مسار الوحدة سيستمر في الحركة حتى النصر، لأنه هو المسار الإلهي
الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية يؤكد ان الدين الإسلامي لا يطلب من المسلمين أن يفكروا بشكل واحد وأن تكون الرؤى متطابقة تماماً، بل يطلب منهم أن يكون لهم مواقف مشتركة بالنسبة لكيان الأمة الإسلامية، وأن يحافظوا على هذا الكيان ويدفعوا عنه دسائس الأعداء.
استقبل سماحة آية الله الشيخ محمد علي التسخيري الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية ،أمس، وفداً سودانياً برئاسة السيد إبراهيم محمد السنوسي عبد الكريم الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي السوداني يرافقه السيد محمد فضل المولى والسيد محمد السيد محمد عثمان، وذلك في مكتب سماحته بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.
وجرى في اللقاء تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع في العالم الإسلامي.
ووصف سماحة الشيخ التسخيري الأوضاع في الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان، بأنها متشابهة إلى حد كبير، مضيفاً: إن الإستكبار العالمي قد سعى طوال قرون من الزمن لخلق الفتنة الطائفية في العالم الإسلامي، وشملت خطتهم فيما شملته: إيران والسودان.
وأشار سماحته إلى مؤامرات قوى الإستكبار العالمي طوال التأريخ في إيران وقال: لم يدخر الإستكبار والإستعمار جهداً في سبيل الحيلولة دون التقدم والإزدهار في إيران، وقد استعملوا لأجل ذلك كافة الوسائل والأساليب، وأنواع الحصار الإقتصادي والسياسي و...، إلا أن نتائجها بفضل من الله سبحانه وتعالى كانت عكسية، ونحن الآن قد وصلنا إلى مرحلة الإكتفاء الذاتي، ومستمرون في التطور والإزدهار.
وأضاف سماحته: المستعمرون كانوا قد فرضوا علينا التبعية في كافة المجالات ومنها المجال الإقتصادي إبان النظام الشاهنشاهي البائد، كما أوجدوا انحرافات واسعة في المجالات الثقافية والإجتماعية و...، لكن ببركة الثورة الإسلامية فقد تم معالجة الكثير من المشاكل، فالسينما في البلاد أضحىت مدرسة مؤثرة وتم القضاء على الإنحرافات التي كانت موجودة فيها سابقاً، والجامعات أخذت بالنمو الكمي والكيفي، وتم إصلاح الأساليب الدراسية فيها، وهناك الآن حوالي ٣/٥ مليون جامعي في البلاد، في حين أن هذا العدد لم يتعد ١٥٠ ألف شخص إبان النظام السابق.
ونوه سماحته بالنتائج التي خلفتها الحرب المفروضة إبان فترة الدفاع المقدس وقال: معظم دول العالم وقفوا بجانب العراق في مواجهة النظام الفتي في إيران، وزودوه بصنوف الأسلحة والمعدات العسكرية، ولم يألوا وسعاً في دعم النظام العراقي بأية وسيلة، إلا أن إيران الإسلامية استطاعت عبر الإتكاء على شبابها والصمود، أن تقضي على الفتنة، وأن تتطور بشكل ملفت للنظر في المجال العسكري.
واعتبر سماحته "الفتنة الطائفية" مؤامرة أخرى لقوى الإستكبار مضيفاً: حاول الإستكبار كثيراً لإيجاد الفتنة الطائفية في مختلف أرجاء البلاد، وخلق مشاكل عديدة على هذا الصعيد، لكن كل تلك المشاكل تم معالجتها، وتم إخماد نار الفتنة بفضل توجيهات الإمام الخميني الراحل (ره) و سماحة قائد الثورة، وسنستمر في هذا الطريق بإذن الله.
وأكد سماحته أن الوحدة الإسلامية أمر في غاية الضرورة بالنسبة للعالم الإسلامي وقال: الدين الإسلامي لا يطلب من المسلمين أن يفكروا بشكل واحد وأن تكون الرؤى متطابقة تماماً، بل يطلب منهم أن يكون لهم مواقف مشتركة بالنسبة لكيان الأمة الإسلامية، وأن يحافظوا على هذا الكيان ويدفعوا عنه دسائس الأعداء.
وأضاف: رغم الصعوبات والموانع، فإن مسار الوحدة الذي هو المسار الإلهي سيستمر في الحركة، وسيكون هو المنتصر في نهاية المطاف.
وأشار سماحة الشيخ التسخيري في ختام حديثه إلى أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسودان بلدان شقيقان، معرباً عن أمله بانتصار السودان على أعدائه، وتحقيق الوحدة الإسلامية الشاملة في ربوع العالم الإسلامي.
القارة الأفريقية يجب أن تظل مسلمة
بدوره أعرب السيد إبراهيم محمد السنوسي عبد الكريم الأمين العام المساعد لحزب المؤتمر الشعبي السوداني عن سعادته الغامرة لزيارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية والحضور في مقر المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية، مثمناً الجهود التقريبية الحثيثة للأمين العام للمجمع.
وأكد السيد السنوسي على ضرورة توسيع مجالات التعاون المتنوعة بين الجمهورية الإسلامية والسودان في سائر المجالات السياسية والإقتصادية والعسكرية، مضيفاً: نحن نواجه الآن حظرا شاملا، الهدف منه هو أن نتنازل عن ديننا، ورغم كل ذلك فإن قوانينا حالياً يتم صياغتها وفق الشريعة الإسلامية.
وحذر السيد السنوسي من عمليات التبشير المسيحي في أفريقيا ومن المشاكل الموجودة بين المناطق الشمالية والجنوبية في السودان، وأضاف: يجب على جميع المسلمين أن يتعاونوا مع بعضهم البعض من أجل انتشار الإسلام في القارة الأفريقية.
ووصف السيد السنوسي البلدان الأفريقية "باليتيمة" وأوضح: في الوقت الذي يعتنق أكثر سكان أفريقيا الدين الإسلامي، فإن حكام هذه القارة مسيحيون.
وتطرق السيد السنوسي إلى مسألة التقريب وقال: إن ثقافة التقريب موجودة طوال التأريخ منذ زمان النبي آدم وحتى الرسول الأعظم (ص)، وإن جميع الأنبياء كانوا يدعون البشرية إليها.
واعتبر أن القرآن هو محور وحدة المسلمين قائلاً: القرآن هو مرجع موحد لجميع المسلمين، والإختلاف بين المسلمين إنما هو في المسائل الفرعية والروايات.
وأكد على أهمية الحوار بين المسلمين وأضاف: الحوار لوحده غير مفيد، بل يجب أن تؤدي الحوارات التقريبية إلى الوحدة الإسلامية، ويجب أن يبدأ الحوار أولا على مستوى الفقهاء.
وطالب السيد السنوسي في ختام حديثه بتعزيز التعاون المشترك بين المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب والمؤسسات السودانية بهدف إنجاز الحوارات التقريبية.
وفي ختام اللقاء تم إهداء نسخه من ميثاق الوحدة الإسلامية التي اهتم المجمع العالمي للتقريب بتدوينها خلال السنوات الأخيرة، للضيوف الكرام.
وحضر اللقاء الدكتور الشيخ محمد مهدي التسخيري مستشار الأمين العام للمجمع والمدير العام لوكالة أنباء التقریب، والدكتور عليزادة مساعد الأمين العام لشؤون الدعم، وحجة الإسلام والمسلمين علم الهدى مساعد الأمين العام للشؤون الإيرانية، والدكتور تبرائيان مساعد الأمين العام للشؤون الدولية، وحجة الإسلام والمسلمين النعماني مستشار الأمين العام، والسيد موافق سدهي مدير شؤون مكتب الرئاسة بالمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية.