من المسلم أن كل آيات القرآن منيرة وتهدي إلى الطريق المستقيم ، لكن بحسب روايات أهل البيت عليهم السلام يوجد خاصية لبعض السور ، في أيام معينة ولأغراض محددة ، ومن الجيد التوقف والتأمل عند القراءة لهذه السور المباركة وربطها بالمناسبة ، وإلا لماذا كانت الخصوصية؟
شارک :
بالعودة لسورة “العنكبوت” ، توقفت عند الأمور التالية:
أولاً: التأكيد على أن الإمتحان في هذه الدنيا أصل ، والعاقل من يعمل للنجاح و الفوز : ( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ ).
ثانياً: توصية الإنسان بوالديه.
ثالثاً: ربط قبول الإيمان بالعمل الصالح ، قال الإمام الصادق (ع): “كونوا دعاتاً صامتين” ، أي بأعمالكم الصالحة.
رابعاً: أورد قصص لبعض الأنبياء الذين واجهوا طواغيت ، وكانوا مستضعفين لاحول لهم ولا قوة ومع ذلك إنتصروا ، أمثال “نوح” و “إبراهيم” و “شعيب” و “لوط”.
وفي هذا لفت نظر لنا وشد إنتباه ، إلى أن الإرتباط بالله يمنحنا قوة ، ويشد من عزمنا ، ويحقق لنا النصر الحتمي الموعود ، وهذا يدفع بنا لمواجهة الإستكبار و الطاغوت دون خوف أو وجل ، وللذين يفرون من الجهاد خوفاً من الموت والقتل ، قال عزوجل: “كل نفس ذائقة الموت” ، وهنا أعلق بإختصار ، ما أحوجنا للتعبئة الروحية إستعداداً ، للقيام بالتكاليف الإلهية الشرعية ، بعيداً عن أي تعلق بهذه الدنيا الفانية ، بل علينا الحرص و الإهتمام للفوز بدنيا عزيزة كريمة خالدة (جنات الخلد).
أخيراً نلمس في سورة ” العنكبوت ” التركيز ، كما في سور أخرى كثيرة على آيات الله في الخلق ، لما في ذلك من تقوية للإيمان بالله عز وجل ، والإهتمام بالتكامل الروحي في الإعتقاد بالخالق إيماناً وسلوكاً و فكراً.
الشيخ خضر نور الدين ( عضو المجلس المركزي / حزب الله ).