صحيفة امريكية : أميركا تتخلى عن دورها القيادي في الشرق الأوسط
تنا
صحيفة "فورين بوليسي" تعتبر أن أولويات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط قد تراجعت، وفقدت صلاحية توجيهها للدول العربية، الأمر الذي وضعها أمام خيار تنامي اعتمادها على شركائها المحليين والتأقلم مع وجهة نظرهم أكثر مما كانت تفعل في الماضي.
شارک :
إعتبرت صحيفة "فورين بوليسي" في نسختها الالكترونية، أن أولويات الولايات المتحدة في الشرق الاوسط قد تراجعت "وفقدت صلاحية توجيهها للدول العربية"، مما وضعها أمام خيار تنامي "اعتمادها على شركائها المحليين والتأقلم مع وجهة نظرهم أكثر مما كانت تفعل في الماضي".
وأوضحت أن "خلافات" بينة برزت بين الولايات المتحدة والدول العربية، حول بلورة فهم موحد "لطبيعة المشكلات الأمنية التي تواجه المنطقة". إذ تنظر واشنطن للصراع الدائر على أنه "بين السنة والشيعة، وليس بين الاسلام المعتدل والمتطرف"، بينما تتعامل الرياض مع "الانتفاضات المحلية بوصفها تراكم للدلالة على توجهات إيران لبسط هيمنتها على الشرق الأوسط".
وأردفت أن القوة العربية المشتركة، التي أقرتها جامعة الدول العربية، كانت مصر هي صاحبة الفكرة، التي بلورها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، بعد حادثة قتل 21 قبطياً مصرياً على يد داعش في ليبيا، ومستقبل القوة "يتوقف على السعودية" لقدرتها التمويلية الكبيرة. وعليه "أضحت هذه الحرب نموذجاً لنمط جديد من التحرك الإقليمي الجمعي، وتبني الولايات المتحدة دور مساند له".
وحذرت الصحيفة الرئيس الأميركي باراك أوباما من الانجرار "وراء الاقتراحات التي ترحب بها" الدول العربية، نظراً لعدة اعتبارات، من أبرزها "بقاء خلافات وانقسامات عميقة بين الدول العربية المنخرطة في تحالف متغير للدول الراغبة، بدلاً من أطار جماعي مثل حلف الاطلسي". كما أن "السعودية تكرر ارتكاب بعضاً من اسوأ الاخطاء التي ارتكبتها الولايات المتحدة" في حروبها العسكرية المتعددة، لا سيما "لتزايد اعداد الضحايا من المدنيين، والارضية الخصبة التي تشكل ملاذاً لتنظيم القاعدة في ظل حالة الفوضى".
وذكّرت البيت الابيض أنه يتعيّن عليه الاستجابة إلى "توسلات (بعض المسؤولين) لوقف القتال وإبرام تسوية مع المتمردين، خاصة وأن الحوثيين ليسوا أتباعاً لإيران، بل جماعة راسخة في اليمن وينبغي تلبية مطالبهم في إطار اتفاق لتقاسم السلطة". واستدركت بالقول إن "المشكلة الأكبر تكمن في وجهة نظر السعودية" التي ترفض الحل السياسي "وتصر على إعادة "الرئيس" عبد ربه منصور هادي إلى السلطة، والقفز على حقيقة أن ضعف هادي هو الذي شجع جيشه التخلي عنه والعمل لصالح سلفه".