سجّل يا تاريخ أن أهل غزّة ولبنان يرفعون شعار حفيد رسول الله الحسين بن علي (ع) في ذروة الشدائد قائلين : هيهات منّا الذلّة.
شارک :
لقد كتب التاريخ مقاطع من الزمن حدثت فيها مواجهة بين الظالمين والمظلومين، وكان الظالمون في ذرة عتوّهم والمظلومون لم يتراجعوا أمام طغيانهم فكان النصر للمظلومين. وها هم أهل لبنان وغزّة ينزل بهم ألوان الظلم مما قلّ له نظير في التاريخ ومع كل هذا فهم صامدون.. لم يواجه العدوّ الصهيوني في تاريخه مثل هذا الصمود.
أكثر من عام وهو يحارب فئة مجهّزة بسلاح لا يمكن مقارنته بسلاح العدوّ، فالعدوّ قد أعدّ لهذه المواجهة أحدث ما توصلت إليه قوى الاستكبار العالمي من أسلحة فتاكة جوّية وبريّة ومن وسائل حرب الكترونية واستخباراتية وتجسسية لكنه عجز عن تحقيق أهدافه التي أعلنها في بداية طوفان الأقصى. وها هو يعاني من معارضة شعبية شديدة داخلية وعالمية، ويعاني من هجرة معاكسة، ويعاني من انهيار اقتصادي بسعي حلفاؤه الامريكان وغيرهم إلى إنقاذ هذا الانهيار، ويعاني من مقتل جنوده أكثر مما عاناه في حروبه السابقة مع البلدان العربية مجتمعة :
سجّل يا تاريخ أن اليهود الصهاينة الذين حاولوا لقرن من الزمان أن يوحوا للرأي العام العالمي بأنهم مظلومون، وأنهم عانوا من «المحرقة» أو الهالكوست، ها هم اليوم يثبتون زيف كل تلك المزاعم ويبيّنون للعالم بأنهم أبشع وحش ظالم عرفه التاريخ.
سجّل يا تاريخ أن مفكرين يهود بداوا يتحدثون ويكتبون أن هذه الحر ب الدائرة هي بداية نهاية دولة الصهاينة، وان اسرائيل بعد هذه الحرب سوف لا تدوم طويلا. وهل يمكن أن تواجه دولة الصهاينة كارثة أكبر من هذه ؟!. كارثة قرب الزوال.
سجّل يا تاريخ أن المظلومين المقاومين في هذه الحرب فقدوا خيرة قادتهم، وأصيب خلال يومين من هذه الحرب 4000 منهم في قصف سيبراني وهدمت بيوتهم وواجهوا حرب إبادة جماعية لكنهم لا يزالون يقاومون.
سجّل يا تاريخ أن أهل غزّة ولبنان يرفعون شعار حفيد رسول الله الحسين بن علي (ع) في ذروة الشدائد قائلين : هيهات منّا الذلّة.
سجّل يا تاريخ أن هؤلاء المقاومين قد خذلهم بعض أهل جلدتهم من المهزومين أو العملاء لكنه لم يؤثر ذلك في معنوياتهم بل زادهم إيمانا وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل.
سجّل يا تاريخ أن أمريكا والناتو وبعض بلدان المنطقة! كانوا شركاء في هذه الابادة الجماعية، فقد أغدقوا على العدوّ الصهيوني كل ما يستطيع به أن يواصل القتل والتدمير والتشريد والتجويع، وهؤلاء الشركاء يقرعون أسماعنا عبر العشرات من فضائياتهم بأنهم يدافعون عن حقوق الإنسان!!
سجّل يا تاريخ أن هناك في بلداننا الاسلامية في هذه الظروف المرّة بالذات من يثير الفتن الطائفية والحزازات القومية ليدعم العدوان ويساند الظالمين.
سجّل يا تاريخ أن هناك في بلداننا من يعمل في هذه الظروف بالذات على إثارة موجة من الفساد الخلقي والانحدار في مستنقع الشهوات، والذوبان في مشروع العدوّ الهادف إلى سلب إرادة الشباب وروح المقاومة فيهم.
سجّل يا تاريخ أن من يساند المظلومين في محور المقاومة يواجه هو أيضًا ألوان الحرب العسكرية والاقتصادية والامنية، لكن دول هذا المحور لا يكفون عن مساندة المظلومين في غزّة ولبنان مؤكدين بذلك وحدة المسير والمصير في هذه المواجهة.
سجّل يا تاريخ كل هذه المشاهد وخاطب الاجيال القادمة وقل لهم: عليكم أن تميّزوا بين العدوّ والصديق، وأن تكونوا دائمًا للمظلوم عونًا وللظالم خصما، قل لهم إن سيد المقاومة قد خاطب العالم في ذروة عتوّ الصهاينة وقال: والله إن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت، وبهذه المعنويات أتباعه يواصلون السير فأما نصر أو استشهاد وهما حُسنيان. يواصلون المسير وهم يؤمنون بأن مع الصبر نصرا. يؤمنون بأن ربّ العالمين خير ناصر ومعين وأن العاقبة للمتقين.
المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية/
الشؤون الدولية