تاريخ النشر2017 6 May ساعة 13:13
رقم : 267216

وليد محمد علي لـ" تنا " : وثيقة حماس الجديدة نتيجة ضغوط قطرية – تركية لإستمرار العلاقة معهما

تنا-بيروت
أثارت وثيقة حماس جدلاً واسعاً حول طبيعة تلك الورقة، وما هي التعديلات التي أجريت عليها، وهل احتوت على تبدلات إستراتيجية في سياسة حماس، أم أن حماساً أرادت منها تقديم نفسها للمحيط العربي والإقليمي والدولي بخطاب ورؤية تنسجم مع متطلبات الواقع السياسي الراهن ، أمأنه تكتيك سياسي وتعبير عن تطور الحركة الطبيعي ورغبتها في قبول دولي.
وليد محمد علي
وليد محمد علي
وفي السياق ، استصرحت وكالة " تنا " الباحث السياسي الفلسطيني وليد محمد علي ، الذي قال : أن وثيقة حماس جاءت لعاملين، الأول أن البعض في حماس يرغب في تقديم شيء ليُقبل في المحافل الدولية التي يعتقد انها مسيطرة على المشهد العالمي ، ولكن في ذات الوقت هذه الوثيقة لم تمر في هذه الطريقة إلاّ بعد تعرض الحركة لضغوط ، مرجحا أن هذه الوثيقة ليس عليها اتفاق في كل الحركة ، ولكن بعد الضغوط التي مورست فإن الأغلبية أصبحت تؤيدها وليس بالمطلق .

وأضاف ان حماس ولأسباب باتت مفهومة للجميع، بات لها حليفين رئيسيين وهما قطر وتركيا ، وهي للأسف الشديد خسرت حلفائها التاريخيين والمنطقيين باعتبارها مقاومة، بفعل تصرفاتها ومواقفها في قضايا أصبحت ورائنا . فقطر وتركيا مرتبطين ارتباطا عضويا بالمشروع الأمريكي في المنطقة ، واقله انهم لا يستطيعون أن يقولوا للمشروع الأمريكي لا . وبالتالي لا يمكن أن تستمر العلاقة بين حماس وقطر وتركيا إلاّ بتوأمة مواقفها مع مواقفهم.

ولفت محمد علي  الى  أن تركيا بدورها لم تخفي على لسان وزير خارجيتها أن التحول التي شهدته الحركة كان ثمرة ضغوطنا على حماس ، وأيضا الإبتزاز القطري من خلال تقديمهم ضمانات للآخرين بأنهم يستطيعون التغيير وأن يخرجوا حماس من محور المقاومة ، وان عدم الإستجابة سيؤثرسلبا على العلاقات وبأنهم سيرفعون يدهم عن الموضوع الفلسطيني .

وتابع أما العامل الآخر، فهو أن الوثيقة جاءت في لحظة  لتزيد من حدة المناكفات بين حماس وقيادة السلطة في رام الله ، وبالتأكيد هذه الوثيقة سيليها مزيدا من تعميق الإنقسام بين سلطتي في رام الله وغزة . ورأى أن هذه الوثيقة تضعف أبو مازن في الولايات المتحدة فهم دخلوا في طور المناكفات الداخلية والحسابات الذاتية وليس في إطار حسابات الصراع مع العدو وفي حساب ماذا نريد أن نبني ونطور لمواجهة العدو . والواضح ان في تجربتنا مع الولايات المتحدة فهم يستخدمون الإبتزاز لكسب مزيد من التنازلات من الجانب الفلسطيني ، كي نخسر القضية .

وراى محمد علي ان الأمور ليست بهذه السهولة ، فطبيعة المشروع الصهيوني لا تعطي ورق التوت لأحد وبالتالي فإن كل من يساوي في إطار الصراع مع المشروع الصهيوني تكشف كل أوراقه ، وبالرغم من أن هناك ثمن كبير ومزيد من التضحيات والخسائر على مستوى الصراع وقد نتأخر نتيجة هذه الخيارات ولكن لا خيار في مواجهة هذا المشروع إلاّ بإعادة المشروع الوطني الفلسطيني . إذ أن المرحلة السابقة من هذا المشروع التي راهنا بأنها قد تساهم في إعادة ترميمها فشلت ، ومرحلة البناء الثاني لمنظمة التحرير انتهت ، ونحن الآن في طور ما أطلق عليه منذ فترة البناء الثالث لمنظمة التحرير الفلسطينية ، هذا هو المخرج الوحيد على ضوء من نشهده الآن وعلى ضوء ما صلت اليه القوى المختلفة قديمها وجديدها .

وحول ما هو جديد وثيقة حماس وهل ما جاء فيها هو ما ينتظره الفلسطينيون ويتناسب مع المرحلة ، قال وليد محمد علي بالتأكيد ليس هذا ما ينتظره الفلسطينيون ، وأن موضوع دولة فلسطينية بحدود 67 جاء قبل ذلك لذا لم يكن الأمر مفاجئ لنا وذلك حتى لو تم طرح دولة طويلة المدى وبحدود مؤقتة ، لكن الحديث بهذه الطريقة عن المفاوضات وإطلاقها بحجة انها بين أعداء هو الامر الخطير ، متسائلا لماذا كل هذا الخلاف في السابق وهذه الإشكالات داخل الساحة الفلسطينية إذا كانت المفاوضات، فالخلافات كانت لأن المفاوضات هي مع العدو .

وأضاف ان الضفة الغربية تتآكل ، والمستوطنات لم تبقي شيئا ، والقدس تذهب من بين أيدينا ، متسائلا اين نقيم الدولة الفلسطينية ؟، واي مفاوضات لنقيمها ، فالمفاوضات تعني أن نتنازل .

وتابع محمد علي ، ان الشعب الفلسطيني يرى مستقبله في انتفاضة القدس بهؤلاء الشبان الذين يضحون بأنفسهم بإضراب الأسرى الأحرار الذين يشكلون رافعة إذا ما تمكنا من إيجاد لحمة تكاملية بين الأسرى وانتفاضة القدس والفلسطينيين في فلسطين 48 في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس والفلسطينيين في دول اللجوء في الشتات العالمي .

وقال لقد بنينا شبكة " قادرون معا " ، وهي شبكة فلسطينية شعبية مستقلة جرى التفاعل معها للأسرى في 18 لغة عالمية ، ونحن لم نكن لنستطيع ذلك لو لم نقم هذه الصيغة التكاملية الشعبية ، معتبرا أن هذا هو ما جعلنا نعمل معا في فلسطين منذ العام 1948 .

ولفت الى أن الشعب الفلسطيني يمتلك من القدرات والإمكانيات والظروف الذاتية ما سيساعده على تحقيق النصر ، داعيا كل أحرار العرب والعالم للوقوف الى جانبنا ، فمقياس صدق الآخرين في عروبتهم وإسلامهم وإنسانيتهم هو صدقهم بالوقوف الى جانب فلسطين.

وإذ أكد محمد علي، أن فلسطين شمعة وليست شماعة لأحد ، شدد على أنها القضية المركزية ، مشيرا الى اننا قادرين على تحويل التحديات الى فرص كبيرة لأن طبيعة المشروع الصهيوني ينهار ، والأسس والركائز المؤسسة للمشروع الصهيوني تنهار ، والإيديولوجيا الصهيونية سقطت ، والجيش الصهيوني الذي كان مراد له أن يقهر قُهر في جنوب لبنان وقطاع غزة ، ولم يعد باستطاعته تحقيق أي انتصار ، والرغم من كل هذا الواقع العربي السيء نقول أن الكيان الصهيوني في مرحلة أزمة وجودية وهو الدولة الوحيدة في العالم التي تقول أنها بأزمة وجودية .

وحول ما إذا كان من الممكن أن نرى اختلافا بين القسام وحماس ، لفت الى أن الخلاف بالمعنى التقليدي لا يمكن أن نراه ، كما حدث في فتح ، لكن ليس هناك توافقا واجتماعا على الوثيقة داخل القسام .

وتطرق وليد محمد علي الى تصريح خالد مشعل حول الوثيقة معتبرا أنها محاولة للدفاع عنها ، فوثيقة تبدأ بطرح وتدافع عنها ، يعني ذلك أنك تشك في أنها مقبولة ، ومشيرا الى أن كل هذا الصخب الإعلامي ما هو إلاّ لأنهم مقتنعين بأن الشعب الفلسطيني وقواعد حماس،  ليسوا مقتنعين بالوثيقة .

وعن إضراب الأسرى وتحقيقهم لأهدافهم مع دخولهم الأسبوع الثالث ، اعتبر أن اضراب الأسرى جاء في وقت مهم جدا ، إذ اننا نتعرض الآن لمشروع ومخطط لتصفية القضية الفلسطينية ، ولا إمكانية لحل القضية والعدو لا يقدم تنازلات ، لذا فإن الطرف العربي الفلسطيني هو من يقدم التنازل ، كما أن الولايات المتحدة بحاجة الى صفقة تعزز وجودها في إطار إعادة بناء النظام العالمي الجديد ، ومضيفا أنه في موقت كنا نسير فيه باتجاه التنازلات ، جاء إضراب الأسرى الفلسطينيين ليوقف هذه الإندفاعة.

واكد ان اضراب الأسرى حقق منع تحويل الكفاح المسلح الى إرهاب ، ولم تعد القضية الفلسطينية مطروحة على القيادات الموجودة في الخارج فقط بل ايضا أصبح هناك قيادة السجون والأسرى وهم أنبل الناس بعد الشهداء فالأسرى هم الشهداء الأحياء، استردوا زمام الأمور ليظهروا رأيهم ودورهم . وما ذلك إلاّ خطوات على طريق فرصة لإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني ، ومؤكدا أن هذا الإضراب ما هو إلا نقطة تحول مفصلي ، وإذا ركزنا عليه واجتهدنا جميعا نستطيع أن نحول هذا التحدي الكبير الى فرصة كبيرة .

وشدد الباحث الفلسطيني ، على ان هذا الإضراب بالتأكيد سيحقق نتائجه ، موضحا انني لست مع أن نرفع في الخارج نفس شعارات المضربين ، بالتاكيد ندعمهم بشعاراتهم ومطالبهم الإنسانية  ، لكن علينا نحن ان نرفع شعارات ومواقف نعمل من اجلها جديا وان لا نكتفي برفعها وذلك لتطوير شعاراتهم ، فهذه الشعارات جميعها خطوات تمكننا من خلال التركيز عليها لكشف المشروع العنصري الصهيوني وحقيقته ، فنحن نملك ورقة قوية جدا هي ان هذا المشروع هو عنصري بامتياز بكامل مكوناته والإنفتاح اليوم لم يعد يقبل بالمشاريع العنصرية ، فجميع المشاريع العنصرية اصبحت في مزبلة التاريخ .

وحول كيف يوظف قرار اليونسكو بأن "القس مدينة محتلة" ولماذا لا نشهد قرارت عربية مماثلة ، رحب وليد محمد علي بهذا القرار ، واعتبر أن له أهمية كبيرة في إطار ما يسمى عزلة الكيان ، وهذا سيساعدنا في معركتنا لعزلة الكيان لنؤكد انه في متعاكس مع كل ما يمس الى ثقافة البشرية والحضارة الإنسانية ، واللافت ان روسيا لاول مرة توافق على القرار بهذه القوة دون التحفظ على رأيها ، اما ان نشهد قرارات عربية فلن نشهد فالواقع العربي الرسمي سيء جدا ، ولكننا بعزلتهم وبالضغط عليهم دوليا تستفيق الشعوب العربية لتفرض واقع جديد على النظام الرسمي العربي ، المنخرط في الترتيبات التي يريدها ترامب لتصفية القضية الفلسطينية.

الاراء المطروحة في هذا الحوار ليس بالضرورة ان تعبر عن اراء وكالة انباء التقريب "تنا" .
 
 
 
https://taghribnews.com/vdcdf50x9yt09x6.422y.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز