اصدرت "جماعة علماء ومثقفي العراق" بیانا تلقی مراسل وکالة انباء التقریب فی سوریا نسخه منه حول ذكرى احتلال بغداد بید الغزاة الامریکان.
شارک :
و اضاف البیان، وينطوي عام آخر، وبغداد بين فكي الأخطبوط الأمريكي ترقد موهنة مقطعة الأوصال ما بين كونكريت وأسيجة حديدية وبشرية تترنح ما بين شوارعها وأزقتها مدرعات ومصفحات تريد أن تقول للناس قفوا، فمازلنا هنا.. نعم مازلنا هنا.. فقط اختفينا، لنظهر أصدقاءنا. أصدقاؤنا من قوات شرطة اتحادية، وجيش، وقوات التدخل السريع، وقوات الطوارئ.. يؤدون مهامنا ويقدمون الخدمات لنا. عندكم قادة صوريون.. نحن القادة ونحن الأساس.. وسفارتنا بقدر إمارة موناكو أو أية إمارة من إمارات الخليج. والنفط يجري من آباركم إلى بواخرنا وموانينا.. ولا تلوموا الاحتلال فهو ذاهب صورة، وموجود واقعاً ومعنى.. وسينطوي عام وعام وعام ونحن هنا وسنظل هنا.. عملية سياسية تسمونها عرجاء، ولكنها تخدمنا.. تخدم مصالحنا.. وأركانها أصدقاؤنا يأتمرون بأمرنا.. ويتمتعون بحمايتنا، وينعمون في ظلنا بالرتب والرواتب لأنهم ذراعنا، وهم مشروع مستقبلنا. كلهم في ختام الأمر لنا وإن اختلفت أطيافهم وتعددت مذاهبهم وتنوعت شاراتهم من شمس صفراء إلى شارة خضراء أو سوداء إلى بيضاء، كلهم تحت قبة البيت الأبيض يؤدون الأدوار الموكولة إليهم في مسرحية لا تمت إلى شكسبير ولا إلى عادل إمام... وتبقى الكلمة للشعب الصابر.. الشعب المجروح.. الشعب المبتلى.. تبقى الكلمة لك يا شعبنا الغيور فلا تمل من الاحتجاج.. إحتج واصرخ وتظاهر واسلب النوم من عيونهم وازرع الشوك في أفرشتهم بهتافاتك، فهتافاتك لن تضيع سوى.. ستؤتي أكلها ولو إلى حين. فيا شعبنا الأبي.. إملأ الشوارع والساحات.. صم آذانهم بصيحات الله أكبر على الظالمين.. سدّ عليهم آفاق الصمت وسدد قبضاتك في وجوههم المكفهرة، فعجلة الاحتلال ستظل تدور على أرض النهرين ما دامت هذه الحفنة من المتعاونين والمساندين واللابسين لبوسهم تعمل على أرضك المعطاء. ولتكن هذه المناسبة الأليمة في ۹/۴/ ميلاداً معنوياً متجدداً للنهوض بوجه المحتل وأعوانه وأذنابه ندعو إليه نحن جماعة علماء ومثقفي العراق، فإلى قوله الحق يا جماهير شعبنا.
