كمهنة
ورداً على سؤال حول ضلوع عمر الاطرش في الاعمال الارهابية انطلاقاً من رمزيته كرجل دين ، أعرب الشيخ الزين عن رفضه الشديد تصنيف عمر الاطرش كرجل دين . 

وقال سماحته يجب أن نميز بين العلماء اللذين يلتزمون ويتمسكون بالحكم الشرعي وكتاب الله ، وبالتالي هم يرفضون هذه الحالة من الفوضى والاقتتال، وبين العلماء اللذين يتخذون صفة العلماء كمهنة يكسبون من ورائها ولا يلتفتون الى الوظيفة الحقيقية لهذه الصفة التي ذكرها رسول الله محمد "ص" عندما قال" العلماء ورثة الانبياء" . 

الشيخ الزين : لا مستقبل للعرب والمسلمين إلا بالوحدة
وعن دور علماء الدين في مواجهة الفكر والمنهج التكفيري الالغائي ، رأى سماحته أن البداية يجب أن تكون من خلال نشر الوعي بين الناس المخلصين وتثقيفهم بالثقافة الشرعية الاسلامية الداعية للوحدة ، وتجاوز العصبيات المذهبية ورفض الفتنة التي تذهب بنا جميعاً الى المصلحة اسرائيلية والى الاستعمار الغربي ومنه الولايات المتحدة الاميركية . 

وأردف على العلماء أن يتقوا الله، وأن يلتزموا بكتاب الله وسنة رسول الله ، وما فيه المصلحة الحقيقية للأمة الاسلامية بجميع مذاهبهم ، وأن يأثروا على الشعوب والقيادات كي يتوجهوا التوجه الاسلامي والوطني الصحيح .داعياً العلماء والمفكرين والقيادات السياسية لنرى اين هي المصلحة الحقيقية للمسلمين، هل المصلحة هي في أن يتفرقوا ويتقاتلوا ويكفروا بعضهم البعض ؟؟؟ 

وتابع اليوم نلتفت الى الاسلام ماذا يقول؟، يقول بالوحدة والتعاون والتراحم والعدالة ويرفض هذا الاقتتال الذي نشهده والتفرقة بين المسلمين .مؤكداً على انه بالاضافة الى ما يدعو اليه الشرع الحنيف من وحدة كذلك المصلحة الحقيقية للعرب والمسلمين هي الوحدة. فلماذا يصر العرب على ان يبقوا متفرقين متشرذمين هذا نتيجة الجهالة والعصبية العمياء ؟؟؟ 

من هنا دعا سماحته الاسلاميين من سائر المذاهب الاسلامية الملتزمة بالحكم الشرعي ، والعلمانيين من العرب، أن يلتقوا جميعاً على المصلحة الحقيقية للعرب والمسلمين في أن يتوحدوا ويتشاوروا فلا مستقبل ولا واقع ولا مصلحة للعرب والمسلمين الا بالوحدة . 

إعداد وحوار : بلال مذبوح - منال عبد الله


https://taghribnews.com/vdccxiqs02bqps8.caa2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز