في سياق الخبر الذي نشر في صحيفة "واشنطن تايمز" الأمريكية، الأسبوع الماضي والذي تحدث عن تخرج الدفعة الأولى للسيدات ( ۲۹ امرأة ) في الجيش الأفغاني، اي في أحد أكثر مجتمعات العالم تحفظاً على النساء، وذلك بإشراف ضباط أمريكان، وأضافت الصحيفة ايضا الى أن المسئولين يأملون "فى نهاية المطاف إلى الوصول إلى رقم ۳۰ ألف مجندة فى الجيش الأفغانى". إرتأت وكالة أنباء التقریب أن تحاور أحد أصحاب الرأي في هذا الشأن وهو السيد مهدي الخفاجي المحلل السياسي الإيراني، للتعرف على نوايا الجيش الأمريكي من هذه المبادرة. وفي مايلي نص الحوار :
ما هو الهدف الذي يسعى الى تحقيقه الجيش الأمريكي من خلال تجنيد النساء الأفغان في الوقت الراهن؟ - من حيث المبدء إن كان الامر في تشكيل قوة نسائية تحت اشراف جهة اسلامية ملتزمة، حينه يمكن أن نعتبرها خطوة إيجابية لأنها تخدم المجتمع الأفغاني في عدة المجالات الإجتماعية والصحية او ما شابه ذلك، لكن أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بهذه الخطوة فهي تنطوي على خطورة بالغة، أولاً أنها بهذه التجربة بصدد استنساخ تجربة مجندات الجيش الأمريكي في الجيش الافغاني والدور المعروف الذي تقوم به المجندات في الجيش الامريكي.
يضاف الى ذلك هو عملية إفساد المجتمع الأفغاني بواسطة تفسيخ العنصر النسائي لهذا المجتمع. والمعلوم عند الجميع أن الولايات المتحدة الأمريكية لديها خطة تتبعها حاليا في العراق وتنوي تطبيقها ايضا في افغانستان. على سبيل المثال شكلت اليوم في العراق جمعيات تحت لافتات نسائية تقوم بصرف مبالغ شتى لتفسيخ المجتمع انطلاقا من النساء باعتبار أن شريحة النساء تشكل صمام الأمان للمجتمع.
وفي الواقع إن تفسيخ العنصر النسائي يعد إنهياراً حقيقياً لأي مجتمع في العالم لأن المرأة هي المسئولة عن المجتمع ومسئولة عن ديمومة الأسرة. ولذلك يخطط الأمريكان على صعيد استراتيجي للمستقبل ولايتوقعون الحصول على النتائج في وقت قصير بل يتوقعون تحقيق مآربهم في المستقبل. فهذه الجيوش تكوّن اجيال مجتمعاتهم وتعد البيئة المناسبة لنشر الفساد فيها.
وبتعبير آخر،إن الأمريكان يركزون على الشعوب ويسيطرون على أفكارها وعلى مجتمعاتها وبالتالي يستعمرون هذه البلدان ثقافياً وفكرياً قبل أن يستعمرونها عسكرياً أو سياسياً، اذاً نستطيع القول أن عملية تدريب النساء الأفغانيات هو نموذج بارز لهذه التخطيطات ومحاولة مبدئية لتفسيخ المجتمع الأفغاني.
ولذلك ينبغي أن يلتفت الحكماء والعقلاء سواء في أفغانستان أو في العراق باعتبار أن مجتمعاتهم مسلمة ملتزمة وهذه الخطوة خطوة خطيرة تؤدي الى تفسيخ الأسرة وفساد الأجيال وبالتالي لابد من الإنتباه الى هذه الخطوة الخطيرة وينبغي عليهم أن يشجبوها ويستنكروها حتى يقطعوا الطريق على الولايات المتحدة الامريكية في الاستمرار.
وبالتالي ان تخريج الـ ۲۹ مجندة في الجيش الأفغاني تعد محاولة لجس النبض، فهي بداية ليرى الأمريكان ما هي ردة فعل المجتمع الأفغاني وماذا سيكون موقف علماء الأفغان ومثقفيهم ومفكريهم واسلامييهم منها.
اذن وجود النسوة في الجيش يساعد للقضاء على القيم المجتمعية والإسلامية الأفغانية ويدهور الأخلاق في المجتمع الأفغاني لان هؤلاء النسوة اذا فسدن فسوف يفسد المجتمع بأكمله.