تاريخ النشر2014 2 September ساعة 15:10
رقم : 167879

القضاء على داعش يتطلب تجفيف جذور الاحتلال و التصدي لنفوذ الوهابية في المنطقة

تنـا - خاص
عصابات داعش في الحقيقة وليدة الاحتلال و العنف؛ الاحتلال على الصعيد الدولي ، و العنف على مستوى المنطقة. و لهذا فإذا ما تقرر اجتثاث جذور داعش ، ينبغي اولاً استئصال جذور الاحتلال و تجفيف جذور الوهابية في المنطقة
القضاء على داعش يتطلب تجفيف جذور الاحتلال و التصدي لنفوذ الوهابية في المنطقة
في حواره مع وكالة أنباء التقریب ( تنا ) ، حاول سعد الله زارعي الخبير في قضايا الشرق الاوسط ، تسليط الضوء حول التناغم و الانسجام بين موقف تنظيم " بوكو حرام " في نيجرية و تنظيم داعش في العراق ، بالاعلان عن " الخلافة " المزعومة، و امكانية التواصل و التنسيق بين التنظيمين الارهابيين؛ موضحاً : بالنسبة للعلاقة بين داعش و بوكو حرام ، لا تتوافر معلومات كافية كي يتسنى لنا تأكيد مثل هذه العلاقة بشكل حازم ، و لكن ما يمكن تأكيده هو أن طبيعة عملهما واحدة ، أي ان القواسم المشتركة بين هذين التنظيمين تكمن في استخدام العنف و الاجرام و محاولة فرض الارهاب و الاستبداد على ابناء المنطقة .

وتابع : لهذا يمكن القول انهما يتبعان اساليب متشابهة في تنفيذ اهدافهم ، و من الطبيعي أن مثل هذا لا يمكن أن يكون محض صدفة ، و إنما ينبغي أن يكون وليد الارتباط و التواصل فيما بينهما . 

و مضى زارعي يقول : و مما يذكر في هذا الصدد أننا نرى العديد من الدلائل و المؤشرت التي توحي بذلك؛ منها : أن كلا التنظيمين يحاولان تناقل أخبار بعضهما البعض في منشوراتهما ، و احترام المظاهر و العلائم التي يظهرون بها ، و كل هذا يمكن أن يدل على وجود ثمة علاقة بينهما ، و لكن لا نستطيع أن نجزم بطبيعة هذه العلاقة و حجمها . و مهما يكن فليس من المستبعد أن تظهر هذه المجموعات الشبيهة بـ " داعش " في مناطق أخرى من العالم الاسلامي ، و أن تلتقي في النهاية مع يعضها البعض ، و ان يأتي اليوم الذي نشهد فيه الاعلان عن تشكيل تحالف و ائتلاف هذه المجموعات الارهابية مع بعضها البعض . 

و في معرض رده على سؤال حول المنافع التي يمكن أن تحصل عليها الدول الداعمة لـ داعش ، و ما الذي بوسع التنظيم الارهابي ان يقدمه لهذه الدول ، قال زارعي : فيما يذكر بهذا الخصوص هو أن هناك على الدوام هدفاً سلبياً و آخر ايجابياً ؛ الهدف السلبي يكمن في أنه ثمة عدو موجود ، و ان الدول تتحين الفرصة للتخلص من هذا العدو . على سبيل المثال ، نحن لا نشك اليوم في أن الاميركيين و السعوديين و البعثيين ... الخ ، يعتبرون جبهة المقاومة و الجمهورية الاسلامية في ايران العدو الاكبر بالنسبة لهم ، و لهذا فان التوجه المشترك الذي يهدف الى تحجيم نفوذ الجمهورية الاسلامية الايرانية ، بدرجة من الاهمية يدفعهم لأن يضعوا أيديهم في أيدي بعض و تشكيل جبهة متحدة . أما بالنسبة للأهداف الأخرى ، فمن الطبيعي أن كل واحدة من هذه الدول تتطلع الى تحقيق توجهاتها الخاصة التي تلتقي في النهاية مع الاهداف المشتركة لبعضها البعض . 

و يتابع الخبير الايراني في قضايا الشرق الاوسط : من الممكن أن تكون هذه الدول قد توصلت الى قناعة مشتركة بشأن الوضع في العراق و محاولة التخلص من الحكومة العراقية الاسلامية ، و لكن بالنسبة لهدف أبعد من ذلك نظير " خلافة داعش " - على سبيل المثال - فمن الممكن أن لا توافق السعودية أو اميركا على ذلك ، أو ربما لا يرتاح الاميركيون من عودة البعثيين الى الحكم فيما يرحب السعوديون بذلك . و عليه يمكن القول أن هذه الدول من الممكن أن تختلف احياناً ازاء بعض الاهداف و تبتعد عن بعض . 

و حول رؤيته ازاء مستقبل العراق في ضوء اختيار السيد حيدر العبادي لتشكيل الحكومة ، و مدى قدرة الحكومة الجديدة على التصدي للارهاب التكفيري و الفتن الطائفية داخل العراق ، يقول سعد الله زارعي : نظراً لأن انتخاب السيد حيدر العبادي كان وليد اتفاق داخلي بحت ، و عدم السماح بأي تدخل خارجي في هذا الصدد ، فلا شك أن بوسعه ذلك ان يترك تأثيراً كبيراً على صعيد الداخل العراقي و المحيط الاقليمي . و كون حكومة العبادي وليدة التآزر و التلاحم داخل التكتلات السياسية بمختلف توجهاتها الدينية و العرقية ، لذا فمن المؤمل أن يستطيع تذليل مختلف الصعاب و الحد من معاناة العراقيين على المستوى السياسي و الاقتصادي و الثقافي ، بل و حتى الامني . 

و أخيراً ، و حول طبيعة الخطوات التي بوسع دول المنطقة القيام بها للتخلص من شرّ جماعات داعش الارهابية ، يقول زارعي : في الحقيقة، أن داعش نتاج الظروف و الاوضاع التي عاشتها المنطقة . فالظروف الدولية التي نتجت عن احتلال كل من افغانستان و العراق ، و الاوضاع التي عصفت بالمنطقة جراء ذلك ، شجعت الجبهة الوهابية لفرض هيمنتها على المنطقة . و أن عصابات داعش إنما هي في الحقيقة و ليدة الاحتلال و العنف . الاحتلال على الصعيد الدولي ، و العنف على مستوى المنطقة . و لهذا فإذا ما تقرر اجتثاث جذور داعش ، ينبغي اولاً استئصال جذور الاحتلال و تجفيف جذور الوهابية في المنطقة . و لكن طالما كانت المطامع الاميركية ماثلة في المنطقة ، و أصرّ النظام السعودي على توسيع دائرة نفوده السياسي عن طريق تصدير الايديولوجيات التي تتسم بالعنف و الرعب ، فان مجموعات أمثال داعش سوف تحاول انتهاز هذه الفرص لبسط نفوذها و تحقيق اهدافها .









https://taghribnews.com/vdchqqnzw23n-6d.4tt2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز