تاريخ النشر2015 29 August ساعة 12:45
رقم : 203194

"أمير الزبداني" يخسر تاجه ومملكته ويبحث عن ملجأ

تنا
يعيش أبو عدنان زيتون أسوأ أيامه، فبعد تتويجه «أميراً» على الزبداني حيث كان يطمح في يوم من الأيام لإقامة «دولة الخلافة»، وجد نفسه محاصراً في بضع مئات من الأمتار فقط .
"أمير الزبداني" يخسر تاجه ومملكته ويبحث عن ملجأ
فاصبحت الخيارات أمامه قليلة لكنها جميعاً تعني التخلّي عن طموحه، فإما الاستمرار في قتال عبثي معروف النتيجة، وإما القبول بالانسحاب خارج دمشق، إلى الشمال أو الجنوب، لا فرق لأنه في كلتا الحالتين سيكون قد خسر التاج الذي قاتل من أجله.
  
ونشرت صحيفة "السفير" تقريراً مفصلاً عن زيتون، حمل توقيع عبد الله علي، نقلت فيه إشارة المعلومات المأخوذة من مصدر مقرب من زيتون، إلى أن الأخير أسس في سبيل إدارة مدينة الزبداني مجموعة من المجالس واللجان، أهمها "مجلس عسكري" بقيادته و "مجلس سياسي" و "لجنة استشارية" من أعضاء بعضهم متواجد في سوريا وبعضهم خارجها، و "لجنة شرعية" تضم رجال دين وبعض المحامين والقضاة.

وبحسب المصدر الذي نقلت الصحيفة حديثه فإن قيادة "أحرار الشام" المركزية أرسلت إلى زيتون للاستفسار منه حول موقفه من موضوع التفاوض مع الجيش السوري بخصوص مدينة الزبداني والفوعة وكفريا. فانعقد «المجلس السياسي» واتخذ قراراً بالموافقة على خوض المفاوضات وحظي القرار بتصديق أبي عدنان عليه. عندها تم تشكيل لجنة في الزبداني لمتابعة المفاوضات وجرى ربطها مع مندوب من القيادة المركزية في إدلب عبر شبكة الانترنت للتشاور حول تفاصيل المفاوضات.

ويؤكد المصدر أن زيتون من حيث المبدأ لا يمانع بمغادرة مدينة الزبداني مع مسلحيه، إلا أنه لن يفعل ذلك من دون الحصول على بعض الشروط والضمانات التي تكفل ألا تترتب عليه تداعيات سلبية نتيجة ذلك، سواء على شخصه أو موقعه في الحركة. واتهم المصدر فصيلاً من فصائل وادي بردى من دون تسميته بإفشال الهدنة السابقة، حيث عمد إلى قطع المياه عن مدينة دمشق. وعزا هذا التصرف إلى خشية فصائل وادي بردى من أن الدور سيحين عليها بعد الزبداني لذلك ترغب في عدم سقوطها، وأن تستمر معركتها أطول فترة ممكنة، مبدياً استغرابه من هكذا تصرف لأن هذه الفصائل لم تهب إلى نصرة الزبداني وتريدها أن تقاتل وحدها.

ولكن برغم تعدد المجالس، لا يمكن إنكار أن أبا عدنان زيتون بشخصه وسيرته يمثل قطب الرحى في الأحداث التي تجري في مدينة الزبداني، وأنه نجح في رهن مصير المدينة بمصيره.

فمن هو أبو عدنان زيتون؟
هو القائد العام لـ «حركة أحرار الشام الاسلامية في الزبداني»، وبما أن الحركة هي المهيمنة على المدينة فمن الطبيعي أن يكون أبو عدنان المتنفذ رقم واحد الذي يمسك بزمام القرار ويدين له الجميع ـ ولو ظاهرياً ـ بالولاء والطاعة.

وقد ساعدته الظروف منذ مطلع العام الماضي على التدرّج سريعاً في مسيرة القبض على مفاصل المدينة والتحكم بممراتها العلنية والسرية.

فقد قتل أحد أبرز قادة المجموعات وهو محمود رحمة المعروف بلقب «الريّس» قائد «لواء شهداء الحق» الذي كان له تأثير كبير ونفوذ يضاهي نفوذ زيتون، فترك مقتله شغوراً حرص الأخير على أن يكون الشاغل الوحيد له، كما أن الهجمات التي شنها الجيش السوري في ذلك التاريخ ساعدت أبا عدنان زيتون في شدّ عصب المسلحين وإقناعهم بضرورة وجود قيادة واحدة لمواجهة المعركة.

ولد زيتون، واسمه الكامل محمد عدنان زيتون في العام ١٩٧٧ ما يفسر اختياره للرقم (٧٧) كرمز له في النداءات على اللاسلكي.

وتخرّج من كلية الهندسة الزراعية، ثم سجّل في كلية الشريعة استجابة لدوافع التشدد التي كانت تتبلور في شخصيته.

والمفارقة في حياة زيتون أن أمه لبنانية الجنسية من قرى النبي شيت شيعية المذهب، لكن ذلك لم يمنع ابنها من الغرق في مستنقع الطائفية.

وقد قبض عليه لأول مرة بعد العام ٢٠٠٦ وهو يروج لأقراص مدمجة تتضمن طعناً في الشيعة، وزجّ به في سجن صيدنايا حيث تعرف فيه على بعض قادة «أحرار الشام» وغيرهم من قادة بعض الجماعات الاسلامية.
 
https://taghribnews.com/vdci3par5t1auz2.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز