تسببت المياه التي ضخها الجيش المصري بانهيار الانفاق في منطقة رفح جنوب قطاع غزة، وسط تخوفات من أن تؤثر المياه المالحة التي واصل المصريون ضخها على التربة والخزان المائي الجوفي.
شارک :
وكان الجيش المصري شيد أنابيب حديدية على بعد 2 كيلو لإغراق الانفاق التي حفرها فلسطينيون بين غزة والاراضي المصرية، وأكد شهود عيان أن المياه تدفقت إلى الجانب الفلسطيني من الحدود وتسببت بانهيارات للتربة في المنطقة التي كان يطلق عليها سابقا منطقة الأنفاق عند محور فيلادلفيا في رفح.
بسام احد عمال الأنفاق سابقا، أوضح أن المياه التي ضختها مصر في الأنابيب أحدثت انهيارات في الأنفاق التي كانت تمتد على طول الشريط الحدودي مع القطاع، مبينا أن ما يزيد عن ألفي نفق دمرت بالكامل.
وقال بسام: "الآن فقط نقول أن الأنفاق توقفت تماما عن العمل فقد وصلتنا المياه وغمرت منطقة الآبار والأنفاق في حي البراعمة وزعرب والسلام وصلاح الدين"، مبينا أن الأنفاق كانت تمتد من هذه المناطق إلى ما بعد المعبر.وأشار بسام إلى أن كل نفق من تلك التي تم تدميرها كانت تدر دخلا على 15 عائلة فضلا عن كميات السولار والبنزين التي كانت تدخل بأسعار رخيصة عبر أنابيب كانت ممتدة، ويتابع "كنا عايشين من ورا الأنفاق".وأوضح انه كان يعمل في احد الأنفاق بالإضافة إلى 30 عاملا آخر بنظام دورتين ودخله يتراوح ما بين ألف و1500 شيكل بالشهر، جميعهم أضحوا بلا عمل الآن.
تدمير الأمن المائي لقطاع غزة
المهندس مازن البنا نائب رئيس سلطة المياه في قطاع غزة، أوضح ان النتائج المخبرية لهذه المياه أشارت إلى أنها مياه شديدة الملوحة مجموع الأملاح الذائبة فيها 28 ألف مليجرام في اللتر وهي تقترب من مياه البحر، وهي أضعاف مضاعفة من تركيز مياه الشرب، مبينا انه في حال وصولها إلى الخزان الجوفي ستعمل على تدميره ولن يصبح صالح للاستخدام.وقال البنا: "وبالتالي نتحدث عن تدمير للأمن المائي في قطاع غزة وحصار مائي جديد لقطاع المياه وتدمير قطاع الزراعة لان آبار زراعية ستدمر بالكامل وتدمير آبار البلديات وبالتالي سيعطش الفلسطيني داخل محافظة رفح وقد ينتشر هذا ليصل إلى خان يونس".
أما عن تأثير ضخ هذه المياه على التربة، أوضح البنا أن المياه حتى اللحظة تسببت بانهيارات بسبب وجود الأنفاق، محذرا من انهيار للمباني السكنية والطرق والبنى التحتية فيما يخص شبكات المياه وشبكات الصرف الصحي، وبالتالي نتحدث عن تدمير كامل للبنية التحتية ومزيد من التدهور للبيئة الفلسطينية في تلك المنطقة.
البنا حذر أيضا من عمليات هجر خاصة للاجئين في معسكرات اللاجئين على حدود قطاع غزة في منطقة رفح، خاصة أن تلك الانهيارات تهدد حياتهم داعيا "الاشقاء" المصريين للتوقف عن تنفيذ هذا المشروع لما فيه من خطورة ومزيد من الحصار على الشعب الفلسطيني.قانونيا، أوضح البنا انه على الرغم من كون هذا المشروع داخل الأراضي المصرية ولكن يؤثر على الخزان الجوفي المشترك بين الأراضي الفلسطينية والمصرية فهو مخالف للقانون الدولي وللقواعد الدولية المنصوص عليها مطالبا الأمم المتحدة ومؤسساتها ومنظماتها المعنية بشئون البيئة أن تتدخل بشكل سريع وعاجل لوقف هذا المشروع.
أما صحيا، فحذر البنا أن هذا المشروع سيعرض حياة المواطنين الصحية للخطر خاصة في ظل الحديث عن انهيار شبكات الصرف الصحي وما يصاحبها من انتشار الأمراض، مشددا على أن خطورة هذا المشروع تكمن في تدمير شامل للمنطقة بسبب هذه المياه المالحة وتأثيرها على التربة والمساكن ومياه الشرب وتأثير ذلك على قطاع غزة بشكل عام حيث تعتبر المناطق الجنوبية السلة الغذائية للقطاع.
نبذة تاريخةعلى مدار التاريخ كانت هناك عدة محاولات للسيطرة على الشريط الحدودي الذي يفصل مصر عن قطاع غزة، فقد حاولت إسرائيل إنشاء خندق مائي على طول الحدود في محور فلادلفيا وهي داخل نفوذ قطاع غزة على طول الـ12 كيلو في تلك المنطقة باستخدام مياه البحر لمكافحة التهريب وعدم مساعدة المقاومة في الحصول على اسلحة في ذلك الوقت ولكن الغي المشروع بعد الانسحاب الإسرائيلي في العام 2005.
في عهد الرئيس حسني مبارك أمر بإنشاء جدار فولاذي على الحدود المصرية الفلسطينية مع وجود أنبوب يحقن في باطن الأرض لتدمير الأنفاق ولكن تنحيه عن الحكم نتيجة الثورات في العام 2011 و2012 لم يعطيه المجال لاستكمال المشروع اما في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي استكمل الجيش المصري عملية تدمير الأنفاق من خلال إنشاء قنوات مائية بهدف تربية الأسماك هذا المشروع تم بخطوة أولى بإزالة السكان المصريين في رفح المصرية بعمق 500 إلى 1000 متر على الحدود والخطوة الثانية تمت بمد أنبوب من البحر على طول 12 كيلو وعلى بعد 100 متر من الجدار المصري الحدودي داخل الأراضي المصرية إلى الشمال من هذا الأنبوب يوجد خنادق وقنوات لملأها بمياه البحر كما تم قبل يومين.