تاريخ النشر2010 8 November ساعة 14:36
رقم : 30634

المدخل الجديد للإستعمار الجديد في العالم الإسلامي

إن مفهوم الإستعمار الحديث يكمن فى تعريفه، فهو ذلك التحكم الذى تقوم به الدول الكبرى بطرق مباشرة وغير مباشرة من أجل فرض هيمنتها الإقتصادية والسياسية والعسكرية والمذهبية على الدول المتخلفة إقتصاديا والضعيفة من الناحية السياسة والعسكرية لتحقيق مصالحها القومية ورفاهية شعوبها على حساب هذه الدول الضعيفة...
المدخل الجديد للإستعمار الجديد في العالم الإسلامي
وكالـة أنبـاء التقريـب(تنـا)
بقلم / عبد الله الشَّريف حسن الحسني* 

عاش العالم الإسلامي منذ معاهدة "سايكس بيكو " ومباركة روسيا القيصرية لها آنذاك- في حالة من التفرق والتشرد بعد تجزأته جغرافيا وتقسيمه إلى دول ودويلات لا حول لها ولا قوة الا الإعتماد على الشرق تارة أو على الغرب تارة أخرى، وكبِل بأغلال لم يعد يقدر الإنفكاك عنها حتى يومنا هذا، وتبع التقسيم الجغرافي تقسيم آخر ربما أخطر من الأول من حيث التأثير النفسي والإجتماعي، ذلك أنهم بثوا في أذهان الأمة الإسلامية أفكارا دخيلة وغريبة ساهمت كثيرا في مشروع التفرقة والتنافر الفكري والإجتماعي والنفسي، وعلى غرار ذلك نشأت جماعات وأحزاب تنتمي إلى المذهب الشيوعي الشرقي وآخرون يناضلون ضد هؤلاء بسلاح الليبرالية الغربية المتمذهبة بالمذهب العلماني اللاديني، وبين هذا وذاك يقوم من ينادي بالقومية العربية التي لا يعنيها القوميات الأخرى التي إنطوت تحت مظلة الديانة الإسلامية يوما ما!!

دخلت الأمة بسبب ذلك في تيه إختلط فيه الحابل بالنابل.. لقد غزى الإستعمار فكريا على عقول الناس بعد فشل غزوهم العسكري على بلداننا، ودعموا كل فكرة منحرفة تعادي الدين وتغذي الإلحاد والتباعد بين المسلمين، حيث خصصوا لذلك هيئات كبرى، وأموالا طائلة، تنفق بغير حساب في سبيل نيل مرادهم! وجندوا لذلك فعاليات متنوعة من الأدباء، والمفكرين، والمثقفين، وذوي التأثير المباشر أو غير المباشر للشعوب الإسلامية مما جعل تنشأ في الأمة أجيالا لا يعرفون سوى الميوعة، والخلاعة، وعبادة المادة من الدينار والدرهم! إنه حدث زلزال مهيب أحدث إنهيارا شاملا في كل الميادين الفكرية، والثقافية، والعلمية، والإجتماعية، والسياسية، وحتى الإقتصادية.

وعلى الرغم من ذلك، لم تيأس الأمة من النهوض واستعادة عافيتها من جديد، بل قدر الله لها أن تتمخض برجال ألقوا على عاتقهم مسئولية إنقاذ الأمة وانتشالها من الهوة العميقة التي تردت فيها، رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله، إنهم جعلوا تجديد نهج الدعوة الإسلامية وتنقيتها من الشوائب نصب أعينهم، وعملوا من أجل إنقاذ الأجيال المسلمة من التشريق والتغريب، وتلقينهم بالتربية الإسلامية الخالصة الناصعة كأساس لبناء مستقبل مشرق يهتف بالإسلامية وحدها! دون اللجوء إلى غيره من الطرائق الملتوية والمعادية
للأصالة والجادة التي تقود الناس إلى بارئها، فهؤلاء القادة نجحوا في إحداث هزات عنيفة على المخططات الإجرامية للإستعمار المبنية على أساس (فرق تسد)، مما اضطر الإستعمار وحلفاءه في العالم الإسلامي، محاولة تكميم تلك الأفواه بالتهديد مرة وبالمال أخرى، فإن لم تنفع كل ذلك فبالسكين دواء لمن لا شفاء له!

وهكذا أراد الله عز وجل ألا تعيش الأمة تحت وطأة الإستعمار، فانبعثت الحركات الإسلامية في أقطار عديدة من العالم الإسلامي تنادي بالإسلام .. الإسلام وحده.. وبالوحدة، والأخوة، والمحبة بين أبناء الأمة، ونبذ الفرقة والمشاحنة والكراهية والبغضاء بينهم، فعلى سبيل المثال: برز في إيران الإمام الخميني (قده)، وفي باكستان أبو الأعلى المودودي رحمه الله تعالى، وفي مصر الإمام الشهيد حسن البنا رحمه الله، فهؤلاء القادة ضربوا مثالا صريحا بأن هذه الأمة لن تموت أبدا مهما تفنن أعداءها في الخطط والأساليب وسبل الفناء والتحجيم! ولن تستسلم لأعداءها مهما كبُر وتجبر، لقد علا الأساس الذي بنوه في حياتهم، وأثمرت الأشجار التي زرعوها بعد مماتهم كما قال المفكر الإسلامي سيد قطب : (إن كلماتنا تظل عرائس من الشمع، حتى إذا متنا في سبيلها دبت فيها الروح وكتبت لها الحياة)! وبذلوا من أجل ذلك النفس والنفيس.. وها هي اليوم ضمان وحدة الأمة وحريتها الغالية!

وبينما الأمة تناضل من أجل إستعادة عافيتها ووحدتها التي ضاعت بعد تقاسم تركة العثمانيين في ١٦ مايوا أيار عام ١٩١٦م عقب إتفاقية (معاهدة سايكس بيكو) بين بريطانيا وفرنسا، إذا باستعمار جديد يطرق الأبواب ويبشِر بتغيير المعادلات السابقة بمعادلات أكثر حداثة وأتقن تقسيما!!! وينذر الذين يعارضون تلك البشارة بعذاب أليم! لإنه إستعمار طموح عنيف جديد تقوده أمريكا والحركة الصهيونية العالمية (إسرائيل) وتسانده بريطانيا والمعسكر الغربي، إنه المشروع الصهيوأمريكي الذي يلوح الترغيب والترهيب، ويهدف إلى (حماية خطوط التجارة البحرية عبر المحيط الهندي والبحر الأحمر والوصول إلى مناطق الثروة ومصادر الطاقة ومحاصرة النظم غير الموالية واحتوائها ومحاربة التطرف والأصولية والحد من إنتشار الأسلحة ودعم الأنظمة المتبنية للتصور الأمريكي حيال الإرهاب)، وهو نفس المشروع الذي يطمح إلى خلق ما سمَته " كوندليزا رايس " في إحدى تصريحاتها لوسائل الإعلام أثناء حرب تموز يوليو عام ٢٠٠٦م بين حزب الله اللبناني وإسرائيل حيث قالت : (إن هذا الحرب - تقصد حرب تموز- علامة لميلاد الشرق الأوسط الكبير)! مما يوحي بأن أمريكا لها أجندات عالمية من خلالها تريد تغيير القواعد والتوازنات الدولية والتحالفات الإقليمية، كما أنها تريد مراجعة معاهدة سايكس بيكو وصياغتها من جديد، صياغة تتماشى مع إرادة " الصهيوأمريكي "، ويشير بعض الكتاب إلى أن السياسة الأمريكية الإستعمارية الجديدة ترمى في إطارها العام إلى خلق أيضا ما تسميه بالقرن الإفريقي الكبير، وذلك بضم الدول التقليدية للقرن الإفريقي بالدول الواقعة بالبحيرات الكبرى وهم : (كينيا، وأوغندا، وتنزانيا، وكونغو الديمقراطية، ورواندا، وبورندي)!

هذا المشروع بهذا الحجم يتطلب أساليب، وخططاً ومفاتيح، ومداخل، يمكن من خلالها نيل المراد،
وتحقيق الأهداف وفق المنهج المرسوم له، ولهذا، بذل الإستعمار الصهيوأمريكا الجديد جهودا جبارة من أجل صناعة الذرائع والمداخل التي تسمح له التدخل العسكري المباشر أو بالوكالة كحشد قوات دولية تخدم لمصلحته، وتأتمر بأمره، كما حدث ويحدث في أكثر من بلد في العالم كالصومال، وأفغانستان، والعراق، وغيرهم !

فالمدخل الجديد للإستعمار الصهيوأمريكي الجديد هو، إذكاء نار الفتنة بين الشعوب المسلمة، والمتمثلة في الطائفية، والمذهبية، والعرقية، والإثنية وغيرها، وقد جرَبوها في أكثر من بلد من البلدان الإسلامية، وإنها نتاج أبحاث مراكز الدراسات الأمريكية وتوجيهات مفكريهم ومخترعي المناهج الإستعمارية الأمريكية أمثال " هنري كيسنجر " صاحب نظرية (إدارة الأزمات) وغيره، لتتلقى دوائر التنفيذ وتطبقها في أرض الواقع وفي الميادين العملية، وما يجري اليوم في بعض بلداننا العربية الإسلامية خير شاهد على إنعكاس تلك النظريات الإستعمارية الجديدة، إنهم يخلقون الأزمة ويخترعونها ثم يتولون أمر إدارتها لا لحلحلتها أي لإيجاد الحلول اللازمة لها! والغريب أننا نطلب من هؤلاء حلا لأزماتنا الداخلية، ولم نكن نتصور يوما أننا نبلغ من السذاجة بحيث نرجو الدواء من زرع الداء أصلا في أبداننا!!

ويكفينا مثالا ما يجري في الصومال، ذلك البلد الذي أخذ نصيبا وافرا من التقسيمات حيث قسمت بلاد الصومال إلى خمسة أجزاء بين ثلاث دول أوروبية، فرنسا، وبريطانيا، وإيطاليا، واستقل منهم ثلاثة أجزاء، حيث وهبت بريطانيا الجزئين الآخرين لإثيوبيا وكينيا الجارتين المسيحيتين! إنها هبة ممن لا يملك لمن لا يستحق مثل الفلسطين المحتلة تماما! فالمعروف أن الشعب الصومالي لديه الكثير من عوامل الوحدة والإلتقاء منها: وحدة الديانة، ووحدة المذهب... وغيرها، فالشئ الوحيد الذي كانت ومازالت تعاني منه الصومال منذ القدم هو داء القبلية، رغم أنه كان محدودا ومحصورا في البوادي وفي أوقات معينة، وأعتقد أن الإستعمار الجديد وجد ضالته في هذا الداء العضال حيث حركه بأسلوب فيه من البراعة والإتقان ما لايمكن تصوره، والمعلوم أن القبلية في الصومال تسيست بعد الإستقلال مباشرة حيث كانت رائحتها تفوح في التقاسم الإداري، والثروة، والسلطة في البلد، مما جعل القبائل الذين كانوا يوالون الإستعمار يتربعون على أعلى المناصب الإدارية بينما القبائل الأخرى يقتاتون على فتات أولئك، وهناك أيضا آخرون لاحظ لهم إلا التفرج على التمثيلية والتصفيق للقرارات الصادرة من السادة أو أن يختاروا الحبس والحرمان.

ومن هنا وجد الإستعمار الجديد القبلية كنقطة ضعف للصومال ومن ثمَ وظَفها لصالحه كمدخل لإضعاف وتشتيت قوة الصومال مما سيؤدي في النهاية إلى إحكام القبضة على منطقة القرن الإفريقي والممرات المائية المتمثلة في باب المندب، وخليج عدن، والمحيط الهندي، كما أنه سيموت نهائيا الحلم الصومالي المتعلق باسترداد الأجزاء المحتلة من الأراضي الصومالية من قبل إثيوبيا وكينيا وتوحيد الصومال كولادة للصومال الكبير! وقد دخلت الصومال في حرب أهلية على أساس من الصراع القبلي المسيس والذي يهدف إلى المنافسة المريرة بين القبائل من أجل التفرد على السلطة وثروة البلاد، وفي الحقيقة كان ذلك صراعا وهميا وتبذيرا للجهود والوقت والإمكانيات المعنوية والمادية في غير محلها،
وقد دام ذلك أكثر من عقدين من الزمن، ولما سئمت الصومال من هذا الصراع إبتكر لهم خبراء إدارة الأزمات صراعا مذهبيا مفبركا لم تعهد به الصومال أبدا، وفجأة ظهرت في الساحة جماعات مسلحة تبدأ الصراع من حيث إنتهى إليه أمراء الحرب القبليين، إنها دوامة لاتنتهي، ولا تتغير سوى العناوين والأشكال والشخصيات، إنما الجوهر هو هو! قتال مستمر.. ودماء تتدفق.. وهجرات غير منقطعة.. ومجاعة تتكرر.. وأمراض لاطبيب لها..إلخ.

ومن جانب آخر، تتهيأ أقاليم الشمال للإنفصال عن جمهورية الصومال تحت إسم جمهورية أرض الصومال (Somaliland)، وأعلنوا بذلك مرارا وتكرارا، كما أن أقاليم شمال شرق الصومال أيضا في سبيلها إلى الإنفصال رغم تحفظ قادتها عن التلفظ بذلك، ومن يدري أن الأيام المقبلة ستتمخض بانشطار ذرة الجنوب إلى شطرين أو أكثر، ليعلن كل منهم إستقلاليته عن الآخر!!! ومن يدري ربما القوى الكبرى تنتظر مصير جنوب السودان لتتخذ موقفها تجاه إنشطارات أقاليم الصومال سلبا أ إيجابا! وقد ثبت أخيرا من خلال وكيل الوزارة الخارجية الأمريكية لشئون القارة الإفريقية بأن السياسة الأمريكية الجديدة تجاه الصومال هي تقديم مساعدات للحكومة المتواضعة في مقديشو والتعاون مع الكيانات الأخرى مثل صومالند وبونتلاند في المجال التنموي، مما يوحي بأن أمريكا بدت ترسم سياستها الإستعمارية نحو الصومال بعد حروب أهلية دامت عقدين من الزمن، والتي مفادها (تقسيم المقسم وتجزأة المجزأ) حسب تعبير الأستاذ السبَاك حفظه الله! هذا، وإذا ألقينا النظرة العابرة على ما يجري في لبنان، والعراق، وأفغانستان، نجد أن الأوضاع تتشابه كثيرا وكأن المخططات تنفذ من غرفة عمليات واحدة، لأن المفعول في تلك البلدان هو تقسيم شعوبها إلى كانتونات طبقا لإنتماءاتهم الطائفية والمذهبية والعرقية وغيرها.

ففي العراق مثلا، يقسِمونها إلى شيعة، وسنة، وأكراد، مما يجعل قرار العراق يتوزع بين تلك التقسيمات وبالتالي ستضعف قوة العراق ودورها الريادي وسط الأمم، أما لبنان فنجد أن القوى العالمية تتكالب عليها وتدبر لها المكيدة بعد حرب تموز يوليو ٢٠٠٦م، الذي جرى بين حزب الله اللبناني وبين إسرائيل، والذي تم بانتصار حزب الله على الجيش الإسرائيلي بعد ٣٣ يوما، نعم توقفت حرب تموز عسكريا، لكنها مازالت على قدم وساق في الميادين الأخرى غير العسكرية، ها هم يعملون محكمة دولية هدفها المعلن هو أن تطال يد العدالة إلى الذين إغتالوا دولة الرئيس السابق الشهيد رفيق الحريري، لكن المطلعين على الملف اللبناني يرون أن المحكمة ما هي إلا قنبلة موقوتة هدفها نسف لبنان كليا عبر حروب أهلية جديدة تشتعل نيرانها في أرض اللبنان، وذلك من خلال زرع فتيل الفتنة الطائفية أو المذهبية أو العرقية أو ما شابه ذلك! لتكون لبنان بعد ذلك طعمة سائغة لإسرائيل، وعوضا لما خسرتها في حرب تموز ٢٠٠٦م، إنهم يريدون إلهاء المقاومة الإسلامية في لبنان بحروب لاغالب ولا مغلوب لها لتتلاشى قوتها فيما بعد ومن ثمَ تصبح لبنان فريسة لعدوها المتربِص لها بالدوائر، يا ترى، هل يمكن من اللبنانيين أن ينقادوا إلى هذا الفخ الخبيث ويقعوا فيه، لتدور رحى الحرب بين شيعتهم وسنتهم أو بين مسلميهم ومسيحيهم؟؟!!
فكل من يفكر بالتفكير السليم يرجو ألا تحدث تلك الكارثة المدمرة مهما كانت الأسباب المرشحة لذلك.

إن الأحداث المرة التي تشتعل نيرانها بعد فين وآخر في كل من : باكستان، ومصر، وأحيانا في المناطق الحدودية للجمهورية الإسلامية إيران، والتي تتقمص بلبوس الطائفية مرة، والمذهبية مرة أخرى، ما هي إلا إنعكاس لترتيبات إستعمارية لمرحلة جديدة تحمل في طياتها الكثير من الإهانات، والإستخفاف، وتمييع الفكر والثقافة الإسلامية، وتعميق جذور التبعية في أجيالنا المقبلة، ونهب ثرواتنا وخيراتنا وخبرائنا بشكل لا هوادة فيه! وتزييف حضارتنا العريقة بأيدي رعاة الأبقار وغيرهم!! لكننا نحمد الله تعالى بأن قيَض الله لهذه الأمة رجالا وهبوا أنفسهم لله عز وجل، يطفئون نيران العداوة بين الناس كلما انشبت في مكان ما من العالم الإسلامي، ويبذلون جهودا جبارة في إستتباب الأمن والأمان، وإحلال السلام، والمحبة، والمودة، والأخوة الصافية بين أبناء الأمة الإسلامية من ناحية، وبينها وبين بني البشر الآخرين من ناحية أخرى، وذلك حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله وحده، وحتى تسود الأخوة الإنسانية العامة لتغلب على العنف والكراهية والعداوة والأحقاد.

وها هو مرشد الجمهورية الإسلامية السيد على الحسيني الخامنئي يستبق العدو بإصدار فتواه الأخير حول تحريم سبِ عائشة وسائر امهات المؤمنين أزواج النبي الأعظم محمد بن عبد الله عليه وعلى آله الصلاة والسلام، إنه يقطع الطريق أمام العدو ويرمي قنبلة عنقودية في مخططاتهم الإستعمارية بعد أن عرف أن مدخل الإستعمار الجديد إنما هو تمزيق وحدة الأمة وتشتيتها وإقامة السدود والحدود المكشوفة والمستورة بينهم، وتفريقهم حسب الطوائف والطرائق لتسهل صياغتهم من جديد وفق ما يخدم لأهدافه واستراتيجياته السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية البعيدة المدى! وبالمناسبة، يجدر بنا أن نعلم أن هدف إشعال الطائفية والمذهبية وغيرهما في العالم الإسلامي إنما هو تحقيق مشروعي الشرق الأوسط الكبير والقرن الإفريقي الكبير اللذين يكمِلان عملية التقسيم الكانتوي للمنطقتين وإعادة رسم التوازنات الإقليمية وفقاً للمحددات الطائفية والعرقية في إطار إعادة النظر في تقسيمات اتفاقية سايكس بيكو وهو ما يكشف سر النزاعات العرقية والدينية التي شهدتها المنطقة خلال السنوات الأخيرة.

حقا، إن فتوى الإمام الخامنئي أصبحت مفاجئة كبرى في أذهان الإستعماريين القدامى والجدد، مما سيجعلهم يراجعون كل ملفاتهم وخططهم لأنهم علموا أن القيادة الإسلامية المعاصرة ليست بعبوعا يسهل كسره بضربة من هنا أو هناك، أو تهديد فارغ أو إغراء فاشل! وصدق الله تعالى حين قال: ((وقد مكروا مكرهم، وعند الله مكرهم، وإن كان مكرهم لتزول منه الجبال* فلا تحسبن الله مخلف وعده رسله، إن الله عزيز ذو انتقام)).
______________________________________________________
* كاتب صومالي/ أمين عام المجلس الأعلى لأشراف الصومال
https://taghribnews.com/vdchk-nx.23nvxdt4t2.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز