خبير لبناني لـ تنـا : "اسرائيل" تريد عبر اجتياح سوريا تعويض ما خسرته في لبنان
تنـا - خاص
يرى أستاذ الفيزياء النووية، والخبير اللبناني في شؤون القانون الدولي "الدكتور هادي عيسى دلول"، ان الاسباب وراء قرار الكيان الصهيوني الغاء اتفاق "فض الاشتباك" مع سوريا، واحتلاله المزيد من الاراضي السورية مباشرة بعد سقوط نظام الاسد على ايدي الجماعات المسلحة، هي ان "تل ابيب" تريد ان تعوض ما خسرته في عملية اجتياح لبنان وفلشلها في هذا الاجتياح.
شارک :
واضاف الدكتور دلول، في حوار خاص مع وكالة انباء التقريب (تنـا)، ان "اسرائيل، تعرف من جهة اخرى بان واشنطن تطمع في التغلغل داخل لبنان وسوريا، وعليه تريد ان تعزز وجودها بسوريا حينما ياتي الامريكي ويبتلع المنطقة استثماريا، فيكون الصهيوني قد ضرب للامريكي مسمار حجى بحيث ان لا يستطيع التحرك الا بالتنسيق مع تل ابيب".
وحول نوايا ومآرب الجماعات المسلحة التي اجتاحت سوريا واستحوذت على الحكم في هذا البلد، قال : ان موضوع سوريا واضح، فالارهابي جاء ليطبق ما حاول ان يطبقه في العراق عام 2003 لكنه فشل؛ اي تكريس نظام داعشي متشدد؛ وهذا ما سيجعل الانتقاليين في سوريا ان يصطدموا بالدواعش.
وفي الرد على سؤال حول تقييمه للوضع بعد رحيل نظام الاسد من سوريا وتاثير هذا التطور على محور المقاومة؟ فقد اعتبر الخبير في القانون الدولي اللبناني، بانه "حتما سيكون هناك اشكال جديد في موضوع اعادة بناء حزب الله عسكريا، بفقدان الدعم الرئيسي من خلال الاراضي السورية".
واوضح الدكتور دلول : انا اعتقد بان المرحة القادمة من الحرب مع الكيان الصهيوني، ستكون حرب دبلوماسية مع امريكا، بمعنى انه لو استطعنا ان نستدرج واشنطن الى خارج النفق الاسرائيلي، ممكن القضاء على "تلب ابيب" في مرحلة ما بعد القادمة بادوات سهلة؛ ولكن الان ليست هناك اي حرب عسكرية في المنطقة لهذا الصدد، من خلال قرار محور المقاومة.
واستطرد الخبير اللبناني : من الافضل لمحور المقاومة الان، ان يذهب في عملية حلول دبلوماسية، حتى ان يرى كيف سيعيد تكامل وتكاتف وحلّ واعادة ترميم ما دُمر خلال العام الماضي .
وفي الوقت نفسه، لفت الدكتور دولول، بانه "طبعا هناك استثناء عبر نقطتين اساسيتين قويتين، اليمن وكتائب القسام، اللذين بفضل الله لم يتاثرا بأي خيانات او غدر او اهمال او تراجع في الاداء، او رشاوي او سرقات ادت الى انهيارات داخلية".
واردف : لله الحمد هذان القطبان العسكريان الوحيدان اللذين لم يتاثرا، علما بان المنطقة ودول العالم كانت تجتمع من اجل تفتيتهما، وكم حاول الاعداء مع اليمن، وقد دفعت الالاف والميارات من اجل اثارة الخلافات في "حركة انصار الله" اليمنية، فكان امر الله بان يبقى اليمنيون على قلب رجل واحد؛ فهذا درس يجب ان يتعلمه كل اطراف محور المقاومة الذين في وقت ما شعروا بانهم اصبحوا يمتلكوا كل القدرة، وفي النهاية للاسف كان الخرق تحت ارجلهم فسقطوا.
وحول السبل الكفيلة بتجنيب سائر دول المقاومة ما حدث اليوم في سوريا، وهل الحاجة باتت ملحة لتشكيل غرفة عمليات مشتركة تعنى باتخاذ قرارات موحدة وتنفيذها وفق جدولة متفق عليها؟، فقد راى الباحث الاكاديمي اللبناني، ان" الوقت متاخر جدا بان تكون هناك غرفة عمليات مشتركة بين دول محور المقاومة، وذلك نظرا لما حلّ في لبنان وسوريا مؤخرا، وليس هناك امل بان يكون الانتقاليون اذا افترضنا ان الدواعش تركوا الساحة، بان ينحازوا الى جانب محور المقاومة".
ومضى الى القول : فلا نريد ان نبي امالا في سوريا على امور وبالنهاية نجد انفسنا باننا في مكان اخر، وبالنسبة للبنان ايضا الامر نفسه.. يجب ان تكون هناك اعادة هيكلة جديدة لحزب الله من خلال اعادة التموضع وبالتالي وضع النقاط على الحروف من اجل منطقة اكثر سلاما ولكن مع بقاء فكرة محاربة "اسرائيل".
انتهى
__________________________________________________________________
"وكالة انباء التقريب" تؤكد بأن اراء الخبراء والمحللين لا تعبر بالضرورة عن موقفها الرسمي