تاريخ النشر2011 6 March ساعة 16:45
رقم : 41761
علماء الازهر :

تجديد الخطاب الديني ضرورة لمواكبة العصر

الخطاب الديني يجب ان يعتمد على الحقائق بعيدا عن الخرافات التي تسئ الى الاسلام . والحداثة لا تعني الانفتاح والخروج عن الاصل .
الازهر
الازهر
وكالة أنباء التقریب (تنا) :
دعا علماء الأزهر الشريف إلى بذل مزيد من الجهود في مسألة تجديد الخطاب الديني مع ضرورة أن يواكب هذا الخطاب الأحداث ويعالجها وأن يعتمد الخطاب على الحقائق بعيداً عن الخرافات التي تسيء للإسلام مشيرين إلى أن الخطاب الديني رسالة تجمع لا تفرّق وتحض على الوئام والسلام وتنهي عن الصدام والخلاف·
وأكدوا أن الحداثة لا تعني الانفتاح والخروج عن الأصيل وإنما هي فهم الواقع بمتغيّراته وما فيه من مصالح الناس المعتبرة شرعاً· وطالبوا بالكشف عن الأفكار المغلوطة والعادات المستهجنة المنسوبة للإسلام وتصحيحها·

زقزوق قال الدكتور محمود حمدي زقزوق وزير الأوقاف المصري السابق: على الخطاب الديني أن يهتم بالتكوين السليم لشخصية المسلم حتى تستعيد الأمة الإسلامية مكانتها في عالم اليوم الذي لم يعد فيه مكان للكسالى والمستضعفين·

وأضاف: لا شك أن المرحلة الراهنة قد حظيت بمتغيرات عديدة مسّت جوانب الحياة الفكرية والثقافية والدينية بحيث لم يعد في مقدور مجتمع أن يعيش بعيدا عنها أو ينعزل في دائرة ومن هنا فإن تجديد الخطاب لا يزال في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود ولا بد من الكشف عن الأفكار المغلوطة والعادات المستهجنة المنسوبة للإسلام مشيرا إلى أن الخطاب الديني له دور كبير في إظهار حقائق الإسلام ويجب تفعيل البرامج
والخطط التي تم وضعها لتجديد الخطاب الديني حتى تؤتي ثمارها·

وقال إن الإسلام ليس عقيدة وشريعة فقط ولكنه أخلاق وحضارة والعنصر الأخير هو الفريضة الغائبة في دنيا المسلمين وأي تجديد لا يشتمل على هذا العنصر يعد ناقصا مع مراعاة أن تجديد الخطاب يهم المسلمين جميعا ولا يقتصر على أمة دون غيرها·

هاشم أما الدكتور أحمد عمر هاشم رئيس جامعة الأزهر السابق فقال: الخطاب الديني يتلخص في ثلاثة أركان الأول الدعوة ذاتها والخطاب الديني نفسه والثاني الدعاة الذين يقومون بالدعوة والثالث المتلقون والداعية كالطبيب يشخص الداء ويصف له اللواء وليس الدواء الذي يوصف لبلد أو مجتمع يوصف لكل الناس من أجل ذلك كان على الدعاة أن يتخيروا الكلمة المناسبة للمجتمع وكان علينا أيضا أن نوضح محتوى الدعاة أن يتخيروا الكلمة المناسبة للمجتمع وكان علينا أيضا أن نوضح محتوى الدعوة من الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح والتيارات التي يجب على الداعية أن يقف عليها هذه المادة يجب علينا أن ننبه بالنسبة إليها إلى أمور هامة من بينها أن نبتعد عن الأحاديث المكذوبة والأخبار الضعيفة التي قد يبني عليها البعض قضايا ومباديء ويأخذ في تفصيل طويل يبنيه عليه بينما هي غير صحيحة أو موضوعة كما ينبغي على الداعية حين يتخير مادة دعوته أن يعمل على استخدام وتوظيف الآليات التي استحدثها العصر الحديث الآن حتى نستطيع من خلال المؤسسات وتلك الآليات أن تصل الكلمة للجميع في الداخل والخارج ومن جانبه قال الدكتور علي جمعة مفتي الديار المصرية إلى أننا نشوه الخطاب الديني عندما لا ندرك واقع ما يحدث والفتوى يجب أن تحقق المقاصد الشرعية·

وأضاف: عصرنا الحاضر أصبح عصر فتن وشبه وهذا استدعي إلى أن كثيرا من الناس تلتمس رأيا إسلاميا تسير فيه حتى لا تخرج عن الشريعة بالكلية وحفاظاً على مصالح الناس والاختلاف الفقهي نوع من الجهاد
ولا بد على المفتي أن يدرك الواقع·

الدسوقي وقال الدكتور محمد الدسوقي أستاذ أصول الفقه في جامعة الأزهر: ان الاهتمام بموضوع التجديد الديني مسألة صحية لأنه يعبّر عن رغبة طيبة في أن يظل للدين الهيمنة على الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المختلفة وهو إلى هذا يعكس الإحساس بواقع المناهج العلمية للعلوم الشرعية بمفهومها المعاصر سواء في المراحل الدراسية التي تسبق المرحلة الجامعية أو في هذه المرحلة فهي ليست في المستوى الذي ينبغي أن تكون عليه ومن ثم يجب تطويرها حتى تؤدي رسالتها العلمية على وجه أفضل وأكمل لقد تعرّض الإسلام عبر تاريخه الطويل لطوائف من المؤمنين به وغير المؤمنين فأظهروه في مظهر الجمود والتخلف في تشريعاته وأن هذا الدين يضيق صدره بما يحدث للناس من نظم دون دراسة لهذه النظم ليتبينوا أمرها فإن كانت صالحة دعوا إلى الأخذ بها وإن كانت غير ذلك أنذروا قومهم واقنعوهم بأن ما هم مقبلون عليه أو أخذون به يعود عليهم بالضرر أن الإسلام دين الحياة ولهذا يعترف بالحقائق ولا يخرج على السنن الكونية ولا يصطدم بالعلم ولا يضيق صدرا بالإصلاح ولا يكلف الناس ما ليس في استطاعتهم ولذلك كان هذا الدين صالحا لكل زمان ومكان وليس معني هذه الصلاحية أن كل ما صدر عن الفقهاء من آراء لا يقبل التغيير ولا التعديل لأن ما صلح للأولين لا يعقل أن يكون هو بعينه صالحاً للاخرين فهذا الدين شريعة العقل والرحمة ولا يجهل أن الأحوال دائماً في تغير والدنيا في تقلب ولكل قوم أعراف وعادات تختلف كثيراً أو قليلا عن غيرها فالتجديد في الدين ضرورة للتأكيد على أن الإسلام دين صالح للتطبيق الدائم·

وأضاف هناك من يناهضون مسألة التجديد ويرفضونها ولهؤلاء أقول إن هذا الدين وإن كان مؤسساً على عقائد ثابتة وحقائق خالدة زاخر بالحياة
حافل بالنشاط والصلاحية الدائمة للتطبيق له من الحيوية معين لا ينضب ومادة لا تنفذ ومن ثم كان من خصائص الإسلام دون سواه من الأديان أن تشريعاته تستجيب لهذه السنة من سنن الله في كونه سنة التنوع في المكان والتغيير في الزمان سنة التجديد والتطوير دون أن يؤثر ذلك على الهوية الثقافية والحضارية التي تتميز بها الأمة الإسلامية بل إنه يثريها ويحميها ويؤكد شهادة هذه الأمة على غيرها من الأمم والتجديد يتخذ أحد شكلين أما القضاء على القديم بالوسائل الثورية وإما أخذ طرف من القديم وطرف من الجديد ومزجهما مزجاً متناسباً بوسيلة سليمة هادئة وهذا المعني للتجديد لا ينسحب على مفهومه بالنسبة للدين الإسلامي بل أن هذا المعني هو الذي جعل طائفة من المسلمين يذهبون إلى أن تجديد الدين الإسلامي تعبير خاطيء وبعيد كل البعد عن الصواب ، لأنه يعني ترك هذا الدين والأخذ بدين آخر .

 ويذهب بعض الباحثين إلى أن هؤلاء الذين يناهضون التجديد الديني ويؤمنون بحرفية التطبيق لآراء السابقين من العلماء كانوا السبب في عدم تمكن العالم الإسلامي من حل معضلاته في الوقت الحاضر وأن تأخر هذا العالم يكمن داخل ذلك الاتجاه في فهم الشريعة وعصمة آراء العلماء وأن أعداء الإسلام في الداخل والخارج يستثمرون موقف المتشددين النصيين ويتخذونه بوقا يستخدمونه في دعاياتهم ضد الإسلام فيظهرونه في مظهر دين يعوق التقدم ولا يلائم العصر ومطالب الحياة المتطورة وإذا كان هؤلاء المتوهمون والمتشددون ينطلقون فيما ينادون به من اعتقادهم بأن التجديد قد يكون وسيلة للتحلل من الدين وشعائره شيئا فشيئا وبخاصة في عصرنا الراهن الذي يموج بشتى المذاهب الفكرية والاجتماعية وأن أعداء الإسلام يخططون لغزوه معنوياً ويسعون للهيمنة الثقافية على الأمة الإسلامية فإنهم مخطئون من حيث فهمهم للتجديد
ومن حيث أنهم بذلك الموقف المتشدد يدافعون عن الإسلام ويحمونه من الذين يتربصون به ويكيدون له لأنهم بهذا الموقف يمنحون أعداء الدين فرصة تشويههم وتنفير الناس منهم بالحكم عليه بأنه دين جمود وتعطيل لنشاط العقل ومن ثم لا يصلح دينا عاما خالدا للناس كافة في كل عصر وقد روي أبوهريرة عن النبي (ص) أنه قال إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة عام من يجدد لها دينا فهذا الحديث يصرح بشرعية التجديد للدين .

 وأن تجديد الدين لا يعني التخلص من القديم أو محاولة هدمه والاستعاضة عنه بشيء آخر مستحدث مبتكر فهذا ليس من التجديد في شيء وإنما يراد بالتجديد الاحتفاظ بالقديم وإدخال التحسين عليه ومحاولة العودة به إلى ما كان عليه يوم نشا وتنميته من داخله وبأساليبه التي أثمرت تلك الثروة العلمية التي تعتز بها الأمة الإسلامية كل الاعتزاز دون المساس بخصائص الدين الأصلية وبطابعه المميز لأن التجديد بهذا المفهوم لا ينافي الأصالة وإنما يناقضها الزائف المغشوش أو الدخيل الذي يود أن يلصق بنا كل ما هو غريب عنا·

السايح ورأى الدكتور أحمد السايح أستاذ العقيدة والفلسفة أن دعاة اليوم منفصلين عن فقه الواقع ولا صلة لهم بالواقع المعاش والخطباء ليس معهم إلا المهدي المنتظر والثعبان الأقرع ونحن لا بد أن نعلم الناس حب الدنيا وما يؤسف له أن الخطباء بدلا من تعليم الناس كيف يعيشون في حركة الحياة يبغضوهم فيها ولا شك أننا نفتقد لفقه الأولويات وإلا لو كنا نخطط ونعرف فقه الأولويات لكانت المجتمعات الإسلامية قد وصلت إلى خير ما قدر لها في هذه الحياة ولذلك ابتعدنا عن الفهم الصحيح للإسلام وانشغلنا بالقضايا التافهة وظهرت فوضى الفتاوى وهي فوضى في غاية الخطورة والإمام السيوطي في كتابه الجامع الصغير بين أحاديث ضعيفة رواها البخاري ولكن زرع فينا تقديس الكتب وابتعدنا عن الواقع المعاش·
https://taghribnews.com/vdca60ny.49n6i1kzk4.html
الإسم الثلاثي
البريد الإلكتروني
أدخل الرمز