وحدة العالم الإسلامي من الهواجس القديمة للإمام الخميني (ره)
وکالة انباء التقریب (تنا) – دمشق 10/3/2011
قال "السید علی موسوی زاده" رییس المستشاریة الثقافیة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی سوریا ان وحدة العالم الإسلامي من الهواجس القديمة للإمام الخميني في كافة مراحل نشاطاته الاجتماعية – السياسية ، قبل و بعد انتصار الثورة الإسلامية ، و التي لم يغفل عنها لحظة واحدة في حياته.
شارک :
و افاد مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا ان موسوی زاده قال هذا فی "الملتقی العلمائی الاسلامی الثامن" الذی عقد لیلة امس تحت عنوان "عصرنه الخطاب الدینی بین التطرف و الاعتدال" فی فندق السفیر بدمشق. و اضاف، لقد كانت الوحدة الإسلامية هدفاً استراتيجياً في فكر الإمام الخميني (رضوان الله عليه) وما تزال كذلك في فكر خلفه الصالح الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله)، ومن أقواله (رحمه الله) في هذا المجال : ((لقد ذكرت مراراً أن لا أهمية للعنصرية و اللغة و القومية و الإقليم في الإسلام ، فجميع المسلمين سنّة و شيعة هم أخوة متكافئون متساوون في المزايا و الحقوق الإسلامية ، وأنه ليس في الإسلام سنّي و شيعي فالكلّ أخوة ، فلقد نزل الإسلام ليوحّد جميع شعوب العالم من عرب و عجم و ترك و فرس و ليقيم في هذا العالم أمة عظيمة هي الأمة الإسلامية)). و على هذا المنوال تابع الإمام السيد علي الخامنئي (حفظه الله) ، فهو لا يدّخر جهداً في الدعوة إلى الوحدة الإسلامية في جميع المناسبات ساعياً بذلك إلى تحقيق العزّة للإسلام و المسلمين في وجه المخططات الاستكبارية المعادية. ثمة حقيقة تاريخية لابدّ من ذكرها، وهي أنّ سورية بقيادة القائد الخالد حافظ الأسد كانت أول دولة تعلن عن تأييدها للثورة ضدّ نظام الشاه، وتدعمها بكل الوسائل الممكنة، و ناصرتها بكل ما تستطيع، إن الموقف السوري حيال هذه الثورة لم ينطلق من فراغ، بل كما قال القائد الخالد حافظ الأسد«لقد وقفنا إلى جانب الثورة الإسلامية منذ يومها الأول، مثلما وقفت الثورة الإسلامية الإيرانية وقفة دعم وتأييد لنضالنا العادل منذ البداية» علينا هنا أن لا ننسى أن القائد الأول من بين القادة الذي فهم بعمق استراتيجية ثورة الشعب الإيراني المسلم بقيادة الامام الخميني (ره) القائلة بأن عزة هذه الأمة في وحدتها هو المرحوم الرئيس حافظ الأسد الذي قال يومها : ((لا بد أن نتساءل : أليس كسبا كبيرا أن إيران تحوّلت إلى جانبنا بعد أن كانت إلى جانب إسرائيل؟ وأن إيران الثورة الإسلامية تعلن و تؤكد أنها تقف إلى جانب العرب في نضالهم من أجل استرداد أرضهم المحتلّة و حقوق الشعب العربي الفلسطيني و القدس في مقدمة كلّ ذلك)). و لقد تابع الرئيس بشار الأسد الخط العروبي الإسلامي الصحيح الذي اختطّه والده (رحمه الله) و ذلك في خطاب له في مؤتمر القمة الإسلامية التاسع في الدوحة بتاريخ ۱۲/۱۱/۲۰۰۰ حيث قال : ((لقد حورب الإسلام الصحيح من خلال تغذية التطرف ، واستخدامه في ضرب الإسلام والمسلمين ، والآن يصور هذا التطرف الذي جرت تنميته من خارج الأمة الإسلامية على أنه الإسلام الحقيقي ، وذلك إمعانا في تشويه صورته الناصعة )). و هذا يعني أن الأسد يؤمن قطعاً بأن هناك إسلام حضاري جاء لصالح الإنسان على مستوى الفرد و الجماعة يريد أعداؤه تغييبه عن واقع الأمة الإسلامية. ومن هذا المنطلق فإن المستشارية الثقافية للجمهورية الإسلامية الإيرانية في سورية جرت على إقامة ندوات فكرية ثقافية بعيدة عن كلّ تعصب أو تحيّز ، الغاية منها رفع مستوى الوعي عند أبناء أمتنا ، يحاضر فيها علماء ومفكرون يتم انتخابهم على أساس الكفاءة و الجدارة العلمية و المنهجية من دون النظر إلى المذهب أو الفئة التي ينتمي إليها المحاضر، فجميعنا أخوة في الإسلام و جميعنا مكلّف بالعمل بمضمون قوله تعالى: ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى و َلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ)) المائدة ۲. و شارک فی الملتقی عدد غفیر من العلماء و الشخصیات الدینیه من الشیعه و السنه من ایران، سوریا و عدد من الدول الاخری. و اقیم الملتقی تحت اشراف مکتب الامام الخامنئی (دام ظله) فی سوریا و بالتعاون مع المستشاریة الثقافیة للجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فی سوریا. و القیت الکلمات فی الملتقی فضلا عن موسوی زاده، للشیخ "محمد مهدی التسخیری" مستشار مجمع التقریب المذاهب الاسلامیه مدیرعام وکالة انباء التقریب و الدکتور "بشیر عبدالباری" مفتی دمشق و آیت الله "سید مجتبی الحسینی" ممثل الامام الخامنئی فی سوریا. و اهم محاور الکلمات فی الملتقی کانت دور علماء الدین فی توحید الامة و صیانتها امام التحدیات المعاصره و الجبهة المقاومة و دورها فی افشال الموامرات الدولیة و نهج الامام الخمینی و دوره فی تجدید الاسلام و عزة المسلمین.