بعد 12 عاماً من المفاوضات بين ايران والقوى الكبرى حول الملف النووی الایرانی المفتعل ، و في ختام 21 شهراً من المفاوضات وجولة ماراثونية استمرت أكثر من 17 يوماً في فيينا، توصّلت طهران ومجموعة "5+1"، اليوم الثلاثاء، إلى اتفاق حول الملف النووي الإيراني .
شارک :
سبب هذه المفاوضات الطويلة والغير مسبوقة عالميا بين دولة من العالم الثالث والقوى الكبرى هو تشكيك الغرب وامريكا حول سلمية النشاط النووي الايراني واتهام ايران بانها تسعى الى تصنيع السلاح النووي ، ولهذا السببب وبهذه الذريعة بدأت القوى الكبرى بتشديد ضغوطها على ايران السياسية والاقتصادية فمرت بعدة مراحل منها توقف جميع الانشطة النووية وتعطليها كليا بحجة ان ايران ليست بحاجة الى هذه الطاقة وحتى تعطيل الفروع الدراسية الجامعية بهذا الخصوص . ولكن وبعد مواجهتها مقاومة ايران وقيادتها وشعبها تجاه هذه المطالب الغير مشروعة والغير منطقية تغيرت اساليب الضغط الغربية وصار الكلام عن تحديد هذه الانشطة الى ان وصل الامر الى فرض العقوبات الاقتصادية الغير قانونية والغير انسانية التي وان اصابت الاقتصاد الايراني بشيئ من السوء ولكن لم تستطع ان تؤثر على قرار ايران السياسي بلادفاع عن حقوقها النووية المشروعة ولم ترضخ للعقوبات والمطالب المبالغ فيها .
ولهذا السبب لجأت القوى الكبرى للتفاوض مرة اخرى مع ايران الذي يعتقد ان احد اسبابه هو ظهور ايران كقوة اقليمية لها دور مهم وكبير لتسوية بعض الازمات المستفحلة فيها كالازمة السورية وموضوع مكافحة الارهاب خاصة ارهاب داعش في العراق والمنطقة والتي ابدت جدارتها ومصداقيتها على هذا الصعيد حين ساعدت العراق وسوريا في حربهما مع الجماعات الارهابية .
الغرب اليوم وعلى رأسه الولايات المتحدة توصل الى هذه النتيجة ان الضغوط الاقتصادية لم تؤثر على حركة ايران التقدمية في كثير من المجالات خاصة في المجال العسكري بل زاد من قدراتها العسكرية ولهذا السبب رأى ان الخيار العسكري لمواجهة النشاط النووي الايراني غير مجدي وغير عقلائي بل عمل جنوني سوف يشعل المنطقة برمتها ويعرض جميع مصالح الغرب في كل مكان للخطر .
التسویة تعد انتصارا للایرانیین، بعدما کانت الوجهة الاولی لرفع العقوبات، ترتبط بعملیة مراقبة مدیدة للبرنامج النووي الایراني، قد تبلغ عامین أو أکثر ولم یحصل الفرنسیون علی فرض عقوبات تلقائیة علی إیران من دون العودة إلی مجلس الامن، إذا ما خالفت الاتفاق . وكذلك انتصارا لدبلوماسية التعامل البناء القائم على اساس الحوار والتفاوض لتسوية الخلافات الاقليمية والدولية لحكومة روحاني .
وبعد محادثات شاقة جرت علی مدی الاسبوعین الاخیرین، توصل الفریق الایرانی المفاوض برئاسة وزیر الخارجیة محمد جواد ظریف مع الفرق المفاوضة لمجموعة 1+5 الی محصلة تصبح ایران وفقا لها من الان فصاعدا بلدا لا یخضع للعقوبات الدولیة وسترفع عنها جمیع العقوبات الاقتصادیة والمصرفیة والمالیة وفق تأکید قائد الثورة الاسلامیة فی یوم تطبیق "خطة العمل المشترك الشاملة"بصورة نهائیة .
وهذا ملخص مسودة الاتفاق النووي النهائي بين ايران والسداسية الذي ابرم ليل الاثنين الثلاثاء في فيينا :
1- تقر القوى العالمية ببرنامج ايران النووي السلمي في إطار المعاهدات الدولية المعترف بها.
2- لا يشكل البرنامج النووي الايراني تهديدا للسلم والأمن الدوليين، وهو الآن يخضع للتعاون الدولي مع البلدان الأخرى وفق المعايير الدولية.
3- تعترف الامم المتحدة باعتبار إيران دولة تمتلك تكنولوجيا الطاقة النووية بدورتها الكاملة، وتعترف أيضا بسلمية البرنامج النووي الايراني.
4- تُرفع قرارات العقوبات في مجلس الأمن الدولي، بما في ذلك جميع العقوبات الاقتصادية والمالية المفروضة على إيران، من خلال إصدار قرار جديد في مجلس الامن الدولي.
5- سيتم دعوة مجلس الامن الدولي، بناء على المادتين 25 و41 من ميثاق الأمم المتحدة، لاتخاذ قرار جديد لإلغاء العقوبات المتخذة بحق ايران.
كيف سيكون وضع البرنامج النووي الايراني بعد الاتفاق؟
أ- سوف تبقى جميع المنشآت والمرافق النووية تعمل وخلافا لمطالب الجانب الأمريكي، لن يتم تفكيكها أو إغلاق أي منها.
ب- سوف تواصل ايران برنامجها لتخصيب اليورانيوم.
ج- سوف يكون التخصيب عبر كل انواع اجهزة الطرد المتقدمة، بما في ذلك IR-4، IR-5، IR-6 و IR-8 .
د- سوف يتم الاعتراف بايران كقوة نووية سلمية تنتج اليورانيوم والماء الثقيل رغم 35 عاما من الحصار الذي أثبت عدم فعاليته.
ه- سوف يتم إلغاء كل العقوبات المالية في مجالات الخدمات المصرفية والمالية والنفط والغاز والبتروكيماويات والتجارة، والتأمين، والنقل، التي اتخذتها امريكا والاتحاد الأوروبي في بداية تطبيق الاتفاق وعلى دفعة واحدة.
و- سوف يتم رفع الحظر المفروض على إيران في مجال التسلح من بينها استبدال بعض القيود، لاستيراد أو تصدير مواد دفاعية بحيث يرفع الحظر من قبل الامم المتحدة ويبقى من قبل الولايات المتحدة لمدة خمس سنوات.
ز- سوف يتم إلغاء الحظر على شراء المواد ذات الاستخدام المزدوج التطبيقات والحساسة.
ح - سوف يرفع الحظر عن الطلاب الإيرانيين الذين ينوون الدراسة في الغرب في المجالات المتعلقة بالطاقة النووية
ط - سوف يرفع الحظر عن ايران في مجال النقل الجوي المدني، بحيث تتمكن من شراء طائرات نقل سياحي، ويرفع الحظر عن قطع الغيار الخاصة بهذا المجال بحيث تتمكن ايران من تحديث اسطولها الجوي للنقل وفق افضل المعايير الدولية المتعلقة بالسلامة.
ي - سوف يتم الإفراج عن عشرات المليارات التابعة لإيران دون اية شروط.
ك- سوف يتم ازالة كل العقوبات بحق البنك المركزي، وشركة النقل البحري وشركة النفط الوطنية الإيرانية، ومستودعات شركة النفط الوطنية الإيرانية والشركات التابعة، وشركة الخطوط الجوية الإيرانية والعديد من المؤسسات الأخرى والبنوك والمؤسسات التابعة لجمهورية إيران الإسلامية (أي ما مجموعه حوالي 800 فرد أو مؤسسة .
ل- سوف يتم تسهيل الوصول إلى مجالات التجارة والتكنولوجيا والتمويل لمشاريع الطاقة.
م - سوف يتم رفع الحظر والقيود عن التعاون الاقتصادي مع إيران في جميع المجالات، بما في ذلك الاستثمار في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، وغيرها من المجالات الاقتصادية.
ن - سوف يرفع الحظر عن التعاون في مجال الطاقة النووية السلمية مع إيران وفي مجال التعاون الدولي لبناء محطات جديدة للطاقة النووية والمفاعلات البحثية والصناعة النووية بالتقنية الاكثر تقدما وتطورا.