خلال إحياء الليلة التاسعة من مراسم عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت;
السيد نصر الله يؤكد ضرورة المكافحة والتصدي لمعركة الوعي بالحق والحقيقة والوقائع
تنا
أكد الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ضرورة المكافحة والتصدي لمعركة الوعي بالحق والحقيقة والوقائع وعدم المساعدة في ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة والشبهات ولو في سياق السؤال، وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيرًا الى انه يجب ان لا نؤخذ بالإعلام الغربي لأنه اعلام مضلل، طالبًا استعمال طريقة "السهل الممتنع" في عملية الاقناع.
شارک :
ولفت سماحته الى أهمية الشعائر الحسينية التي تقام في هذه الايام والتي تزداد عامًا بعد عام، مؤكدًا على بعدها المعنوي والسياسي، مشيرًا الى اهمية المضائف الحسينية التي شكر اصحابها واعتبرها من المظاهر التي تغضب ابليس.
ولفت سماحة السيد الى الاختلاف في المباني الفقهية في تحديد الهلال، لذلك يكون الخلاف في بداية او نهاية الشهر الهجري، مؤكدًا انه تم الاتفاق مع الاخوة في حركة "أمل" والمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى وبعض العلماء على ان يتم احياء مراسم العاشر يوم السبت.
وخلال إحياء الليلة التاسعة من مراسم عاشوراء في الضاحية الجنوبية لبيروت، قال السيد نصر الله إنّ "معركة الوعي تخاض منذ بداية الخليقة وتأثيرها على السلوك وعلى أفعال الإنسان"، معتبرًا "أنّ الغلبة على العقل تأتي من ضعف الفهم والمعرفة، لذا يجب علينا دائمًا أن نقوي هذا الفهم".
السيد نصر الله لفت إلى أنّه "في زمن الرسول (ص) كان الإنسان يمشي يومين ليصل إلى النبي (ص) ليسأله سؤالًا او اثنين"، ووضّح انه في أي شبهة في الموضوع العقائدي أو السياسي أو أي موضوع، على الإنسان أن يسأل ويجب على العلماء والنخب أن يوضحوا، مؤكدًا ان "الرهان هو على المؤمنين أهل الالتزام واليقين، لذلك أيًّا تكن النتائج الموقف يجب ألَّا يتغير".
في هذا السياق لفت السيد نصر الله إلى انه في طبيعة الحال: "الأبناء في المنزل لديهم الكثير من التساؤلات، نتيجة التطور الهائل في وسائل المعرفة لذا على الأهل واجب إجابتهم والتوضيح والتبيين لهم، وسيُسألون عن هذا يوم القيامة".
كما اشار السيد نصر الله الى انه يجب ان لا نؤخذ بالاعلام الغربي وما يحاول ان يوصله لنا، فالولايات المتحدة مثلاً يصورها الاعلام على انها دولة رائدة ومتقدمة، لافتًا الى انه شاهد من مدة قريبة بعض التقارير عن لوس انجلوس، وتحدث في الوثائقي عمدة المدينة التي قالت انه فقط في لوس أنجلوس هناك 50 ألف عائلة مشردة في الشوارع، لا مأوى لها.
من ناحية اخرى اشار السيد نصر الله الى الطريقة التي يجب ان نخاطب بها الناس، قائلاً إن: "الإمام الصدر عندما كان يجلس مع أكاديميين كان يتكلم بطريقة أكاديمية، وعندما كان يجلس مع عامة الناس كان يتكلم بطريقة بسيطة، لذا علينا أن نعتمد طريقة "السهل الممتنع" في عملية الإقناع".
وشدّد السيد نصر الله على أنّ "من جملة الأمور في موضوع الوعي، يجب عدم المساعدة في ترويج الإشاعات والأخبار الكاذبة والشبهات، ولو في سياق السؤال، خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، لافتًا الى أنّ هناك حرمة في بيع وشراء واقتناء كتب الضلال، لمن ليس لديه تحصين.
كما أكد السيد نصر الله وجوب عدم الاكتفاء بالدفاع في معركة الوعي، بل "يجب أن ننتقل إلى الهجوم، فعلى سبيل المثال، في حال كان هناك سؤال عن قيمة المرأة في الإسلام، ينبغي أن نسأل عن دور المرأة في الغرب وكيفية تقديمه لها وما هي قيمتها لديه".
وعن أهمية إحياء الشعائر الحسينية قال السيد نصر الله: "من مظاهر الشعائر الحسينية إظهار الحزن، مجالس العزاء الحسينية، زيارة الإمام الحسين، الذهاب مشيًا إلى زيارة الامام الحسين، إطعام الناس، اللطميات. وهدف هذه الشعائر هو إبقاء قضية الإمام الحسين حية جيلًا بعد جيل". وقال: "في الآونة الأخيرة يسجل للشعائر الحسينية تطور كبير، وتحديدًا منذ عام 1979 أي منذ انتصار الثورة الإسلامية في إيران"، مشيرًا إلى أنّ: "الخط البياني للشعائر الحسينية منذ عام 1922 حتى عام 1979 كان بطيئًا، ومع انتصار الثورة الإسلامية هذا الخط اختلف وأصبح متصاعدًا، فمن بركات الثورة الإسلامية أنها أضفت على المجالس والشعائر الحسينية تطورًا بارزًا".
السيد نصر الله أشار إلى ارتفاع عدد الحاضرين في المجالس، خاصة في السنوات الأخيرة، وقال: "يسجل بشكل واضح في السنوات الثلاث الأخيرة ارتفاع أعداد الحاضرين للمجالس العاشورائية، حيث تكبر وتزداد بطريقة تتخطى وتيرة الألف والألفين لتبلغ مصاف الـ 100 ألف، وقد تجاوز عدد المشاركين في المجالس، الليلة ما قبل الماضية، عتبة الـ 540 ألفًا... والمتوقع في الليالي القادمة أن يزداد عدد المشاركين في المجالس العاشورائية، وهذا أمر طبيعي. وبالإضافة إلى البعد المعنوي للحاضرين، هناك أيضًا رسالة جهادية سياسية لكل الذين يراهنون على ضعفنا".
وقال السيد نصر الله إن من المظاهر التي كبُرت في السنوات القليلة الماضية ظاهرة الإطعام والمضائف. وما نشهده الآن "العدد الكبير للمضائف" جديد في لبنان، وذلك بالرغم من الوضع الاقتصادي الصعب.
السيد نصر الله توجّه بالشكر لأصحاب هذه المضائف الذين بذلوا المال ووقفوا وتعبوا فيها لإنجاحها، لافتًا إلى أنّ ما نشهده في لبنان من مضائف هذه الأيام لم يشهده لبنان في تاريخه، وقد بلغ عددها ما يقارب 850 مضيفًا. فظاهرة هذه المضائف تغضب العدو وتغضب إبليس، ويجب أن تكون النية في الإطعام التقرّب إلى الله. هذا الإطعام محبب، وورد الكثير من الأحاديث في استحباب هذا العمل.
وطلب السيد نصر الله عدم الإسراف والتبذير في الإطعام، كما يجب أن يتناسب الإطعام الذي يوزع مع المناسبة. كذلك يجب الالتفات إلى الشروط الصحية والطهارة في عمل وتوزيع الطعام. وقال: "من جملة الأمور التي ينبغي أن تُراعى، مكان المَضيف والصوتيات التي توضع وتبقى من الصباح حتى المساء، ونؤكد على ضرورة استمرار الناس في إعداد الطعام داخل المنازل، وتوزيعه على العوائل، وهذا جيد".
في موضوع يوم العاشر قال السيد نصر الله، هناك مبانٍ فقهية مختلفة في تحديد الهلال، وقد اتفقنا نحن وإخواننا في حركة أمل والمجلس الإسلامي والعلماء على أن تُقام مراسم يوم العاشر نهار السبت. والمطلوب يوم العاشر أيضًا من أهلنا أن يقدموا مشهدًا حضاريًّا متطورًا ليراه كل العالم.