تاريخ النشر2015 26 April ساعة 13:40
رقم : 189873

الدليمي يكشف اسرار خطيرة عن نشوء "داعش" في العراق

تنا
يرى وزير الدفاع العراقي السابق سعدون الدليمي إن ساحات الاعتصام في الأنبار (غرب العراق) كانت السبب الرئيس لنشوء عصابات داعش الارهابية في البلاد، مبيناً أن هذه الساحات كانت تصرف لها ما يقارب 30 مليون دولار يوميا من دول إقليمية.
الدليمي يكشف اسرار خطيرة عن نشوء "داعش" في العراق
وأشار الدليمي في مقابلة صحفية إلى أن الموصل سقطت من الداخل، لأن هناك حواضن ودعائم سياسية استقطبت قيادات عصابات داعش الارهابية.

وأضاف "أن حكاية داعش والدعم السياسي لها بدأت معالمها على الأرض منذ أحداث النخيب عندما قتل 22 مواطناً مسافراً من كربلاء إلى سوريا، فأتذكر بعد الحادثة بيوم واحد سافرت إلى الأنبار والتقيت بالشيخ أحمد ابو ريشة، وطلبت منه أن يشكل وفداً لزيارة مجالس العزاء في كربلاء وإبلاغ أهالي الشهداء أن من فعل هذه الجريمة هو مطلوب من العشائر الأنبارية.

وتابع أن "أبو ريشة وافق حينها على الطلب، وعندما أكملنا وجبة الغداء إتصل به وزير المالية السابق رافع العيساوي وطلب منه عدم الذهاب إلى عوائل شهداء النخيب، لأن في ذلك كما هو يرى (ذل وخنوع) لعشائر الأنبار"، مبيناً أنه "بعد إنتهاء المكالمة أبلغني أبو ريشة بعدم الذهاب إلى كربلاء".

وأوضح الدليمي بأن بعض السياسيين لم يكونوا متخوفين من قدوم داعش إلى المحافظات السنية، وكانوا  يعتقدون انهم بامكانهم  تحقيق مكاسبهم الحزبية والخاصة من خلال داعش، مشيراً إلى أن المتظاهرين قتلوا سبعة جنود داخل ساحات الاعتصامات وثم قاموا بطعنهم وكان الشعار آنذاك (طعنة تدخلك الجنة) وقد مُثل في الجثث السبع تمثيلاً بشعاً.

وتابع أن "الفكرة من ساحات الاعتصام كانت إسقاط بغداد عن طريق إقامة ساحات مشابهة في منطقة العامرية وجامع أم القرى، وقد كانت فكرة إسقاط العاصمة عبر الاستعانة بـالخلايا النائمة والداعمة لداعش".
واشار الى ان داعش استطاع من انشاء جيل جديد وهم الان ضحايا هذه الجماعة  ويقاتلون معها من دون وعي.

ولفت إلى أن “70% من عشائر الانبار كانت مع ساحات الاعتصام، حيث كانت الفكرة تشكيل قوة تشبه جبهة النصرة في سوريا منطلقها من الأنبار.
وأضاف ان "سياسيين ورجال دين وشيوخ عشائر ووجهاء ساعدوا على نخر البنية الاجتماعية بين عشائر الأنبار، فعلى سبيل المثال أن عشيرة البو فراج كان 30% من أبناءها مع الدولة و70%  ضد الدولة، وكانت المجاميع التي ضد الدولة تهجم على المجاميع المناصرة للدولة ليلاً بدعوى انهم عملاء وخونة، ويطلقون على الهجوم بـ(الغزوة) ويحصلون على الغنائم ويخربون المنازل ويقتلون الشباب.
 
وذكر الدليمي أن "انسحاب الجيش من الأنبار أو حتى من الموصل كان متوقعاً، لأن البيئة في تلك المحافظات كانت رافضة لهذه الجندي القادم لحمايتهم من المحافظات الجنوبية لأسباب طائفية، وكانوا يسبونهم علناً عبر مكبرات الصوت، على الرغم من أن هولاء كانوا يضحون بأنفسهم من أجلهم".
 
ويرى الدليمي أن "على الحكومة العراقية أن تفكر الآن مرحلة ما بعد داعش، وأن تحرير المناطق ممكن، لكن تحرير العقول من داعش أمر يحتاج إلى مغذيات فكرية، لان داعش احتلت عقول جزء كبير من أهالي الأنبار والموصل فكرياً قبل أن تحتل مناطقهم، وأن مستوى الكراهية والغلّ والحقد وصل إلى درجة تفوق التصور والخيال".
 
وقال الچلیمی إذا كان السؤال كيف نتخلص من داعش فلابد أن يكون الجواب هو التخلص من السياسيين ورجال الدين وشيوخ العشائر الذين يتاجرون بدماء أبناء الأنبار والموصل ويضعونهم في فوهة النار.

وبين أن "داعش ليست جماعات عبثية بل هي مؤسسة منظمة، وهناك من يفكر لها وهناك من يفتي وهناك من يمول وهناك من يدعمها إعلامياً وهناك من يقاتل معها ويرفع السلاح من دون وعي أو نضوج أو تفكير".
 
وعن أسباب سقوط الموصل، قال الدليمي إن "حواضن كثيرة لداعش كانت في الموصل، التي سقطت من الداخل، أي أن المجتمع تحول إلى مستقطب للفكر الداعشي ولم ينفر هذا الفكر، بمعنى أن سقوط الموصل تقف خلفه أسباب اجتماعية وسياسية لا تقل تأثيراً عن الأسباب الأمنية والعسكرية".
 
وبين الدليمي "هناك ثلاثة معاقل كبيرة لداعش في العراق ينبغي معالجتها، هي الفلوجة والحويجة والموصل، وتكاد تكون هذه المعاقل مراكز تخريج الدواعش وتنميتهم، وهناك جيل داعشي خطير ينشأ الآن في تلك المناطق عبر مدارس التكفير ومعسكرات التدريب".

ويقول الدليمي "نشا في الأنبار والموصل وتكريت  دين جديد اسمه داعش لا علاقة له بالاسلام، فليس من المعقول أن الذابح يهتف الله وأكبر، والمذبوح يقول الله أكبر، موضحاً أن هناك مفارقة عجيبة وصادمة في هذا الشأن، لابد أن يهتم المعنيون بها، التي شوهت صورة الدين الاسلامي.
 
واضاف وزير الدفاع العراقي السابق "للتأريخ أقول أن القائد العام للقوات المسلحة نوري المالكي منح القيادات الميدانية في وقتها حرية إتخاذ القرار الأمني وفق ما يرونه يتناسب مع حجم التحديات على الأرض.
 
وبشأن مجزرة سبايكر، أوضح الدليمي "قد أقول كلاماً يزعج الأهالي حقيقة، وهو أن شهداء سبايكر رحمهم الله خرجوا بالقوة من معسكرهم ولم ينفذوا الأوامر العسكرية على أمل أن تحميهم العشائر في تكريت كدخلاء، وقد خدعوهم وأرغبوهم في ذلك عبر مكبرات الصوت، إلا أن الغدر كان هو العنوان الواضح لتلك العشائر التي لم تحترم التقاليد العربية في حماية المستضعفين والأسرى والدخلاء".

 

 
https://taghribnews.com/vdcfe1dymw6dcca.kiiw.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز