عودة في التاريخ.... انتصار المقاومة في حرب تموز ٢٠٠٦
كثير هي الانتصارات العسكرية سجلها التاريخ , ولكن الانتصارات التي حققتها الشعوب وحركات المقاومة امام المحتل والمعتدي تبقى راسخة في الذكريات لانها غيرت من مسيرة ذلك الشعب وقلبت موازين القوى لصالح المستضعفين
شارک :
وكالة انباء التقريب (تنا) : أربع سنوات على الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان وعلى الانتصار التاريخي للمقاومة اللبنانية. أربع سنوات على الهزيمة الإسرائيلية الحارقة التي لم تأت في حساباتهم الإستراتيجية أبدا. أربع سنوات وما تزال تلك الدولة مذهولة لا تصدق ولا تستوعب ما جرى هناك في الميدان اللبناني. وهنا نعود لنستذكر مجريات ما دونه التاريخ في الاحداث البطولية التي صنعتها ايادي المقاومين في قراهم حيث كان هذا الانتصار مشهدا دوى صداه في كل انحاء العالم و استطاع ان يسقط الى غير رجعة مقولة "الجيش الذي لا يقهر"، فكل قرى الجنوب شاهدة على ما ألحقته ايدي المقاومين بنخب جيش العدو ومن تدمير لآليات العدو ولا ننسى ما يسمى ب" مجزرة الدبابات في وادي الحجير" والمواجهات التي استمرت على ايام في محيط مدينة بنت جبيل وعيترون وعيتا تلك البلدة الحدودية التي استعصت على هذا الجيش الاسرائيلي من احتلالها الا بعد جهد كبير استمر على ايام عديدة, ولم تقتصر الملاحم البطولية في الداخل فقط بل استمر القصف الصاروخي للمقاومة الى اخر لحظة في الحرب الى داخل فلسطين المحتلة مما ادى الى نزوح الالاف من المستوطنين الى المدن , واضافة الى ذلك تحققت تلك المفاجاءات التي وعد بها امين حزب الله السيد حسن نصر الله من استخدام لصواريخ في البحر وقصفها للبارجات الحربية العسكرية في المياه اللبنانية,ولم يكن للعدو الى ان يرد على ذلك بتدمير للحجر وقتل للبشر والمدنيين وارتكاب ابشع المجازر بحق الشعب اللبناني, و بهذا تمكنت المقاومة الاسلامية في لبنان من تحطيم هذه الأسطورة وإعادة الثقة إلى الشعب العربي والاسلامي بأنه قادر على الانتصار في مواجهة اي عدوان إسرائيلي اذا ما تحلى بالعزيمة والشجاعة وبذل التضحيات. ولعل ابرز الادلة التي جاءت لتؤكد ايضا انتصار المقاومة في حرب تموز٢٠٠٦ تلك النتائج والاعترافات التي خرجت بها التحقيقات التي أجراها نحو اثنين وخمسين طاقما عسكريا إسرائيليا في أعقاب الهزيمة الإسرائيلية أمام حزب الله في صيف/٢٠٠٦ كلها أجمعت على التفوق الاستخباري والعسكري لحزب الله. وفي إطار هذا التفوق، وبعد كل ذلك القصف المكثف المرعب للضاحية الجنوبية والمواقع الأخرى والتي أخفقت تماما في اصطياد أي قائد من قادة حزب الله، كتب يوسي ملمان المحلل العسكري في هآرتس (١/٨/٢٠٠٦) صارخا: أين يختبئ قادة حزب الله بحق الجحيم؟". ولذلك بعد هذا الفشل العسكري الذريع من تحطيم قدرات المقاومة عسكريا، شرع الثالوث الاستخباري الإسرائيلي -الاستخبارات العسكرية والموساد والشاباك- عمليا بمهمة لجمع أكبر كم من المعلومات عن قيادات حزب الله استكمالا لاستعداداتهم الحربية المقبلة. يضاف الى ذلك ما كتبه المحلل العسكري رون بن يشاي في يديعوت أحرونوت ٢٢/٨/٢٠٠٦ يقول: "ما حصل للجيش الإسرائيلي في الواقع يشبه الهزيمة التي مني بها الجيش الأميركي في فيتنام، وتلك التي مني بها "الجيش الأحمر" في أفغانستان"، بل وبرأي بن يشاي فإن "وقف إطلاق النار منع وقوع هزيمة أكبر بكثير أمام حزب الله". وهنا يتضح با ن الجميع في هذا الكيان يعترفون اليوم إذا بأن "إسرائيل" هزمت على مستوى الإستراتيجية والاستخبارات ونظرية القتال والاستعداد والتنظيم، والقيادة والسيطرة، غير أن الهزيمة الإسرائيلية الكبرى أيضا كانت على مستوى الحرب الإعلامية السيكولوجية، فإن كان نحمان شاي -الإعلامي العسكري الإسرائيلي المعروف- قد ثبت في صحيفة معاريف: "أن الإعلام ذاته هو ساحة الحرب، وهو وسيلة غير عادية، وإسرائيل تدير أمورها عبر ثلاث وسائل: الجهد العسكري، والسياسي، والإعلامي"، فإن حصيلة الحرب على لبنان، كانت هزيمة "إسرائيل" عسكريا وسياسيا وإعلاميا. ان التمسك في سلاح المقاومة هو امر ضروري و يعد قوة للبنان ولكل اللبنانيين جميعا,فهذا السلاح هو الذي حرر ارض الجنوب في عام ٢٠٠٠ و سطر ملاحم الانتصار في عدوان تموز عام ٢٠٠٦ واعاد كل الاسرى والمعتقلين الى ديارهم, ولذلك فان من مصلحة اللبنانين الحفاظ على هذه المقاومة الشريفة التي حفظت كرامة الشعوب العربية والاسلامية والتي لم تكن يوما منحنية لغطرسة وارهاب هذا الكيان الاسرائيلي الغاصب. علي طويل - مراسل وكالة انباء التقريب