الضغوط الأميركية لمنع انطلاق سفينة مريم باتجاه غزة
نقلت جريدة النهار اللبنانية اليوم عن مصادر دبلوماسية أن الكيان الصهيوني طلب من واشنطن الضغط على لبنان لمنع انطلاق سفينة "
مريم " من الشواطيء اللبنانية باتجاه المياه الفلسطينية لكسر الحصارعلى غزة .
شارک :
وأضافت النهار ان واشنطن ابلغت السلطات اللبنانية يوم أمس الأحد انها لا تضمن ما يمكن ان تقوم به اسرائيل في حال انطلقت "مريم" في اتجاه ساحل غزة"، مشيرة الى أن "أميركا طلبت لبنان بمنع السفينة من القيام برحلتها لأنه يصبح من الصعب وقف اي سلوك قد تتخذه الجهات العسكرية الاسرائيلية حيالها"، لافتة الى انها "اتبعت ايضاً المسعى الدبلوماسي باتصال هاتفي بين وزير الدفاع الاسرائيلي إيهود باراك ووزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون للتشديد على منع الرحلة البحرية. وأشارت الى ان تل ابيب نجحت في منع ابحار السفينة من ميناء طرابلس، لكنها في الوقت نفسه أظهرت مدى تخوفها من سفينة تنقل مجموعة من الناشطات لايصال حمولة اطنان من الأدوية لمعالجة سرطان الاطفال، وضعت كل ثقلها واستنفرت عسكرياً وديبلوماسياً وتشكيكها بما يمكن ان تحمله على حد زعمها من اسلحة ونقل ارهابيين، على رغم العنوان الانساني للرحلة. وان ذلك التشكيك ليس في محله ومبالغ فيه ولا مبرّر له ما دامت الأجهزة الأمنية ستفتش السفينة. وقد أُجلت الرحلة قبل ۱۱ ساعة من اقلاعها من دون ان تلغى، على حد تعبير منظميها. وبرأي المراقبين لو تتمكن سفنية "مريم" من الوصول فعلاً الى هدفها، تكون اسرائيل قد تلقت ضربة معنوية من خلال تحقيق انجاز "لبناني" بفك الحصار وهو ما لا يمكن تحمله في الداخل الاسرائيلي. لذلك، وجدت اسرائيل نفسها امام معركة من نوع آخر، فجنّدت كل طاقاتها المعنوية والدبلوماسية وانطلقت في فرض حصار آخر على السفينة نفسها، فضغطت على قبرص التي اعلنت رفض السماح للسفينة من دخول مياهها الاقليمية، كما طلبت اسرائيل على دول أخرى وخاصة أميركا للبنان لعرقلة المشروع برمّته لان الوضع الحالي دقيق وقد يهدد انطلاق المفاوضات المباشرة، وهو امر لن تسمح به الولايات المتحدة لانه يعتبر اول انجاز لها في ملف الشرق الاوسط منذ سنوات. ويقال ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو عرض قضية "مريم" خلال زيارته الى اليونان وطلب من المسؤولين هناك صد اي محاولة لوصول السفينة الى المياه الاقليمية اليونانية.