مخاوف إسرائيلية من اتساع رقعة المقاطعة في أوساط الفن
تنا
قال الباحث الإسرائيلي في معهد القدس للشؤون العامة والدولة، آدم شاي، إن "حركة المقاطعة العالمية "BDS" باتت تركز جهودها على منع إقامة المهرجانات الفنية والفعاليات الثقافية في إسرائيل، على خلفية إعلان المغنية العالمية لينا ديل ريه أنها ستأتي لتنظيم حفلتها الغنائية في إسرائيل خلال فعاليات مهرجان "ماتور" الأول المقام بين يومي 6-8 سبتمبر القادم في استراحة فيكان في نهر الأردن".
شارک :
وأضاف شاي في تقرير ترجمته "عربي21" أنه "كان من المتوقع أن تصل ديل رييه لإسرائيل في 2014 لكنها ألغتها في اللحظات الأخيرة لأنها تزامنت مع حرب غزة صيف 2014، مع العلم أن هذا المهرجان باع 15 ألف تذكرة فقط، مقابل عشرات آلاف التذاكر التي تم شراؤها للفعالية السابقة التي تم إلغاؤها".
وأوضح شاي، الخبير في مكافحة BDS، أن "هذا المهرجان سيكون نقطة تحول في قدرة الحركة على إجبار فنانين عالميين على عدم المشاركة، ومن المتوقع أن يشارك في المهرجان: نينا كرفيتس، فلينغ لوتوس، كاماسي واشنغتون، فوشت تيه، ديجي كوزيه، آريئل فينك، دي بلاك إينجلس، سيلفاكوس، وغيرهم".
وقال إن "النجاح الأكبر لحركة المقاطعة أنها حولت المشاركة في فعاليات فنية في إسرائيل من عدمها إلى سؤال سياسي، ولذلك يعمد الكثير من الفنانين على مستوى العالم لعدم الدخول في هذا الإشكال المتعب، ويهربون من استحقاقاته وتفسيراته المركبة بالامتناع عن إيجاد أي صلة لهم مع إسرائيل من الأساس كسبا للراحة وعدم التسبب بأي إشكاليات لهم".
يقول شاي الذي يترأس حملة إسرائيلية للضغط على الفنانين والمثقفين على مستوى العالم لمواجهة ضغوط الـ"بي دي أس"، إن "الضغوط على الفنانين لا تتوقف على منشور في الفيسبوك أو يافطة على جدار، هناك تهديدات ورسائل تصل الفنانين والمنتجين على خلفية نواياهم بالظهور في إسرائيل، والغناء في مهرجاناتها".
وأضاف: "إننا لا نتوقع من فنانين جدد أن يكونوا على دراية كاملة بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ومن السهولة أن يصلوا لقناعة بأن إسرائيل دولة أبارتهايد، بمجرد النظر للدعاية المناهضة لها، التي دأبت حركة المقاطعة على ترويجها وتسويقها لدى أعداد كبيرة من الفنانين".
وأشار إلى أن "حركة المقاطعة جزء من حملة أوسع لنزع الشرعية عن إسرائيل، وتبدو نجاحاتها الأكبر في الفن والغناء والسينما، وإن أرادت إسرائيل مواجهة هذه الحملات، فعليها أن تبدأ بقطاع الفن وساحة الفنانين، لأن تنظيم الفعاليات الفنية والثقافية لمشاركين أجانب فيها، يجب أن يعتبر جزءا من المناعة القومية للدولة، بجانب المشاركات الأكاديمية والتجارية، لكن للأسف فإن ساحة الفن والثقافة تعاني من إهمال واضح من قبل الدولة".