فايننشال تايمز: الانتخابات في البحرين ستجري في بيئة قمعية
تنا-بيروت
ذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن السلطات البحرينية حريصة على تعزيز صورة البحرين كمركز مالي مزدهر وذلك مع اقتراب الانتخابات البرلمانية التي من المزمع إجراؤها في 24 نوفمبر المقبل، آملة في أن يرسم التصويت خطاً تحت سبع سنوات من الاحتجاجات من قبل الأغلبية الشيعية.
شارک :
يأتي ذلك في الوقت الذي تقول فيه شخصيات معارضة إن الانتخابات ستجري في بيئة قمعية تعكس استبداداً متزايداً في الشرق الأوسط منذ أن اجتاحت الانتفاضة المنطقة عام 2011.
المقال الذي نشر تحت عنوان “شيعة البحرين يرفضون منح الحكام السنة مصداقية الانتخابات”، استهله الكاتبان أندرو إنغلاند وسايمون كير بالقول إن أياً من المنازل والمتاجر التي تحيط بالشوارع الضيقة في جزيرة سترة لم تفلت من صور الشبان الذي استشهدوا على أيدي منتسبي الأجهزة الأمنية أو من الشعارات المناهضة للحكومة. وكل ذلك بمثابة تذكير للاضطرابات التي أصابت الأمة الخليجية التي تستعد بدورها للانتخابات البرلمانية.
وبحسب الصحيفة فإن الحكومة البحرينية تهدف إلى إخضاع المعارضين ونقلت عن أحد الشخصيات قوله “يريدون منا أن نستسلم. إنهم لا يمنحون المعارضة أي فرصة للمشاركة. وقال آخر “إنهم لا يتحدثون معك ، ويعتقلونك”.
الكاتبان وفي المقال الذي أعدوه أشارا إلى أن الحكومة البحرينية سحقت أسوأ الاضطرابات وأسكتت معظم منتقديها، حيث تم اعتقال أكثر من 3000 شخص وتم حل جمعية الوفاق وحبس زعيمها. ناهيك عن تواجد المئات في المنفى وتجريدهم من جنسياتهم.
ويشير المقال إلى أن المنامة تقف اليوم أمام تحدي إقناع الناخبين الشيعة، الذين طالما اشتكى الكثير منهم من التمييز، بأن يتحولوا بأعداد كافية لإعطاء الانتخابات المصداقية التي تريدها. وذكرت أنه تم منع أعضاء الوفاق من الترشح في الانتخابات. في المقابل تقوم السلطة بتشجيع الأفراد غير المرتبطين بالمعارضة على خوض الانتخابات كمستقلين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول غربي قوله إن حكام البحرين يحاولون “إعادة توجيه الحياة البرلمانية للابتعاد عن الجماعات السياسية ذات الأساس الديني”.
البحرين التي تعد حليفاً للغرب في منطقة الخليج، والتي يتواجد فيها الأسطول الأمريكي الخامس إلا أنها وبحسب المقال استثنائية في الخليج؛ لكونها دولة ذات غالبية شيعية تحكمها ملكية سنية، مشيراً إلى أن البلاد لم تنج من دورات العنف طوال تاريخها، إلا أن آل خليفة واجهوا أكبر تهديد لهم عندما اجتمع مئات الألاف في شوارع المنامة عام 2011.
وقالت الصحيفة إن الاحتجاجات التي خرجت في البحرين تم قمعها على أيدي قوات درع الجزيرة التي أتت لدعم القوات الحكومية. إلا أن التظاهرات والاشتباكات بين القوات الأمنية والمتظاهرين في المناطق الشيعية التي تقع في ظل العاصمة ذات المباني اللامعة بقيت مستمرة.
وقالت الصحيفة أن الوفاق لطالما أصرت على أنها تدعم الاحتجاجات السلمية فقط. قد فازت بـ 18 مقعدًا من مقاعد البرلمان البالغ عددها 40 مقعدًا في انتخابات 2010 ، لكنها انسحبت من البرلمان، الذي يصفه النقاد بأنه لا يملك سلطة، وذلك بعد ثورة عام 2011، ثم قاطعت الانتخابات بعد أربعة أعوام، حيث تراجعت نسبة المشاركين فيها بنسبة واضحة، لافتا إلى أن زعيم المعارضة الشيخ علي سلمان اعتقل، حيث شملت الاتهامات الموجهة إليه “الدعوة للتغيير السياسي بالقوة”.
هذا وتطرق الكاتبان إلى المزاعم التي أطلقها وزير الصناعة والتجارة زايد الزياني حول انتهاكات حقوق الإنسان والذي أصر على أن “القضايا” التي واجهت البحرين عام 2011 “أصبحت خلفنا.. تمت معالجة القضايا ولا نزال نعمل عليها، وستظل تحديات قائمة، لكنها ليست نهاية العالم”.
وذكر المقال أن مجيد العلوي وهو وزير شيعي سابق في التفاوض بين الحكومة والوفاق في الفترة ما بين 2011- 2014: قال “لدينا مشكلات لن تحل إلا من خلال بناء الثقة مرة أخرى، وإذا أردت تطوير النظام فعليك العمل من داخله”.
وفي سياق المقال أيضاً، نقل الكاتبان عن نشطاء قولهم إن انتخاب دونالد ترامب، رئيسا للولايات المتحدة أعطى الحكومات “الديكتاتورية” امزيد من الجرأة في المنطقة في حين لاحظ نشطاء أن قوات الأمن البحرينية شنت هجوما على منزل أعلى مرجعية دينية في البحرين في اليوم ذاته الذي التقى فيه ترامب الملك حمد وقادة الدول العربية والإسلامية في العاصمة السعودية الرياض في أيار/ مايو 2017، وقتل عدد من الأشخاص، فيما اعتقل 286 شخصا.
كما تطرق المقال إلى مطالبة وزارة الخارجية الأمريكية بالإفراج عن الشيخ سلمان في حزيران/ يونيو، والتي قالت في تقريرها عن حالة حقوق الإنسان عام 2017، إن القضايا المهمة والمتعلقة بحقوق الإنسان تضم “تقارير عن الاعتقالات العشوائية، والقتل خارج إطار القانون واتهامات بتعذيب المعتقلين”.
وطرح الكاتبان في المقال سؤالاً فيما إن كانت السلطات قد نجحت في إنهاء الاضطرابات، أم أنها أجبرتها فقط للعمل تحت الأرض، وفي جزيرة سترة فإن المزاج هو مزيج من الإحباط والتحدي”.
وختمت الصحيفة مقالها بالقول إنه “في مقهى حيث يلعب الرجال ويتناولون القهوة، تحدث محمد نيابة عن الجميع قائلاً لقد انتصروا في المعركة لكنهم لم يربحوا الحرب.. وأضاف “لن يغير التصويت أي شيء، فهذه ليست ديمقراطية حقيقية، ونريد شيئا يكون فيه للناس صوت.. لو كانت هناك أي فرصة للخروج إلى الشوارع فأنا متأكد من أن معظم الناس سيخرجون”.