تاريخ النشر2014 26 November ساعة 15:58
رقم : 174962

الدكتور علاء الدين زعتري : مؤتمر قم دعوة لإعادة قراءة الذات كمسلمين

تنا - خاص
يتفق علماء الاسلام بمختلف انتماءاتهم المذهبية ، ممن شاركوا في مؤتمر ( آراء علماء الاسلام في التيارات المتطرفة و التكفيرية ) ، بأن المؤتمر حدث غير مسبوق و في غاية الاهمية ، نظراً لأن المؤتمر يعقد برعاية و اشراف الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة ، اضافة الى هوية الشخصيات العلمية الدينية و الاكاديمية المشاركة في هذا المؤتمر .
الدكتور علاء الدين زعتري
الدكتور علاء الدين زعتري
و من اللافت حرص المؤتمر على توصل علماء الاسلام الى موقف موحّد ، واضح و صريح ، لمواجهة التحديات التكفيرية و سبل التصدي للتكفيريين . و حيث أن البلد المسلم سوريا كان في طليعة البلدان التي عانت و لا تزال تعاني من الارهاب التكفيري بمختلف انواعه و اساليبه بنحو يندى له جبين الانسانية فضلاً عن المسلمين . . و للوقوف على حجم الارهاب التكفيري الذي يعاني منه هذا البلد المسلم ، إلتقينا الدكتور علاء الدين زعتري مدير الافتاء العام بوزارة الاوقاف السورية فكان لنا معه هذا الحوار : 

يقول الدكتور زعتري عن اهمية انعقاد هذا المؤتمر و أبرز ما يميزه : في ظلمة يعاني منها المسلمون في هذا الظرف العصيب ، لابد من إضاءة نور ، و لابد من اهتداء بطريق يوصلنا الى ما هو خير ، لذلك كان هذا المؤتمر و هذه اللقاءات للبرهنة على أن المسلمين المعتدلين مازالوا موجودين في كل مكان و زمان ، ليقولوا للناس ها هنا منارة العلم ، و ها هنا منارة القرآن و نور الايمان ، و ها هنا سفينة النجاة فلا تتركوها .. فإذا كان بعض المسلمين قد انحرف في تأويله ، و اذا كان بعض المسلمين قد ضلّ طريقه ، و اذا كان بعض المسلمين تورط في المشروع الصهيوني بوحي من جهلهم ، و إذا بعض المسلمين لا يعرفون بأنهم يؤدون خدمة لاسرائيل و الاستكبار العالمي ، فإن هذا المؤتمر يقول للجميع : أيها المسلمون تعالوا لإعادة قراءة الذات ، فنحن أمّة واحدة ، و كل من ينطق بالشهادتين فهو من المسلمين ، و من كان مسلماً لا يجوز قتله ، و لا يجوز نهبه ، و لا يجوز هتك عرضه . 

و عمن يتحمل مسؤولية ظهور التطرف في اوساط المسلمين ، يوضح مدير الافتاء العام بوزارة الاوقاف السورية : إذا أردنا أن نتحدث عن المسؤولية ، يمكننا أن نربطها ببيت يربي ، و مدرسة تعلّم ، و مسجد و حسينية تعظ ، و إعلام يثقف . مجموع كل هذا أنتج إما جهلاً بحقيقة الأمر ، أو تحريفاً للكلم عن مواضعه . 

و بالنسبة لما ينبغي فعله للحد من آفة التكفير ، يقول الدكتور علاء الدين زعتري : هناك مسؤوليتان ، مسؤولية العالم و العلم في مواجهة الجهل و تحريف الكلم عن موضعه . و مسؤولية الحاكم . إذ أن مسؤولية الحاكم ، كما هي مسؤولية العالم ، تكمن في القضاء على هذا الفساد من خلال محاصرته و التضييق عليه ، بل و حتى مواجهته قتالياً تأسياً بقوله تعالى : ( إنما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الارض فساداً أن يقتلوا أو يصلبوا .... ) ، تلك هي مسؤولية الحاكم . أما مسؤولية العالم فيوضحها قول الله تعالى : ( و لتكن منكم أمة يدعون الى الخير و يأمرون بالمعروف و ينهون عن المنكر ) . 

و عن تصوره إزاء ظاهرة احتضان الغرب للتيارات الدينية المتطرفة و تقديم الدعم لها ، يرى الدكتور زعتري : لا يلام العدو على ما يفعل . من حقه أن يتصرف كما يشاء . و لكن اللوم على الصديق إذا لم يعرف . العدو له دوافعه للحيلولة دون انتشار الاسلام . العدو له هواجسه من ظهور الدين الاسلامي . و لهذا فأن ما تقوم به الفئات المتطرفة ، و ما ترتكب من مآسي و مجازر باسم الاسلام ، يخدم مصالح الغرب و اهدافه ، و لهذا فهو سعيد بهذا الواقع المأساوي الذي تعاني منه الكثير من البلدان الاسلامية ، و لذا تراه يقول لمجتمعه : هذه هي صورة المسلمين ، انظروا كيف يقتل بعضهم بعضاً . 

و حول تفسيره لصمت المؤسسات الدينية في العالم الاسلامي إزاء المجازر التي ترتكب باسم الاسلام ، الذي ساعد في اتساع دائرة الارهاب التكفيري و الايغال في القتل و الاجرام ، قال الدكتور زعتري : يؤسفني القول أن هذه المؤسسات ليست مستقلة للأسف . فإذا كنا نتحدث عن الامم المتحدة ، فأنها تتحدث بلغة من يدفع لها . و مثل هذا ينسحب على سائر المؤسسات التي تعيش في بلد ما و تأكل من خيرات ذلك البلد . فليس لديها القدرة على التحرر و التمتع بالاستقلالية . و ليس هناك مرجعية بالمعنى الحقيقي ، و لا وجود لإستقلالية مالية أو إجتماعية و لا قبول لدى الناس ، لذلك ترى هذه المؤسسات يسيطر عليها مال النفط . و لا يسعنا إلا أن نقول يا أسفا على أمة ضاعت جهودها سداً ، بين نهج غريب ، أو تملق لحاكم قريب . 

و عن اهمية الجهود التي يقوم بها المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية في ظل الحشد الطائفي الذي يخيم على المجتمعات الاسلامية ، يذكر الدكتور زعتري : المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية و المؤسسات العلمية الأخرى ، من واجبه الاضطلاع بمسؤولياته و البقاء في صف المواجهة العلمية و التثقيفية اجتماعياً و معرفياً ، كي نبرهن للعالم بأن الامة الواحدة لا تأكل بعضها . و مما لا شك فيه أن الجهود التي يقوم بها المجمع العالمي للتقريب ، جهود جبارة على صعيد النخب العلمية و الفكرية ، نأمل أن تتسع لتصل الى سائر الشرائح الاجتماعية . فنحن في المؤتمرات طالمنا كنا نتحدث في الصالات المغلقة ، فكأننا نتحدث في المرآة ، و لم نخرج بعد الى حقيقة النشر المعرفي لكل أبناء الامة الاسلامية ، بأن هذا أخاً لك في الدين ، و ذاك نظير لك في الخلق ، كما قال أمير المؤمنين الامام علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) . 

اجرى الحوار : منير مسعودي
https://taghribnews.com/vdciq5azrt1ay32.scct.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز